من المعلوم أن معظم الأشياء تبدأ بداية قوية منذ بدايتها الأولى ولطالما هي كذلك أقرب ماتكون إلى الحقيقة لذا تمنوا أن تدوم لمدى أطول.. ولكن حين بدأت تتراجع شيئاً فشيئاً سرعان ما صارت الأماني أوهاماً في سراب استقر حالها فيما يشبه أو يعرف بسر اديب الضياع. حتى الندم والبكاء على الاطلال لاجدوى منه كيف لا نعم العبر كثيرة لمثل هكذا أمجاد كانت أين هم منها وأين هي؟ أليس من الاجدى بالإنسان التفكير قبل أن يقدم على فعل شيء ما ولو حتى بالمحاولة وليس بالادعاء والركوب على قوة الدفع والشطحات التي لاتصمد وكيف إذا يكون الوصول إلى المراد ولعمري مثل هكذا.. فالمألوف والمرغوب وحتى المرفوض أن اللوحة والمشهد يتكرر من جديد بل قل معيداً نفسه من جديد ولافرق إذاً يتردد هنا وهناك كان، كانت ضاعت، وضاع طارت والكل في الكل ومن الكل يصب في مكان وللامكان.. وفي زمان واللازمان. واللاعودة.. والسؤال الذي يفرض نفسه متى يقول العقلاء شيئاً بالبوح أو بالهمس.. هذا جنون أو حتى مجنون.. من الحق قل ماتريد وتعرف ماتريد ولكن «بحدود» هل غاب العقلاء واضحى وأمسى وأصبح من الصعب.. عليهم. الطاسة.. الزمار الشباب يكفي النظرة والحركة والتنقل ولكن من أين لهم الكم الهائل من الصبر والجلد والحيوية والإصرار المشهد ممثل الوصلات، المقاطع في أحسن وأسوأ الاحوال لامكان في القلوب والنفوس. وجوه شاحبة وعيون غائرة وقلقة نواصي أصبحت أبيض في أبيض الشباب والزمار هو هو في ديناميك لايتوقف.. ينفخ ويحرك أصابعه ينفخ فتنفتح حنجرته واوداجه الشباب أصابعه تتنقل على الفتحات وهكذا الكاس ثالثهم والشأن واحد. أنين يتبعه أنين.. وآهات تتلوها آهات.. وأيادٍ ترتفع إلى أعلى فيخيب رجاؤها. واحد اثنان ثلاثة سمر سهر إلى الصباح.. فالنهاية إلى البداية والعكس بالعكس ثابت لايتزعزع. دموع لاتنكفئ فرح في فرح يالطيف الطف وياساتر استر.. ولأجل عينيك عشقت الهوى.. ولاجل عينيك الساحرتين كله حباً و حباً ووفاءً لايهم يعيش من يعيش ويموت من يموت.. الحلم سيكون واقعاً فيه الدفء.. ومن ذهب فلم يعد.. بل أنتم العائدون واللوحة نعم اللوحة قبلكم إلى الابد.. تمت.