حذرت المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن من مخاطر استمرار حفر آبار المياه بشكل عشوائي في مناطق الحقول الإنتاجية التي تعتمد عليها المؤسسة في تلبية احتياجات سكان المحافظة والمناطق المحيطة بها. جاء ذلك في تقرير حديث صادر عن المؤسسة حول استعداداتها لمواجهة الاحتياجات المتزايدة لمشتركيها خلال فصل الصيف 2009م. وكشف التقرير الذي حصلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» على نسخة منه أن الحفر العشوائي لمختلف أنواع الآبار في كل من دلتا وادي بنا ودلتا وادي تبن قد تصاعد إلى أكثر من 2500 بئر مع نهاية العام 2008م، مما أدى إلى عجز سنوي بمقدار 15 مليون متر مكعب من المياه. وأظهر التقرير أن المؤسسة استغنت عن عشرين بئراً محفورة بصورة نهائية في حقل تبن في محافظة لحج؛ باعتبارها أصبحت خارج نطاق التشغيل، فيما يتم الاستفادة فقط من بئرين في هذا الحقل تذهب إنتاجيتهما لصالح مديرية تبن بمحافظة لحج، وذلك بعد حدوث هبوط شديد في منسوب الماء بالحوض. وبين أن سماكة الطبقة الحاملة للمادة ضعيفة، وأقصى حد لها يتواجد على عمق مائة متر من سطح التربة، الأمر الذي أدى إلى حدوث حالة هبوط سنوية في مستوى الماء الثابت للخزان إلى مايزيد عن معدل 5 الى 10 أمتار في العام. وأشار إلى أن العجز في الطاقة الكهربائية والذي أدى إلى توقف مفاجئ في الفترات المسائية من المغرب حتى الصباح لعدد من الآبار العاملة في حقل أبين، أدى إلى رفع العجز الإنتاجي يومياً إلى معدل يتراوح بين 35-40 بالمائة . ولفت إلى أن هذا المعدل يتجاوز في بعض الأيام أكثر من 60بالمائة، ولفترة تتجاوز يوماً واحداً مما يحدث حالة هبوط غير اعتيادية للتموين على مستوى محافظة عدن؛ وذلك لأن مساهمة حقل أبين من إجمالي كميات المياه التي تمون عدن 30بالمائة. واستعرض التقرير كميات المياه المتدفقة إلى خزانات التجميع في بئر ناصر والواصلة من حقل أبين؛ حيث وصل إجمالي الإنتاج في يناير 2008م إلى مليون و268 ألفاً و108 أمتار مكعبة، وبلغ الإنتاج في أكتوبر 2008م 858 ألفاً و467 متراً مكعباً، بلغ نصيب عدن منها في شهر يناير 678 ألفاً و540 متراً مكعباً، وفي شهر أكتوبر 466 ألفاً و176 متراً مكعباً، فيما بلغ نصيب أبين في شهر يناير589 ألفاً و568 متراً مكعباً وفي شهر أكتوبر392 ألفاً و291 متراً مكعباً، أي بمعدل انخفاض بين شهري يناير وأكتوبر يعادل 32 بالمائة. وأكد أن هذا الانخفاض انعكس في تأثيره في انخفاض نصيب الفرد من المياه المنتجة من الحقل، مما أثر سلباً على منسوب المياه في خزانات التجميع داخل بئر ناصر، وكذا داخل جبل حديد في خور مكسر وخلق حالات ضغط من التموين للمياه داخل البساتين ودار سعد ومرتفعات مديرية المعلا والتواهي. وتضمن التقرير جملة من الحلول والمقترحات الهادفة مواجهة انخفاض انتاجية الحقول وتلبية الاحتياجات المتزايدة للمياه، ومنها البحث الجدي عن إمكانية تحلية مياه البحر أو إيجاد مصدر مياه جوفي إضافي ريثما تتطور تكنولوجيا تحلية المياه خلال السنوات القادمة . وتناول التقرير جهود المؤسسة في سبيل تحسين خدمات المياه وتغطية العجز القائم ومنها تدشين بناء خط 24 بوصة بولي ايثلين على الطريق البحري الذي يعد استكمالاً للخط القادم من حقل بئر أحمد إلى كالتكس لمواجهة الطلب المتزايد للمياه خلال الجزء الأخير من الصيف القادم 2009م ولإعطاء دفعة جديدة لتعزيز منسوب المياه في خزانات ومحطة جبل حديد؛ لما من شأنه استقرار التموين في مديريات كريتر والمعلا والتواهي وخور مكسر.. متوقعاً الانتهاء من هذا الخط نهاية يوليو 2009م . وقال التقرير: يتم حالياً استكمال أعمال بناء محطة التوليد الكهربائية في بئر أحمد للمساعدة على تلافي العجز في انتاجية هذا البئر الناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي العام داخل الحقل.. مشيراً إلى أنه من المقرر الانتهاء من المشروع في يوليو القادم، بالإضافة إلى مشروع بناء خزان التجميع في هذا الحقل المتوقع الانتهاء منه في يونيو القادم . وأكدت المؤسسة في تقريرها أنه سيتم خلال النصف الثاني من العام الجاري 2009م العمل في حقل جديد بشرق المناصرة محافظة لحج وذلك بحفر 13 بئراً وضخ مياهها الى خزانات التجميع في بئر ناصر التي تبعد 16 كيلو متراً عن الموقع .. لافتة إلى أنه تم توقيع محضر تفاهم بين المؤسسة وقيادة محافظة لحج على الحفر في ذلك الحقل . وتوقع التقرير أن تصل إنتاجية هذا الحقل إلى 20 ألف متر مكعب في اليوم من شأنها تغطية العجز الناجم عن تراجع انتاجية حقل أبين مع إعطاء زيادة في الكميات المستخرجة لمواجهة الطلب المتزايد للمحافظة لجزء من فصل الصيف . وبين التقرير أن المؤسسة رصدت مبلغ ثلاثة مليارات ريال لاستكمال إجراءات إدخال الحقل الجديد في الخدمة بحيث يعتمد عليه كحقل مستقبلي لتغطية ما يوازني 30 بالمائة من احتياجات محافظة عدن للخمسة عشر عاماً القادمة . ونوه التقرير إلى أن إنجاز مشروع بناء خزان التجميع سيسهم في الحفاظ على جاهزية بئر أحمد، وبخاصة التشغيل المستديم للحقل بنسبة 100 بالمائة.