الصين.. العثور على مقابر مليئة بكنوز نادرة تحتفظ بأسرار عمرها 1800 عام    في بيان للقوات المسلحة اليمنية.. لا يمكن السكوت على أي هجوم وعدوان أمريكي مساند للعدو الإسرائيلي ضد إيران    كتاب قواعد الملازم.. وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن " بول دريش جامعة أكسفورد" (1)    في خطابه التعبوي المهم .. قائد الثورة : المعركة واحدة من قطاع غزة إلى إيران    ترامب "صانع السلام" يدخل الحرب على إيران رسمياً    الكاراز يعادل رقم نادال على الملاعب العشبية    دول المنطقة.. وثقافة الغطرسة..!!    بين عدن وصنعاء .. شهادة على مدينتين    رسائل ميدانية من جبهات البقع ونجران و الأجاشر .. المقاتلون يؤكدون: نجدد العهد والولاء لقيادتنا الثورية والعسكرية ولشعبنا اليمني الصامد    الخارجية اليمنية: نقف مع سوريا في مواجهة الإرهاب    تفكيك أكثر من 1200 لغم وذخيرة حوثية خلال أسبوع    اعلام اسرائيلي يتحدث عن الحاجة لوقف اطلاق النار والطاقة الذرية تحذر وأكثر من 20 ألف طلب مغادرة للاسرائيلين    بين عدن وصنعاء .. شهادة على مدينتين    كأس العالم للأندية: ريال مدريد المنقوص يتفوق على باتشوكا المكسيكي بثلاثية    المنتخب الوطني تحت 23 عامًا يجري حصصه التدريبية في مأرب استعدادًا لتصفيات آسيا    بين عدن وصنعاء .. شهادة على مدينتين    إيران تنتصر    قطاع الأمن والشرطة بوزارة الداخلية يُحيي ذكرى يوم الولاية    مرض الفشل الكلوي (9)    منظمات أممية تحذر من مجاعة في مناطق سيطرة الاحتلال    "وثيقة".. مشرفون بحماية اطقم ومدرعة يبسطون على اراضي القضاة غرب العاصمة صنعاء    - رئيس الجمارك يطبق توجيهات وزارة الاقتصاد والمالية عل. تحسين التعرفة الجمركية احباط محاولةتهريب( ربع طن)ثوم خارجي لضرب الثوم البلدي اليمني    مناقشة مسودة التطوير الإداري والمؤسسي لمعهد للعلوم الإداري    انتشال جثة شاب مات غرقا بسد التشليل في ذمار    - ظاهرة غير مسبوقة: حجاج يمنيون يُثيرون استياء جيرانهم والمجتمع.. ما السبب؟*    - وزير خارجية صنعاء يلتقي بمسؤول أممي ويطالبه بالاعتراف بحكومة صنعاء \r\n*الأوراق* تنشر عددًا من الأسباب التي    ذمار.. المداني والبخيتي يدشّنان حصاد القمح في مزرعة الأسرة    رئيس الهيئة العليا للإصلاح يعزي الدكتور الأفندي بوفاة شقيقه    "عدن التي أحببتُها" بلا نازحين.!    ريال أوفييدو يعود إلى «لاليغا» بعد 24 عاماً    توقيف الفنانة شجون الهاجري بتهمة حيازة مخدرات    كشف أثري جديد بمصر    الرئيس الزُبيدي يبحث مع سفيرة بريطانيا ومسؤولي البنك الدولي آخر المستجدات السياسية وأزمة الكهرباء    الفريق السامعي: إرادة الشعوب لا تُقصف بالطائرات والحرية لا تُقهر بالقنابل ومن قاوم لعقود سيسقط مشاريع الغطرسة    إشهار الإطار المرجعي والمهام الإعلامية للمؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم    51 شهيدا في غزة بينهم 7 من منتظري المساعدات خلال 24 ساعة    من قلب نيويورك .. حاشد ومعركة البقاء    فئة من الأشخاص عليها تجنب الفراولة    الحديدة و سحرة فرعون    الدولار في عدن 3000    خبراء :المشروبات الساخنة تعمل على تبريد الجسم في الحر الشديد    حادث مفجع يفسد احتفالات المولودية بلقب الدوري الجزائري    السلبية تسيطر على ريفر بليت ومونتيري    شوجي.. امرأة سحقتها السمعة بأثر رجعي    من بينها فوردو.. ترامب يعلن قصف 3 مواقع نووية في إيران    أثار نزاعا قانونيّا.. ما سبب إطلاق لقب «محاربو السوكا» على ترينيداد؟    فلومينينسي ينهي رحلة أولسان المونديالية    علاج للسكري يحقق نتائج واعدة لمرضى الصداع النصفي    هاني الصيادي ... الغائب الحاضر بين الواقع والظنون    روايات الاعلام الايراني والغربي للقصف الأمريكي للمنشآت النووية الايرانية وما جرى قبل الهجوم    استعدادات مكثفة لعام دراسي جديد في ظل قساوة الظروف    قصر شبام.. أهم مباني ومقر الحكم    فساد الاشراف الهندسي وغياب الرقابة الرسمية .. حفر صنعاء تبتلع السيارات    الاتحاد الأوروبي يقدّم منحة مالية لدعم خدمات الصحة الإنجابية في اليمن    على مركب الأبقار… حين يصبح البحر أرحم من اليابسة    من يومياتي في أمريكا .. بين مر وأمر منه    بين ملحمة "الرجل الحوت" وشذرات "من أول رائحة"    حين يُسلب المسلم العربي حقه باسم القدر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللوكندات الشعبية.. حشرات.. وقمّل... وما خُفي أعظم ..!!
فيها كثير متناقضات، تجمع التضاد للراحة والمقيل والنوم..عبارات أشبه بألغاز...تغطيها سحب أدخنة الشيشة والسجائر..
نشر في الجمهورية يوم 19 - 04 - 2009

وأنت تحاول التغلب على ظروفك المعيشية، متحدياً لكل العوائق التي تقف أمامك بالقيام بنزهة ترفيهية إلى إحدى المدن اليمنية الساحلية أو التاريخية وعند اتخاذك للقرار وانطلاقك نحو الحلم المنتظر...وفور وصولك تقررعندها القيام بنزهة حول المدينة متناسياً عناء السفر، وأنت تتنقل في شوارع وأحياء المدينة، فإن أهم مايشد انتباهك وجود لوكندات تعمل خارج نطاق التغطية..
. لوكندات شعبية دكاكينية على طول وعرض المدينة لا تملك أدنى مواصفات السلامة والنظافة يمكن وصفها بأنها أماكن تجمع خليط من الناس، تتميز بظلمتها لعدم وجود نوافذ كونها «دكاكينية» وعندما تقترب أكثر منها تلاحظ خروج دخان كثيف «أسود اللون» من بوابتها الرئيسية وربما مدخلها الوحيد. وتلاحظ هناك أناساً متجمعين حول «مداعة» واحدة يتم تناقل قصبة الدخان فيها من واحد إلى آخر.
أما «الموالعة» الذي يتناولون المداعة مع القات فلا يقبلون أن يشاركهم أحد في شيشتهم...مجموعة أخرى تستنشق هذا الدخان دون انزعاج وأخرون في الجانب المقابل لا يفضلون الشيشة ويكتفون بالسجائر على أشكالها إلى جانب عيدان القات اضف إلى ذلك وجود من يفضل أثناء تناوله للمداعة والقات تناول «الشمة» البردقان بمختلف اشكالها فمنهم من يفضل الشمة البيضاء ومنهم السوداء ومنهم من لايمانع بتناول النوعين... ومما يزيد الطين بلة أنهم لا يكتفون بهذه المشاهد المثيرة بل يقومون بقصد أو بدون قصد ببصق بقاياها «الشمة والقات» على ملابسهم وأماكن جلوسهم ونومهم ولا تسلم جدران اللوكندة من أذاهم.. هذه اللوكندات تلاحظ أثناء زيارتك لها أنها أيضاً تتميز بوجود «ضجة» أصوات مرتفعة هنا وأصوات تنادي من هناك وكأنك في سوق «قات».
أضف إلى ذلك ارتفاع أصوات اجهزة التلفاز المتعددة والتي لاتقل عن ثلاثة إلى خمسة أجهزة.. وعندما تغوص أكثر في هذه اللوكندات فإن الدهشة تأخذك أكثر في حال التمعن في وجوه النزلاء فهيئتهم وأشكالهم لا يبدو عليها الوقار فوجوههم مصفرة من أثر السهر، وأثر القات والشمة تبدو على ملابسهم وأيديهم وأسنانهم هذا رغم أنهم في سن متقدم وليسوا أطفالاً إلا أنك تجدهم مشدودين نحو التلفاز لمتابعة فلم «اليوم» المختار من قبل المشرف على اللوكندة والذي عادة ما يكون فلماً اجنبياً«هندي امريكي ياباني فرنسي...الخ».. أما الافلام العربية فتحلو لديهم بعد الساعة العاشرة مساءً بالطبع أؤكد أن هذه الأفلام التي يقبلون على مشاهدتها بكل لهفة وشوق لا يفهمونها عادة ولكن يندمجون مع بعض الحركات الخيالية من قبل البطل وتجدهم «يبحلقون» أكثر نحو الشاشة إذا ما ظهرت لقطات جنسية ساخنة التي عادةً ما تتخلل الفلم.. والمصيبة وأنت تتابع هذه الوجوه ترى بينهم العديد من الاطفال ممن هم في عمر الزهور...فهناك أطفال يكونون برفقة آبائهم وخاصة الذي يأتون من القرى والبعض الآخر من أطفال الشوارع الذين يقومون بالعمل صباحاً والذهاب إلى هذه اللوكندات مساءً لمتابعة هوايتهم المفضلة والمتمثلة بمشاهدة الافلام الهندية، فتجد أصواتهم ترتفع بين الحين والآخر مطالبة بالفلم الهندي الذي عرض يوم كذا..
وهناك من الاطفال وللأسف الشديد من يمضغون القات بشراهة رائقي البال ولا يهمهم كثيراً نوع الفلم أكان هندياً أو أمريكياً أو حتى صومالياً فهم شاردون في ملكوت الله ألسنتهم لا تكل ولا تمل عن ذكر عيوب الآخرين يتبادلون فيما بينهم اللعنات والشتائم، ليس لهم هدف ونظرتهم لاتتعدى أبعد من ذلك المكان.
هذه المشاهد المثيرة تحدث وأنت تتنقل خلالها من لوكندة إلى أخرى، لا شك أنها تضعك أمام العديد من التساؤلات التي قد تجيب عليها جيداً إذا ماحاولت التعمق فيها والغوص في أسرارها..عندها ستصاب بخيبة أمل وتحاول الإسراع في العودة إلى مدينتك التي لاتختلف كثيراً عن وجود مثل هذه المشاهد والتي أصبحت مألوفة لديك ولم يخطر ببالك التمعن فيها.. وعندها ستدرك عظمة ما اكتسبته من معارف كانت غائبة عنك رغم معايشتك لها صباحاً ومساء.. ونحن من هذا التحقيق سنحاول التحليق بهذا العالم الخاص..مستفسرين عن الأسباب التي تقف وراء تراجع هذه اللوكندات في أدائها الخدمي والسياحي؟ ولماذا زبائن هذه اللوكندات من نوعيات خاصة؟ وما دور الرقابة حيال ذلك وما تعانيه هذه اللوكندات من سوء النظافة وتحولها إلى أماكن مشبوهة من خلال ماتبثه من أفلام ماجنة ليلاً.. كل هذه التساؤلات وموضوعات أخرى سنقف معها من خلال هذا التحقيق:
قمل وحشرات
بداية التقينا بالأخ عادل محمد «18» عاماً بائع خضروات سألناه عن أسباب تواجده بمثل هذه اللوكندات الشعبية التي تفتقر إلى أبسط مقومات الراحة والنظافة فرد بالقول:
الحقيقة أنني أعمل بهذا المكان منذ سنوات ومن خلال عملي في بيع الفاكهة والخضر أصرف على أسرة بأكملها لذا فمن غير المعقول أنني عند الانتهاء من عملي أذهب إلى فندق سياحي لأخذ الراحة فيه فالدخل قليل..لذا فإن المكان الأنسب من حيث التكلفة هو المبيت في هذه اللوكندات..مؤكداً أنه لا يطيق المكوث فيها ولكن اليد قصيرة والعين بصيرة وهذه اللوكندة مثل بقية اللوكندات في المدينة لا يوجد فيها ماء إلا بالقطارة لذا تظل رائحتها معفنة باستمرار...أما عند النوم فحدث ولا حرج فالبطانية التي يتم التدثر بها يتساقط منها «الوسخ» على الجسم ويدخل إلى الفم أضف إلى أنها مليئة بالقمل والحشرات «غير المعروفة» وتتناقل من شخص إلى آخر دون تعرضها للشمس..ومما يزيد الطين بلة أنه بينما أنت تغوص بنوم عميق بعد عراك داخل هذه البطانية يدخل إلى اللوكندة مجموعة من الاشخاص الذين قضوا سهرة في مكان ماأصواتهم مرتفعة ولهم صورة يبدو عليها الريب والشك لا يحترمون النائمين وتخرج من أفواهم قهقهات مرتفعة يتناولون مواضيع مليئة بالحيرة والألغاز.. عندها لا نستطيع النوم قلقاً وخوفاً منهم، ولهذا فقد قررت ومعي مجموعة من الأصدقاء أن أستأجر دكاناً للسكن فيه.
لا وجود للأفلام الإباحية
قائد العواضي «صاحب لوكندة» فيقول:
نحن نحاول قدر الإمكان توفير الراحة لنزلائنا والاهتمام بنظافة اللوكندة من خلال عرض الفرش والبطانيات لأشعة الشمس يومياً ورش أرضية اللوكندة بالماء وغسل الحمامات باستمرار، أضف إلى ذلك أننا ننافس الفنادق السياحية بالأسعار فأسعارنا زهيدة جداً ونقوم بتوفير الأفلام المرخص بها حسب ذوق النزلاء.. وهذا الإقبال الذي تراه لم يأت من فراغ بل هو نتيجة لهذه الخدمات التي نوفرها باستمرار..
موضحاً من خلال حديثه بأنه شخصياً لا يقوم بعرض الأفلام الإباحية الماجنة خلال فترة السهرة، معتبراً ذلك حراماً ولن يبارك الله برزقه إذا جاء عبر هذه الأفلام وأنه يفضل إغلاق اللوكندة بدلاً من جلب مثل هذه الأفلام..وفيما يخص وجود أطفال في عمر الزهور باللوكندة قال العواضي: أنا أعتبر وجود مثل هؤلاء الأطفال في محلي مسئولية تقع على عاتقي في المقام الأول، لذا فأنا أقوم بمراقبتهم باستمرار وأخصص لهم مكاناً معزولاً أثناء نومهم بعيدين عن «قليلي الذمة» وإذا ما لاحظت وجود أطفال مشكوك في سلوكهم فإنني أقوم بإخراجهم من اللوكندة..مؤكداً حدوث العديد من حالات الاغتصاب لهؤلاء الأطفال في أماكن أخرى نافياً أن يكون قد حصل مثل هذه الحالات في اللوكندة التابعة له..
اكتشاف حالة اغتصاب
أحمد صالح «صاحب لوكندة» يقول:
إن قدوم الأطفال على اللوكندات سواء لمشاهدة الأفلام أو لمشاهدة إحدى المباريات أو.. أو.. ومن ثم الإنصراف أو المبيت في اللوكندة يعد من الأشياء الخطرة والتي تقع بها معظم اللوكندات، فالناس المتوافدون علينا أشكال وأصناف منهم الطيب ومنهم الخبيث.. لذا فقد يقع الطفل فريسة للصنف الآخر وهم بالطبع وبحكم تعاملي معهم لأكثر من خمسة عشر عاماً أناس لا يخافون الله.. يعيشون كالحيوانات بل ينصب، همهم أولاً وأخيراً على إشباع رغباتهم الجنسية عبر مشاهدة الأفلام الماجنة أو عبر ارتكاب ما حرم الله من زنا ولواط ولا يفكرون البتة بالاستقرار وإقامة أسرة تجمعهم رغم امتلاك بعضهم للكثير من الأموال ولكن ابتلاهم الله بذلك وهنا سوف أورد لكم حادثة حصلت قبل عدة سنوات وتتلخص بالآتي:
أغتصاب طفل
في إحدى الليالي الشديدة البرودة نزل أحد الأطفال «21عاماً» الطفل كان يبدو عليه الراحة والنعيم ويبدو أنه من أسرة محترمة ومن حين إلى آخر كان يظهر عليه القلق والتوتر ونظرات الحيرة والاستغراب من تلك الوجوه المحلقة أعينها نحوه..ومع الساعات الأخيرة من الليل وبينما كان الجميع يغط في نوم عميق.. كان هناك من لا يزال يقظاً يخطط للقيام بجريمته إنه رجل قد أخذ به العمر مأخذه أخذ يسحب جسمه بكل هدوء حتى لا يوقظ أحداً متجهاً نحو فريسته التي ظل يترقبها طوال الليل.. حتى إذا ما وصل إليه قام بإخراج سكيناً من جيبه.. مشرعاً بتنفيذ جريمته.. فقام بخلع ما على الطفل من ملابس سفلية، فإذا بالطفل ينهض من نومه صارخاً، فوضع الرجل السكين على عنقه قائلاً له:. إذا لم تسكت وتتركني أعمل ما أشاء فسوف أذبحك، الطفل خاف منه وعاد إلى وضعه، عندها كنت قد سمعت صرخات الطفل فنهضت من نومي وأخذت أتابع المشهد المثير، وبمجرد أن أكمل الرجل استعدادته لتنفيذ جريمته حتى قمت بإضاءة الكهرباء كاشفاً ومعرياً له في وضع مشين، عندها استيقظ كل من كان في اللوكندة.. فأمسك الرجل بالطفل ووضع السكين على رقبته مهدداً بقتله إذا ما حاول أحدهم الاقتراب منه مشترطاً فتح الباب الخاص باللوكندة للخروج فقمت بفتح الباب، فقام متراجعاً إلى الخلف وبيده الطفل والسكين على رقبته وذلك على طريقة الأفلام الهندية التي اعتاد عليها حتى إذا ما وصل إلى الباب قام برمي الطفل على وجهه وهرب عارياً.. الطفل من هول الموقف أغشى عليه وتم إسعافه إلى المستشفى، في الصباح انتشر الخبر وحضر والده إلى المستشفى وأفاد أن ولده هرب من البيت.. الولد اشتد به المرض وفي صباح اليوم السابع من الحادثة أعلن عن وفاته.. الأب لم يتمالك نفسه فظل يراقب الرجل الهارب من وجه العدالة حتى قام مع أبنائه بالإمساك به وأشبعوه ضرباً حتى فارق الحياة.. وقاموا بتسليم أنفسهم للعدالة..!
لا مبالاة
تسيب غياب رقابة أمراض أوبئة وحالات متعددة شكوى واحدة وهم واحد حكاية جملة من دخلوا تلك الأماكن التي لا ترتقي إلى أن تكون مأوى ومسكناً للبشر.. مناظر مقرفة، وصور سيئة في ظل تأقلم عامة البسطاء مع واقع مزر لتلك اللوكندات.. منظر غير حضاري لمدننا.. لوكندات واستراحات للمقيل والنوم بالمئات يغيب عنها الواقع الصحي النظيف والبيئة النقية المقبولة.. غياب التوعية الصحية والرقابة من قبل الجهات المختصة جعلنا ننظر لكل ما هو سيىء بالأمر العادي لكن تظل القضية مشكلة اجتماعية وصحية وبيئية سيئة.. تردد بعض المواطنين ذوي الدخل الأدنى على تلك اللوكندات تحكمه الحاجة وشحة الإمكانات والعمل، ربما البعض يعتبر دخول تلك الاستراحات هرباً من أعين الناس في الشارع وكذا الحاجة للإيواء والمبيت ليلاً لعدم وجود سكن.. قضايا جعلت من المواطن العادي.. مطرقة لكل سلبيات مجتمعنا الذي يعيش فيه..
أفلام رعب
محمد علي قائد «نزيل لوكندة» سألناه عن وجهة نظره تجاه الشكل السيىء والمتسخ لأثاث اللوكندات فأجاب: دخولي إلى هذه اللوكندات هو بسبب رداءة الحالة المادية وأنا أعرف يقيناً أن الدخول إلى هذه اللوكندات يترتب عليه أضرار صحية ونفسية وذلك لعدم وجود النظافة وكذا استنشاق ما ينبعث من قبل المدخنين والمشيشين وانتقال العدوى من شخص لآخر..
وأنا للحقيقة أعرف عدة أشخاص مصابين بأمراض عدة نتيجة ترددهم على هذه اللوكندات وأشخاص آخرين أصيبوا بحالة نفسية نتيجة منظر هذه اللوكندات التي تكون غالباً غير نظيفة وكذا وجود أفلام رعب وإباحية جعلت معظم الشباب يترددون عليها وهو ما ساعد على جذب أكبر عدد من الزبائن رغم تردي الوضع الصحي.
أما الأخ نزار خالد «51» عاماً يعمل في لوكندة يقول: «نحن لا نتحمل المسئولية كاملة فالجهات المختصة تعتبر أحد الأسباب في غياب الجانب الصحي والبيئي في هذه اللوكندات، والرقابة لا بد أن تؤدي دورها بالضغط على أصحاب اللوكندات بالنظافة وعدم بث الأفلام الماجنة وأفلام الرعب..مضيفاً: كما أن الحالة المادية للناس سيئة وتجبر البعض على أن يدخل مثل هذه اللوكندات وقد تعود معظم النزلاء عليها.. أما إذا تم افتتاح لوكندة نظيفة فدخولها قد يكون مرتفع الأجر لأنها تتميز عن سواها من اللوكندات..
مثقفون...ولكن!!
وبينما نحن نمر على عدد من اللوكندات..كنت ألاحظ وجود عدد من المثقفين المشهود لهم في الشعر والأدب فأستغرب كثيراً من وجود هذه الشريحة الهامة في مثل هكذا أماكن.
وحتى لا أحرجهم بأسئلتي حول هذا الموضوع..قمت باستئجار «مدكا» مكان إلى جوارهم وبعد انقضاء عدة ساعات أخذنا الحديث لمناقشة وضع هذه اللوكندات والأسباب التي تدفع الكثير إلى زيارتها فكانت الآراء متباينة فالبعض يرى أن الجانب المادي يلعب دوراً مهماً في انتشار مثل هذه الأماكن وأن نزلاءها هم من عامة الناس رغم محدودية خدماتها.
بينما ذهب البعض منهم إلى القول: هذه الأماكن يجب زيارتها من قبل المثقفين والأدباء والصحفيين والاحتكاك مع هذه الشريحة الهامة من المجتمع ونقل ما يدور بهذه اللوكندات إلى الآخرين كل بطريقته وأسلوبه والعمل على خلق ثقافة توعوية في أوساط المجتمع للمحافظة على سلامة الجميع..
أطفال يتحدثون
الطفل هيثم قايد «11سنة» يقول:
أنا هنا لا أشاهد الأفلام واستريح من العمل طوال اليوم حيث إنني أعمل في السوق المركزي بأحد المطاعم..ويعجبني بهذه اللوكندة أنها تقوم بعرض الأفلام الهندية التي أحبها كثيراً أما أبي وأمي فهم عارفون أنني أجلس هنا وأنا أكلمهم عندما أسافر إليهم في القرية، وقد حذرني أبي من هذه اللوكندات وطلب مني الابتعاد عن الناس الذين لا يخافون ربنا في المطعم أو اللوكندة، وفي هذا الاسبوع تضاربت مع شخص كبير كان يريد مني أن أرقد معه في الغرفة «أنا عارف أيش قصده» .
مؤكداً أنه قد تعرض لعدة مواقف سواء في اللوكندة أو في المطعم الذي يعمل به لكنه يطلع في كل مرة «رجال».
الطفل كاكشان
أما الطفل «عدنان يحيى 21 عاماً» فيقول: التخزينة في اللوكندة ممتعة خاصة إذا كان هناك فلم هندي أوأمريكي أنا ما أخفش من الناس فأنا رجال مثلي مثلهم وأتحدى أي واحد يقرب نحوي فأنا سأقوم بضربه وأعمل به مثل البطل «كاكشان» أو «شاكه» وأخليه يهرب.
النظافة
وعن الصفات والشروط التي يجب أن يلتزم بها صاحب اللوكندة يقول عبدالله العماري صاحب لوكندة أنا أفضل التعامل مع كل الزبائن الذين يرتادون اللوكندة باسلوب حسن فأقوم بتوفير الأثاث النظيف وأهتم بالجانب الصحي للمحل والذي أعده أهم شيء وكذا عمل على توفير المياه وتجهيز دورات المياه والاحتفاظ بأمانات الزائرين مؤكداً بأنه يتم زيارة اللوكندة بين الحين والآخر وهذه الزيارة تأتي من قبل المسئول الصحي بالمنطقة ونحن نؤدي عملنا بمسئولية ولا ننتظر التوجيهات من أي جهة كانت كون النظافة من الإسلام.. وهنا أنصح كل أصحاب اللوكندات العاملة بالمحافظة بأن يهتموا بالنظافة لأن مظهر المحل يعبر أولاً عن بيئة صاحبه وبالتالي يعكس صورة سلبية عن مظهر البلد أو المنطقة أو المدينة التي يعيش فيها..
وأنصح كذلك أصحاب اللوكندات بأن يقوموا بتعريض أثاث محلاتهم «بطانيات+ فرش» لأشعة الشمس حتى تقتل الميكروبات وأيضاً استخدام المبيدات الحشرية قبل تعرضها للشمس لأن أكثر الأمراض تنتشر في اللوكندات من شخص إلى آخر...وعليهم أن يكونوا أصحاب أمانة ويحسنوا التعامل مع زبائنهم وأن يقوموا بتوفير المياه وغسل محلاتهم من الروائح وتوفير مادة «الديتول» وخاصة لدورات المياه..
كما عليهم أن يقوموا بتوعية الزبائن بالاهتمام بممتلكات المحل والتقيد بالنظام المطلوب حتى لايصبح هناك أي فوضى أو مخالفات صحية تعرض أثاث اللوكندة للاتساخ فهذه مسئولية جماعية وصحية تهم الجميع..
دور رقابي ضعيف
الصحة البيئية كجهة رقابية أين يكمن دورها؟
توجهنا بهذا السؤال إلى أبي ذر الغشم المشرف البيئي بمديرية الظهار إب فقال: نحن كجهة رقابية وإشرافية على الكثير من الأماكن كالمطاعم والفنادق والأسواق واللوكندات..الخ والتي تتعلق بنشاط صحة البيئة فإننا نقوم بمتابعة مكثفة ونعمل على تفقد هذه اللوكندات ومن ثم نعمل على ضبط اللوكندات المخالفة ويتم رفع بلاغ إلى الجهة ومن ثم إلى النيابة لتتخذ اللازم حسب القانون...وفي حالة صدور أمر قهري على هذه اللوكندات فإنها تقفل في الصباح وتعاود نشاطها في المساء لأنهم يعرفون أن دوامنا فترة صباحية.. وعند سؤالنا له عن: لماذا لا يتم القيام بخطة توعوية تهدف إلى رفع الوعي الصحي وكذا مخاطر اللامبالاة وما يترتب عليها من سلبيات؟
أجاب بقوله: عملنا خطة عمل توعوية ووضعنا في أولوياتنا بأن تنفيذ الخطة التوعوية الإعلامية يعتبر أهم شيء حتى يسهل علينا بعض العمل...ولكن التوعية تحتاج إلى ميزانية ونحن لا تتوفر لدينا مخصصات مالية حتى مصاريف التنقل لم يتم توفيرها لنا،فكيف لنا أن نوفر تكاليف هذه الحملة والتي تتطلب رقماً مالياً لا بأس به..
ونتمنى من الإخوة المواطنين الذين يجدون مخالفات صحية بهذه اللوكندات أن يتم ابلاغنا حتى نستطيع أن نخدمهم ونخدم أنفسنا فالمسئولية تكاملية ونحن نثمن دور من يقوم بابلاغنا.
ينبغي ردع المخالفين
أما أحمد الصلاحي، مشرف بيئي فيقول: لقد قام المكتب بعدة حملات على هذه اللوكندات وتم مصادرة العديد من الأثاث المستهلك والذي لايصلح أن ينام عليه الناس وقمنا بإغلاق تلك اللوكندات حتى حضروا إلى المنطقة وقاموا بعمل التزامات وتم فتحها..وهناك اشعارات لهم لوضع حل لمخالفاتهم إلا أننا نعاني من بعض المعوقات من قبل أصحاب هذه اللوكندات حيث نقوم بإغلاق لوكنداتهم ويقومون بفتحها بعد ذهابنا في المساء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.