كشفت نتائج أولية لمسح ميداني أجراه عدد من المختصين الزراعيين بمحافظة ذمار، عن ارتفاع حجم المساحة المزروعة بالقات خلال العام الماضي 2008م من 100الى 150 لبنة في كل قرية بقاع جهران بعد أن كانت المساحات المزروعة تتراوح بين 15 إلى 20 لبنة عام 2007م. وأوضح رئيس لجنة المسح مدير عام نشر التقنيات الزراعية بالهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي الدكتور خليل الشرجبي في حديثه إلى وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) أن نتائج المسح بينت أن بعض المزارعين كانوا قد بدؤوا بزراعة مساحات بسيطة للاستهلاك الشخصي إلا أن المساحات توسعت بعد شعورهم بالربحية والإنتاجية السريعة. مشيرا إلى أن من أهم الأسباب التي أدت إلى توسع زراعة القات في قاع جهران الزراعي، غياب دور المؤسسات والهيئات الزراعية في متابعة هموم ومشاكل المزارعين, وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية وقطع الغيار والديزل، واقتصار دور بعض الجهات الزراعية بالتعاقد مع مزارعين محدودين لإكثار بذور محاصيل الحبوب والبقوليات والبطاطس. كما تأثر المزارعون بانخفاض أسعار المنتجات الزراعية من الخضار وغيرها حتى أن بعضهم في مواسم معينة لا يتمكنون من استعادة تكلفة البذور، فيما تغيب الجهات التي يفترض بها شراء المحصول بأسعار تشجيعية كما يحدث حاليا في مجال القمح والذي أسهم في تشجيع المزارعين على الإنتاج والتوسع في زراعة القمح. وأكد الشرجبي ضرورة إيجاد منشآت تخزينية وثلاجات لحفظ المحصول من التلف خصوصا عند مواسم جني المحاصيل وتسهيل عملية التسويق وتصديرها وهو ما يحتم إيجاد استثمارات مخصصة لامتصاص الفائض من الإنتاج الزراعي مثل تصنيع الصلصة من الطماطم الذي يفيض إنتاجه في مواسم كثيرة. وتناولت نتائج المسح انخفاض المخزون المائي بقاع جهران نتيجة الاستهلاك وحفر الآبار العشوائية في الفترة الماضية، مما أسهم في التوجه إلى زراعة القات وخصوصا أن محصول البطاطس يتطلب كميات كبيرة من المياه وهو ما يضاعف متطلبات المزارع من الديزل وقطع الغيار رغم أسعارها المرتفعة. وأوصى القائمون على المسح بضرورة تنظيم عملية التسويق و الرقابة على أسواق ومحلات بيع المدخلات الزراعية ومنحها تراخيص كون المزارع يتعرض لمشاكل في البذور والأسمدة والمبيدات تتعلق بمدى جودتها وصلاحيتها وخاصة البذور، حيث أن بعض الشركات تنتج بذورا لا تستخدم إلا لجيل واحد فقط. وكذا العمل على توفير الكميات المناسبة من البذور التي تفي باحتياجات المزارعين وبأسعار تشجيعية، خصوصا بذور البطاطس الذي ارتفع ثمن الطن الواحد منها إلى 18000ريال.