أكدت النتائج الأولية للمسح الميداني الذي أجراه عدد من المختصين الزراعيين بمحافظة ذمار مؤخرا, ارتفاع رقعة المساحة المزروعة بالقات خلال العام الماضي من 100الى 150 لبنة في كل قرية بقاع جهران , بعد أن كانت مساحاتها خلال العام الذي سبقه تتراوح بين 15 إلى 20 لبنة . وقال رئيس لجنة المسح مدير عام نشر التقنيات الزراعية بالهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي الدكتور خليل الشرجبي في حديثه لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) أن نتائج المسح بينت أن بعض المزارعين كانوا قد بدأوا بزراعة مساحات بسيطة للاستهلاك الشخصي إلا أن المساحات توسعت بعد شعورهم بالربحية والإنتاجية السريعة. وأوضح الشرجبي أن من أهم الأسباب التي أدت إلى توسع زراعة القات في قاع جهران الزراعي, غياب دور المؤسسات والهيئات الزراعية في متابعة هموم ومشاكل المزارعين, وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية وقطع الغيار والديزل , واقتصار دور بعض الجهات الزراعية بالتعاقد مع مزارعين محدودين لإكثار بذور محاصيل الحبوب والبقوليات والبطاطس. وأضاف ان المزارعين تأثروا بانخفاض أسعار المنتجات الزراعية من الخضار وغيرها حتى أن بعضهم في مواسم معينة لا يتمكنون من استعادة تكلفة البذور, فيما تغيب الجهات التي يفترض بها شراء المحصول بأسعار تشجيعية كما يحدث حاليا في مجال القمح والذي أسهم في تشجيع المزارعين على الإنتاج والتوسع في زراعة القمح. وشدد على ضرورة إيجاد منشئات تخزينية وثلاجات لحفظ المحصول من التلف خصوصا عند مواسم جني المحاصيل وتسهيل عملية التسويق وتصديرها وهو ما يحتم إيجاد استثمارات مخصصة لامتصاص الفائض من الإنتاج الزراعي مثل تصنيع الصلصة من الطماطم الذي يفيض إنتاجه في مواسم كثيرة. وكانت نتائج المسح قد تناولت انخفاض المخزون المائي بقاع جهران نتيجة الاستهلاك وحفر الآبار العشوائية في الفترة الماضية , مما أسهم في التوجه إلى زراعة القات وخصوصا أن محصول البطاطس يتطلب كميات كبيرة من المياه وهو ما يضاعف متطلبات المزارع من الديزل وقطع الغيار رغم أسعارها المرتفعة . بينما أوصى القائمون على المسح بضرورة تنظيم عملية التسويق و الرقابة على أسواق ومحلات بيع المدخلات الزراعية ومنحها تراخيص كون المزارع يتعرض لمشاكل في البذور والأسمدة والمبيدات تتعلق بمدى جودتها وصلاحيتها وخاصة البذور, حيث أن بعض الشركات تنتج بذورا لا تستخدم إلا لجيل واحد فقط , وكذا العمل على توفير الكميات المناسبة من البذور التي تفي باحتياجات المزارعين وبأسعار تشجيعية , خصوصا بذور البطاطس الذي ارتفع ثمن الطن الواحد منها إلى 18000ريال.