تولي الدولة اهتماماً كبيراً بشريحة المعاقين من خلال تقديم أوجه الدعم والرعاية الكاملة لهذه الشريحة لمساعدتها على الخروج من عزلتها والإسهام في العملية التنموية الجارية في الوطن وإدماجهم في المجتمع.. ومعهد التدريب والتأهيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة بأبين يسهم إلى حد كبير في تأهيل وتدريب العديد من المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة بأبين بغية تنمية قدراتهم الإبداعية والعملية في العديد من الحرف والمجالات.. ال «الجمهورية» التقت الأخت أشواق عبدالله سيلان مديرة معهد التأهيل والتدريب المهني لذوي الاحتياجات الخاصة بأبين والذي بدورها سلطت الأضواء على مجمل أنشطة المعهد حين قالت: لمحة عن معهد المعاقين بأبين في البدء اشكر صحيفة الجمهورية على تفاعلها المستمر في متابعة أنشطة عمل المعهد وتذكير الاصحاء واهتمامهم بهذه الشريحة التي هي جزء من نسيج المجتمع، أما فيما يتعلق بتأسيس معهد التدريب والتأهيل المهني لذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة أبين في 7من ديسمبر 2005م وقد تم افتتاحه رسمياً في يوم المعاق وكان افتتاحه هدية رسمية كبيرة قدمتها الدولة لهذه الشريحة التي تستحق فعلاً كل الدعم والرعاية من خلال تعليمها وتطوير وتنمية إبداعاته العلمية والفنية والثقافية وخلق فرص عمل لهذه الشريحة ومكافحة الفقر. كما أن هذا المعهد الذي تم بناؤه بتمويل من صندوق المعاقين بصنعاء يعد الأول من نوعه في محافظة أبين ويضم عدداً من الورش والأقسام الخاصة ويدرس فيها الكثير من الطلاب والطالبات المعاقين من جميع قرى ومديريات المحافظة ويحتوي على عدد من المباني تحوي الورش والأقسام الموجودة فيه. وتتابع الأخت أشواق سيلان مديرة المعهد حديثها قائلة: يوجد لدينا في المعهد ثمانية أقسام وورش خاصة منها أقسام تعليم الكمبيوتر والأشغال اليدوية ولغة الاشارة والمنغولين «داون» والأشغال الجلدية والذي لم يتم العمل فيه حتى الآن كما توجد الورش الخاصة بالنجارة والخياطة والحياكة ويبلغ عدد الطلاب والطالبات الملتحقين في أقسام المعهد «202» طالب وطالبة من المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة. ونحن في المعهد نحرص دائماً علىتقديم الخبرات والمعارف للطلاب والطالبات المعاقين الملتحقين في أقسام وورش المعهد ونقوم بتدريبهم وتأهيلهم تأهيلاً جيداً بحسب رغباتهم وميولهم مع الأخذ بعين الاعتبار العمل الذي يتناسب مع إعاقتهم وبحيث يستطيع المعاق التكيف التام بهذا العمل مع رغباته النفسية والجسمية. فمثلاً المعاق ذهنياً أو الصم والبكم نحرص على تعليمهم في مهارات الحياكة أو النجارة، بالنسبة للبنات نقوم بالحاقهن في قسم الخياطة أما المصابون بالاعاقات جسدياً في اليد أو الرجل الذين لا يعانون من مشكلة في الفهم والاستيعاب فنحرص على إدخالهم قسم الحاسوب الآلي.. مخرجات الأقسام وحول مخرجات أقسام المعهد بأبين قالت: نحن نشعر بارتياح تام بأن الطلاب والطالبات المعاقين الذين التحقوا بالمعهد استفادوا استفادة كبيرة بالمعلومات والمعارف العملية خلال تدريبهم في المعهد ولم تمنعهم إعاقتهم من تعلم فنون الخياطة والحياكة واكتساب الخبرات المهنية في ورش النجارة والأشغال اليدوية وتعليم الكمبيوتر ولغة الإشارة والخاص بالصم والبكم قبل التحاقهم بالأقسام الأخرى حيث تم في قسم الكمبيوتر تأهيل «02» طالباً وطالبة في عدة دورات بتطبيقات الكمبيوتر ومعرفة مكونات الكمبيوتر القطع hard كما أنه في ورشة النجارة تم انجار غرف نوم متكاملة ومكتبات وكباتات أبو أربع فردات وكذا مكتبات خاصة بالمطبخ كما أنه في قسم الأشغال اليدوية ثم انجاز العديد من الأعمال والأشغال اليدوية المختلفة منها بدلات أطفال وكوافي وشرابات ومفرش أمياز وشالات وكراسي خشب نشتغل بصدف البحر وجنبيات مشتغلة بصدف البحر، نقوم باهدائها لزوار المعهد وكذا أعمال بوالدا لقش وبوالد صدف، وسلال البخور نشتغل بالصوف وعروسات مشتغلة بالقش ومروحات يد مشتغلة بالقش وقارب مشتغل بصدف البحر وأعمال فنية، منازل صغيرة مشتغلة من الصدف والشبك وفوش أطفال وفي قسم الحياكة تم إنتاج كميات من المعاوز. الأنشطة الرياضية والثقافية وبالنسبة للأنشطة الأخرى في المعهد تحدثت عنها مديرة المعهد أشواق سيلان قائلة: لدينا قسم خاص بالأنشطة الرياضية والثقافية حيث نقوم بإجراء مسابقات ثقافية بين أوساط طلاب وطالبات المعهد لصقل مواهبهم وإبداعاتهم الثقافية كما نقوم أيضاً بتنفيذ مسابقات أخرى تخلق روح الحماس بين الطلاب المعاقين وكذا سباق الضاحية والشطرنج وكرة القدم، حيث حققنا الفوز في لعبة كرة القدم على فرق الأشبال في مديرية خنفر وفي الجانب الثقافي نظمنا معرضاً تشكيلياً للرسم والفنون والذي من خلاله أبدع طلاب المعهد بإنجاز كبير في المعرض من خلال شهادة السلطة المحلية وزوار المعرض. كما شارك في أمسية رمضان الثقافية عدد من الأندية الرياضية والجمعيات ومعهد المعاقين ويعتبر ذلك أول معهد ينظم مسابقات للأندية والجمعيات وذلك من أجل حرصنا نحو تفعيل الأنشطة في المعهد داخلياً وخارجياً كما قمنا أيضاً بتنفيذ مسابقة ثقافية موسعة للفتيات في المعهد، ولدينا في المعهد مواهب ثقافية وفنية ورياضية لها نشاط وبرامج أكان داخل المعهد أو خارجه من خلال الاحتفالات الخاصة بيوم المعاق. ونحرص دائماً على تنفيذ الرحلات الترفيهية لطلاب وطالبات المعهد لكي نطلعهم على المواقع والمعالم الأثرية وكذا الإنجازات التنموية التي تحققت على مستوى المحافظة أو المحافظات الأخرى إضافة إلى تبادل الزيارات بين معاهد المعاقين ومنها محافظة عدن. الاحتياجات الضرورية للمعهد ممكن تطلعوننا على احتياجات المعهد؟ حقيقة نحن في المعهد نبذل جهوداً كبيرة وهذا واجب وطني وإنساني مع هذه الشريحة الاجتماعية ويتطلب من الجميع الوقوف إلى جانبها بالرغم من الإمكانات المتواضعة لدينا في المعهد كما أن الدعم والرعاية الكريمة التي يحظى بها المعهد من قبل مكتب الشئون الاجتماعية والعمل بالمحافظة لها انعكاسات ايجابية في الارتقاء بنشاط عملنا وكذا الجهات ذات العلاقة بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل والذي تولي معاهد تأهيل وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة اهتماماً كبيراً ومتواصلاً والذي نأمله منهم بأن يقدموا لنا المزيد من الدعم حيث إنه من خلال عملنا في المعهد خلال الفترة المنصرمة واجهنا بعض الصعوبات التي أدت بدورها إلى تأخير سير العمل بسبب نقص احتياجات الأقسام منها: عدم توفير أجهزة كمبيوتر كافية لتوسيع مجال التدريب للمتدربين وأيضاً توفير طابعة ملون لذلك لا بد من توفرها حتى يتمكن كل متدرب من التدريب على جهاز خاص به وحده لما في ذلك من صيانة للأجهزة والحفاظ عليها مدة أطول والاستفادة بشكل أفضل، وكذا النقص الواضح في الطاولات الخاصة بالأجهزة مع ملحقاتها من كراس وما إلى ذلك وعدم توفر فلتر حاجز حماية للنظر كونهم يستخدمون الجهاز لفترة طويلة، وكذا عدم توفر الأدوات الكهربائية اللازمة مثل المنظمات للأجهزة لكل واحد لسلامتها والحفاظ عليها من انقطاعات الكهرباء المستمرة كي تدوم مدة أطول حتى تستفيد منها الدفعات القادمة الملتحقة بالمعهد بالإضافة إلى عدم توفر وسائل التكييف والراحة مثل مكيف للقاعة من أجل الراحة النفسية للقدرة على الاستيعاب هذا في مجال الكمبيوتر أما فيما يتعلق باحتياجات الأقسام الأخرى والورش بالمعهد مثل نقص الموادالخام من خشب التربلاء لمختلف المقاسات، كذا عدم توفر مكينة تشكيل لعمل الأثاث المنزلية إضافة إلى مكينة أو آلة تزويد بالمواد الخام لتنفيذ أعمال المشغولات اليدوية المختلفة التي ينفذها الطلاب. إضافة إلى نقص كبير في وسائل العمل بقسمي الخياطة والحياكة ومن أهمها توفير مكائن جديدة للخياطة والحياكة لأسباب خروج بعض المكائن السابقة عن العمل نظراً لعطبها وكذا للإقبال المتزايد من قبل الطلاب والطالبات الملتحقين في هذه الأقسام الهامة والذين يشعرون بأنها سوف تساعدهم مستقبلاً في إيجاد فرص عمل من خلال تبنيهم لمشاريعهم الصغيرة. قسم للخياطة كما التقينا الأخ عبدالجليل عبدالله السروري نائب مدير المعهد ومدرب قسم الخياطة والذي له بصمات جليلة في هذا المجال التدريبي حيث قال: فيما يخص التدريب في معهد ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع الأقسام ومنها قسم الخياطة خصوصاً والذي هو تحت اشرافي الفني ومن مهام واجبي العملي في المعهد، حيث يتم استقبال الطالبات ممن يشكن من إعاقة الصم أوالإعاقة الحركية نقوم بتقسيمهم إلى مستويات فالصم مثلاً يتم تدربيهن على أجزاء الجلابيات والدروع وعملية قصهم وعند إجادتهن لعمل هذا الجزء المطلوب نقوم بتدريبهن على الجزء الآخر ويتم تدريبهن عن طريق الإشارة والتي هي الوسيلة الناقلة لمعلومات التدريب. فيما يخص المعاقين حركياً كذلك نقوم باختبار الطالبة ما إذا كانت اعاقتها تصبح لعملية التدريب المطلوب وإذا وجدنا أن إعاقتها تحول دون التدريب نقوم بنقلها إلى عمل آخر يتناسب مع إعاقتها الحركية حيث ونحن يهمنا إخراج هذه الشريحة من عزلتها من خلال ترغيبها وإقناعها بالحرفة المناسبة. استفادة المعاقين ويواصل الأخ عبدالجليل السروري مدرب قسم الخياطة حديثه قائلاً: لا شك أن الاستفادة تكون كبيرة ومتفاوتة من ناحية جودة واتقان العمل حيث إن هناك المجموعة الأولى استفادوا من التدريب وأجادوا فن الخياطة إجادة جيدة جداً وأصبح لديهم خبرات ومهارات عملية في خياطة الملبوسات بمختلف أنواعها، أما المجموعة الثانية التي تم تدريبها في قسم الخياطة بالمعهد أجادوا الخياطة بشكل جيد وقدتخرج من تلك الدفعتين في القسم عدد «21» طالبة وحالياً يتم في القسم تدريب المجموعة الثالثة «22» طالبة وسوف نواصل عملية تدريبهن للفترة الزمنية المحددة للدورة من ثلاثة أشهر حتى ستة أشهر حتى يستوعبن مهنة الخياطة وقد وصل عدد الطالبات في القسم 33طالبة. رغبة المعاقين للالتحاق بالمعهد وحول نفسية ورغبة المعاقين خلال فترة التدريب بالمعهد قال عنها السروري: حقيقة نحن نشعر بارتياح تام لمدى الانضباط لحضور الطلاب والطالبات المعاقين للمعهد وهذا يدل بدون شك على مدى الرغبة الكاملة للطالب المعاق لمواصلة تعليمه وتدريبه مع زملائه من نفس الشريحة أضف إلى ذلك التعامل الطيب والإنساني بقيادة الأستاذة أشواق سيلان مديرة المعهد وكذا المدرسين بالمعهد الذين يبذلون جهوداً كبيرة للأمانة وخاصة أن هذه الشريحة من ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى رعاية كريمة ولفتة إنسانية متواصلة أكانت من قبل السلطة على مستوى المحافظة أو المركز الرئيسي ومن المجتمع عامة. كما أننا في هذا القسم لدينا «81» مكينة خياطة وهناك إقبال كبير للالتحقاق في هذا القسم ولكن الإمكانات محدودة لدى المعهد ولدينا طموحات مستقبلية لفتح معرض خاص على منتوجات المعهد في كلية التربية زنجبار لكي نتمكن من تسويق منتوجات المعاقين ويعود ريعها لصالح نشاط المعهد وإن شاء الله يتم ذلك بالتنسيق مع الإخوة في قيادة الكلية.