حياة كل إنسان لا تسير دائماً على وتيرة واحدة.. فهي ما بين صعود وهبوط.. ما بين فرح وألم.. ما بين نجاح وفشل.. والفشل لا يعني أبداً نهاية المطاف بل يعني أنه خطوة على درب النجاح.. وكما الحياة تحوي بين دفتيها جميع المتناقضات كذلك نفوس البشر.. فثمة نفس يغلب عليها الخير وأخرى يكون الشر هو الغالب فيها.. وكل إنسان منا قد يصادف هذا وذاك في مشوار حياته.. قد يصادف الصادق والكاذب.. الأمين والخائن.. البر والفاجر.. ولأننا بشر فمن الطبيعي جداً أن نتألم ونحزن وأن تصيبنا في بعض الأحيان بعض المشاعر السلبية إذا تلقينا صفعة غدر من شخص كنا نتوسم فيه الصدق والأمانة.. فالمشاعر الإنسانية سواء الإيجابية منها أو السلبية لا تختلف في طبيعتها من إنسان لإنسان.. وإن اختلف مدى تأثيرها عليه.. فالبعض لا يقف كثيراً عند محطات المشاعر السلبية بل يتخطاها ويمضي إلى الأمام والبعض الآخر يستسلم لها حتى تأتي بداخله على الأخضر واليابس ولا تُبقي منه إلا حطاماً.. ونفوس البشر ليست متباينة فقط في أفعالها وإنما أيضاً في ردود أفعالها.. فمن الناس من يقابل الإساءة بالإحسان.. ومنهم من يسعى للإنتقام ممن أساء إليه.. ومنهم يرد الصاع صاعين.. ومنهم من يترك نفسه فريسة للأحزان تفتك به.. كل يحاول رد الصفعة حسبما يرى أنه الطريقة المناسبة والمثلى من وجهة نظره التي هي في الأصل نتاج لتجارب كثيرة مر بها على مدار سنين حياته.. وقد علمتني الحياة أن الرد الأمثل لأي صفعة نتلقاها هو النجاح.. بل المزيد من النجاح.. والنجاح لا يقتصر على مجال واحد في الحياة أو عدة مجالات بل يشمل الحياة نفسها.. فالنجاح لا يمنح الإنسان فقط الثقة بالنفس.. بل ويجعله قادراً على أن يتغلب على أي مشاعر سلبية قد تنتج عن أي صفعة يتلقاها.. فالشجرة المثمرة هي فقط التي تقذف بالحجارة.. واستثمار الوقت في النجاح بدلاً من البكاء على اللبن المسكوب أو الندم على ما فات أو حتى التفكير في الانتقام ممن أساء إلينا.. فالنجاح هو الغنيمة الحقيقية للإنسان.. وهو الهزيمة الساحقة للآلام. [email protected]