في إطار الملف الصحفي المتمحور حول ماضي التشطير والجبهات المخيف سواء في الشمال أو الجنوب سابقاً أجري هذا الحوار مع الأخ/عبدربه هشلة ناصر رئيس لجنة المالية والتخطيط في المجلس المحلي بمحافظة شبوة.. كيف تتذكرون وتقيمون ماضي الجبهة القومية في محافظة شبوة؟ أولاً نشكر صحيفتكم «الجمهورية» على بذل عناء نبش الماضي من باب «وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين» ينبغي أن نتذكر تلك السنوات التعيسة وينبغي أن يطلع عليها هذا الجيل من الشباب المتحمس ، لأن في ذلك الماضي عظة وعبرة للحاضر وحسن تصرف لصناعة المستقبل. وثانياً، لا أزعم أني أتذكر ماقبل السبعينيات فلست كبيراً إلى هذا الحد، أنا رجل أربعيني عايشت في طفولتي والتصقت في ذاكرتي المآسي التي تعرض لها آباؤنا وأهالي مديريتنا«عين» خلال الفترة من 1971-1973م التي شهدت فيها مناطقنا وباقي أراضي المحافظات الجنوبية مما كان يسمى«بثورة الإصلاح الزراعي» وقرار تأميم الأراضي والممتلكات، وقتل وسجن وإقصاء من حاول رفض ذلك القرار التعيس. ماضي باعوم الأسود يضيف الأخ/عبدربه هشلة: المؤلم في الأمر أن مقاليد تنفيذ قرارات الحكومة الشمولية في تلك الأيام عندنا في شبوة أوكلت إلى أحط الناس شأناً أولئك الذين تعودوا قبل التأميم النظر في لقمة غيرهم متذرعين بإطلاق شعارات جوفاء كالمساواة والعدالة والكرامة و و.. في بداية السبعينيات كان هذا الداعي للحراك الجنوبي المدعو باعوم، يعتلي عصابة تأميم الأرض والممتلكات وتصفية رموز القبائل والأبطال الشرفاء الذين طردوا المحتل، يومها كان باعوم يشغل سكرتير أول منظمة الجبهة القومية في محافظة شبوة التي كانت لسان حال الحكومة الشمولية إذ لم يكن اسم وحزب الاشتراكي قد تكون. تأميم لمجرد التأميم حدثنا بصرا حة.. ألم ينتفع المعوزون من الناس من التأميم الزراعي الذي زعم المأمون أنهم انتزعوه من الإقطاعيين للمصلحة العامة؟ أولاً لم يكن عندنا في مديرية «عين» إقطاعيون.. ثانياً هم قاموا بنقل تجارب الغير نقلاً غير موفق وغير مدروس ولم يرتبوا لعواقب ذلك التأميم ومايمكن اتخاذه من بعد التأميم من استثمار واستصلاح المزارع، فأي عدالة وأي مساواة تلك التي حولت المزارعين إلى طاقات منتجة لمختلف المحاصيل لهم ولأسواقهم، إلى فقراء اتكاليين على ماتيسر من طوابير رغيف الخبز الحكومي. للأسف إن قادة وأفراد الجبهة القومية المسيطرين على الحكم الشمولي حينها كانت لديهم غريزة الانتقام من الجميع والحقد على علية القوم ومشايخ القبائل كانت لديهم نزعة ثورية هو جاء على كل من يعارضهم.. فهل جسدوا أحد شعاراتهم«الحرية» - اطلاقاً - فقد سجنوا الحريات بفرض نمط معيشي إجباري على الجميع.. لقد كمموا الأفواه التي تقول لهم«لا» بل اقتلعوا الألسن والرؤوس برمتها.. والأمر من كل ذلك عندما اغتالوا حرية تربية المواطن لابنته كيفما شاء.. دعوا إلى تحرر «الفتاة» من كل الروابط الأسرية والدينية لها والعيش بعيداً عن أسرتها.. وإذا تزوجت وطلقت يمنع زوجها من الزواج إلا بعد مضي ثلاثة أشهر على عدتها وكأنهم أرادوا بذلك مساواة المرأة بالرجل من خلال فرضهم عدة عليه أيضاً! مسجونون في أوطاننا لسنا نحن فقط بل جميع المناطق الواقعة على خطوط التماس مع الشمال سابقاً عانت الأمرين فقد كان الفرد منا يخاف ان تتسرب نية عزمه السفر إلى مأرب مثلاً وإذا ماوشى بك أحد ياويلك من التحقيقات التي قادت أناساً بسطاء إلى سجون الجبهات بتهم العمالة للشمال والخيانة أما من قبض عليه هارباً من أو إلى مأرب وبالذات حريب القريبة منا فإما أن يصدر حكم بإعدامه أو يذبح مكان تسربه دون ان يشعر أهله بمقتله أو يتسلموا جثته. نفي بالشيول ذات مرة تسلل رب أسرة قريبة لنا إلى حريب ولم تدركه عصابات الجبهة القومية في مديريتنا يومها قاموا بهدم منزلهم بعد ان أخرجوهم ثم حملوا النساء والأطفال والعجزة في مشهد مؤلم أمام جميع الأهالي على «حراثه». وأوصلوهم إلى حدود حريب وألقوا بهم هناك مع صرر ثيابهم فقط وقالوا لهم برع.. بعد الخائن. كي يضمنوا عدم عودته ولكي يعتبر البقية.. وكأنهم كوم تراب أو نفايات لاتستحق العيش في الوطن.. فهل هذا العدل والحرية والمساواة التي كان يدعو لها باعوم وعصابته الجبهوية، وهل هذا التاريخ الأسود لجرائمهم سيفتح آذان أبناء شبوة والمحافظات الجنوبية عامة لسماع هرطقاتهم الجنونية الانفصالية. تقييد الحركة - يضيف رئىس لجنة المالية والتخطيط في محافظة شبوة الحديث عن ماضي التنقل في مناطق شبوة ذاتها ومن ثم إلى حريب ومأرب قائلاً:- عندما أخرج أبنائي في الإجازات وانتقل بهم من مديريتنا «عين» إلى مديرية بيحان أو مديرية عسيلان لايصدقون ان هذا الانتقال الذي لايزيد عن نصف ساعة كان غاية في الصعوبة أيام الجبهات الشمولية.. أبنائي يظنونني مبالغاً - لا أزال أصر على إقناعهم بأن أحدنا إذا وصل إلى النقطة العسكرية الفاصلة بين عين وبيحان لا يبلغها ويتعرض لاستجواباتها إلا وقد ذاق المر قبل ذلك في كل محطة انتقال أيش معك هناك ومن هم أهلك هناك وكم فترة ستبقى في بيحان.. وياويلك إذا زيدت يوم واحد.. المهم أنهم -الله لاسامحهم - أذلوا الجميع وحولونا إلى مساجين في أوطاننا، خاصة في منطقتنا التي تحادد الشمال «حريب» وبذكر حريب، كان - ولايزال - وادي حريب ملكاً لمزارعين من الشطرين فالوادي مقسوم من الشرق إلى الغرب فإذا أراد أحد مزارعي حريب الانتقال إلى بقية مزارعه وحقوله القريبة من التواجد العسكري المكثف لجنود الجبهة والحكومة الجنوبية، كان يكابد إجراءات السماح بعبوره لأيام حتى يتأكدوا عبر استخباراتهم من خلوه من نوايا التجسس وتسريب المعلومات وتستمر عيون تحرسه إلى أن يعود إلى حريب. أما أهالينا فقد كانوا أيضاً بحاجة - بين فنية وأخرى إلى الانتقال إلى مركز وسوق حريب لشراء بعض الحاجيات، إلا أن ذلك أيضاً لم يكن بالأمر الهين، فلا يسمحون لاحدنا بالعبور إلا بعد أخذ التعهدات والضمانات بل والرهائن أيضاً إلى أن يعود سالماً من شبهات العمالة. -كان من يرغب في الفرار والاغتراب في السعودية أو الخليج ليس أمامه إلا المغامرة في الهروب ليلاً إلى حريب وياصابت معاه.. ياخابت وقرح رأسه، أما الحل الآخر فهو تزوير بطاقة شمالية تمكن المرء من إقناع حرس الحدود بأنه شمالي جاء لزيارة أناس أو أقارب ويريد العودة وعليه توقع مسآءلته من أي منطقة أنت.. من الشمال ؟ لذا سيكون مجداً وملماً في صفة المنطقة والقبيلة التي ينسب إليها- زوراً - في الشمال كي لاينكشف أمره ويذبح. أما إذا تجاوز الحدود ووصل الشمال فهناك يستطيع استخراج جواز سفر إلى أي مكان شاء. صحيفة الأيام كما أسلفت مسبقاً ان أبناء شبوة هم أشد من تألم من ماضي التشطير وإرهاب الجبهات والتأميم الفاشل وماسمي بالاصلاح الزراعي الذي كرسه أيامها المدعو حسن أحمد باعوم. وشكل عصاباته لتأميم مزارع وادي بيحان الشهير باعتباره أغنى أودية شبوة فبدلاً من تأميمه أو اصلاحه أصابه القحط والجفاف وطال أهاليه الموت والسجن والتشرد.. لذا فأنا لست خائفاً مطلقاً من اصغاء أي ضعيف أو جاهل لتضليل باعوم. لم أكن أرغب في اغتياب صحيفة الأيام التي ضخمت تلك المسيرة لكنك استنطقتني.. الحكاية ومافيها - وقد أكدنا هذا لبعض وسائل الاعلام سلفاً - ان خلافاً دار بين مدير مدرسة وآخر دفع باحدهم بتحريض الطلاب على مسيرة احتجاجية لاقصائه من إدارة المدرسة وما أن خرج عشرات الطلاب إلى الشارع حتى انضم أفراداً آخرون عن جهالة. وماهي إلا أقل من ساعة ومضى كل إلى منزله بعد أن نفس بعضهم عن مشاعر الاحباط والبطالة وماإلى ذلك لكن صحيفة الأيام ضخمت من هذا الحدث التافه وأعطته أكبر من حجمه بالمانشيت العريض برأس الصفحة، وهي كعادتها تستهدف وتستعدي شبوه وتعمل من الحبة قبة على مدار السنوات الماضية.. الآن بعد ان توقفت هدأ الجميع من فتنها، لكن ينبغي عليكم وباقي الصحف الوطنية رسمية - وأهلية توزيع الجرائد إلى جميع المديريات.