تمكنت مؤخراً محطة أبحاث المرتفعات الشمالية التابعة للهيئة العامة للبحوث الزراعية من استنباط ستة أصناف جديدة من محصول الفرسك ذات انتاجية عالية تسهم في تحقيق أرباح إقتصادية مجزية للمزارعين كونها تنضج خارج موسم نضج الأصناف الحالية . وأوضح مدير فرع هيئة المرتفعات الشمالية الدكتور احمد منصور عبدالحق لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ أن الأصناف المستنبطة تأتي نتيجة للتجارب الحقلية والبحثية التى نفذتها محطة أبحاث المرتفعات الشمالية ودراستها ل 19 صنفاً من محصول الفرسك . مشيراً الى أن الباحثين في المحطة توصلوا من خلال التجارب البحثية والتقييمية لعدة أصناف من محصول الإنجاص الى استنباط ثلاثة أصناف ذات انتاجية وجودة عالية ستسهم في رفع عائدات زراعة الانجاص في اليمن وتوفر للمزارعين خيار محصولي آخر عالي المردود. كما تم استنباط صنف آخر من ثمار التفاح من بين سبعة أصناف استهدفتهم أبحاث المحطة، حيث يمتاز الصنف بزيادة الانتاجية والجودة العالية وينضج بعد الصنف المنتشر زراعته حاليا في اليمن . وحسب الدكتور احمد منصور فإن بعض أصناف الفاكهة المسنبطة صالحة للتعليب وذات استمرارية في الانتاج لما يقارب ال 80 يوماً مقارنة ب 30 يوماً للأصناف المحلية المحسنة . وأشار الى أهمية الأصناف المستنبطة من ثمار الفاكهة متساقطة الأوراق في تحقيق عائدات اقتصادية كبيرة للمزارعين تفوق تكاليف الانتاج نظرا لنضوج ثمار تلك الأصناف في أوقات خارج موسم نضج الفاكهة الحالية المتواجدة في الأسواق سواء من ثمار الفرسك أو التفاح أو الأنجاص وغيرها، وبما يسهم في استمرارية تدفق الثمار الى الأسواق بشكل شبه متواصل وعلى مراحل متتالية . معتبرا ان تدفق الثمار بهذه الآلية يزيد من فرص الأرباح لدى المزارع ويحميه من الخسائر الناجمة عن تكدس المحصول في وقت واحد الى الأسواق وانخفاض سعره، فضلا عن اسهامها في رفع عائد زراعة هذه المحاصيل وعدم خروج المزارعين من زراعة الفاكهة الى زراعة القات، الى جانب التقليل من فاتورة استيراد اليمن للفواكه والتى تأتي في الغالب اما مخزنة لفترات طولية وبالتالي تكون ذات قيمة غذائية منخفضة وأسعارها مرتفعة وبين مدير فرع هيئة المرتفعات الشمالية احمد منصور ان أنشطة المحطة البحثية في مجال استنباط أصناف فواكه ( الفرسك، النكتارين، التفاح، المشمش ) بدأت منذ العام 2002م، حيث بدأت بإجراء دراسات مكتبية لفترة ستة أشهر حددت على ضوئها مزايا الأصناف المراد استقدامها وأماكن تواجدها . كما قامت الهيئة العامة للبحوث الزراعية بالتنسيق مع المراكز الدولية بتوفير العديد من أصناف محاصيل الفاكهة وتم ادخال نحو 34 صنفاً من الفواكه تم زراعتها في الحقول التجريبية للمحطة البحثية في 2005م وتم متابعة زراعة تلك الأصناف وتقييمها خلال أربعة مواسم إثمار متتالية . وأكد الدكتور منصور حرص المحطة على نشر زراعة تلك الأصناف المستنبطة ونقل نتائج التجارب الناجحة الى حقول المزارعين من خلال توزيع شتلات من الأصناف المستنبطة وعمل حقول ايضاحية وإرشادية للمزارعين بما يمكن من الإستفادة من جدوى تلك الأصناف في تحقيق عائدات وارباح وفيرة . وحول دور البحوث وأهميتها في التنمية الزراعية أكد الباحث في محطة أبحاث المرتفعات الشمالية المهندس منصور الدلس ان دور البحوث يكمن في استنباط أصناف جديدة ومحسنة من محاصيل وثمار الفواكه والخضروات ذات انتاجية عالية ومقاومة للجفاف والآفات النباتية وبما يسهم في رفد القطاع الزراعي وتحسين انتاجيته وتعزيز دوره في تحقيق الأمن الغذائي . ودعا الدلس الى ضرورة الحفاظ على الحقوق الأدبية للهيئة العامة للبحوث الزراعية وكادرها بإعتبارها مؤسسة رائده تلعب دوراً فاعلاً في التنمية الزراعية . منوها بأن كثير من دول العالم توفر حقوق حماية للأصناف النباتية كونها حقوق ملكية وتوثيق الأصول الوراثية وبما يعود على مستنبطيها بالفوائد المادية والمعنوية.