من أخطاء التشخيص إلى أخطاء العمليات الجراحية تتعدد الأخطاء الطبية الجسيمة والتي تؤدي في حالات كثيرة إلى الوفاة وفي أفضل الأحوال إلى عاهات مستديمة.. عن ماسبق ومدى المسئولية الجنائية للطبيب واللجان الطبية الخاصة المقررة لمدى خطأ الطبيب كان هذا الاستطلاع.. أخطاء التشخيص يقول د. الخضر ناصر لصور مدير مكتب الصحة بمحافظة عدن: إن التشخيص له ثلاثة محاور هي التاريخ المرضي للمريض، الفحص السريري والفحوصات إما العادية أو المعقدة، ولذا فإن الطبيب عندما يكون متمكناً من مجاله التخصصي يستطيع أن يصل إلى تشخيص سليم من التاريخ المرضي والفحص السريري. أخطاء متعددة ويواصل د. الخضر: الملاحظ أن هناك نقصاً في الامكانيات والأجهزة وأجهزة الفحص، كما أنه قد تحصل أخطاء من بعض المختبريين وفنيي أجهزة «السونار، التصوير الطبقي المحوري»، أو بسبب نوع العينة بسبب عدم كفايتها أو حصول بعض الأخطاء وقت الفحص. عدم وجود مراكز التشخيص المتخصصة د. عبدالملك السياني مدير عام مستشفى الثورة التعليمي بتعز من جانبه قال: تتعدد أسباب التشخيص الطبي الخاطئ ومن هذه الأسباب عدم توفر الكادر المؤهل والمدرب وعدم وجود مراكز التشخيص المتخصصة ذات الكفاءات العالية إضافة لعدم توفر بعض المعدات والأجهزة الطبية داخل البلاد. أخطاء العمليات الجراحية غير أخطاء التشخيص تبرز أخطاء العمليات الجراحية والتي تكون المضاعفات الناتجة عنها أسوأ حيث تقود بعضها إلى الموت، د. العبد شفيع باموسى مدير مكتب الصحة بمحافظة حضرموت يشير إلى نتوج الأخطاء الطبية بشكل عام عن ممارسة الطبيب لتخصص خارج عن نطاق تخصصه، أما أخطاء العمليات الجراحية فيرجعها إلى عدم ثقة الطبيب بنفسه أحياناً حال إجرائه لعملية جراحية ما، وكذا عدم الإلمام بالمضاعفات الناجمة بعد إجراء العمليات الجراحية. أما د. عبدالملك السياني فيرجع أخطاء العمليات الجراحية إلى مشكلتين كبيرتين هما التخدير ومدى مهنية الكادر القائم على العملية التخديرية. مراكز تشخيص متطورة وحول مايلزم للتقليل من الأخطاء الطبية تحدث د.عبدالملك السياني بالقول: توجد دورات تأهيلية وتدريبية للبعض ولكننا ما نزال محتاجين للمزيد،كما نحتاج لوجود مراكز متطورة للتشخيص تحتوى أجهزة ومعدات متقدمة ودقيقة. تأهيل وتنشيط د الخضر ناصر لصور مدير مكتب صحة محافظة عدن من جانبه قال: يوجد تأهيل للكوادر في المحافظة حيث يتحصل الأطباء على دراسات تخصصية «بورد وماجستير» ويوجد فرع للمجلس الطبي اليمني للاختصاصات الفنية، لكن الشيء المفتقد هو التأهيل والتنشيط للكوادر المتخصصة سواء في إطار دورات أو مؤتمرات. دورات تدريبية أما د العبد شفيع باموسى مدير مكتب الصحة بمحافظة حضرموت فيطالب بدورات مستمرة سواء داخلية أو خارجية إضافة للتعليم المستمر. جرائم غير عمدية ولمعرفة المسئولية الجنائية والقانونية للطبيب المتسبب بخطأ طبي أفضى للموت أو لعاهة مستديمة تحدث المحامي عبدالله نعمان نقيب المحامين بفرع تعز والذي أوضح بالقول: تكيف الأخطاء الطبية كجرائم قتل خطأ غير عمدية، وفي حالة إذا تسبب الطبيب بوفاة مريض نتيجة لخطأ طبي وتم ثبوت الحالة فيعاقب بعقوبة القتل غير العمد، أما إذا تسبب في عاهة فيحكم عليه بالأرش. المحامية ياسمين عبدالقادر الصبري تتفق من جانبها مع ما قاله نعمان مع تأكيدها أن الطبيب المحترم من يتمثل شرف المهنة وشرف القسم الذي أداه وبما يستتبعه من العناية والحرص على الأرواح التي تأتي إليه. لا التزام ولاتعاون رغماً عما ينص عليه قانون المهن الطبية من ضرورة تشكيل لجان طبية لفحص أعمال طبيب عندما يتسبب بخطأ طبي أو يتم اتهامه بالتسبب بخطأ مهني جسيم، إلا أن كثيراً من هذه اللجان لايتم تفعيلها في العديد من محافظات الجمهورية، وحول هذا الأمر تحدث منصور العلوي رئيس نيابة محافظة تعز قائلاً: ترفع إلينا قضايا متعلقة بالأخطاء الطبية وبموجب قانون المهن الطبية فإننا نقوم بالتواصل مع مكتب الصحة بالمحافظة بصفته المعني بتشكيل لجنة طبية للتحقيق،وحيث إن النيابة تعتمد على التقارير التي ترفع من هذه اللجنة لتحريك أي دعوى إلا أن الحاصل هو عدم التزام مكتب الصحة بالقانون وعدم تعاونه،حيث يتعبوننا كثيراً بل ويتسببون بعرقلة سير العمل. أمنيات بالتعاون ويختتم رئيس نيابة تعز بالقول: أتمنى أن يتعاون مكتب الصحة كما أتمنى أن يتعاون فرع نقابة الأطباء بشكل مجرد حتى ولو كان الخطأ الطبي صادراً عن طبيب زميل لهم لا أن يقفوا كالقبيلة مع الطبيب المخطئ.