عندما يدق الموت أجراس الفجيعة مدن الحزن تفتح أبوابها للقادمين من حسراتهم كي يفرشوا دمعاتهم رملاً على صدر المدينة طيب الذكرى وليس لغير هذا الرمل فينا من ملاذ إليه. تبرق عزاءها الكلماتُ عبر أثير حشرجة البكاء، وعليه تنصب فراغها الخيمات والأطلال لاتحكي سوى هذا الأسى ومنه إليه تحملنا قصائده العظام بوحاً من عويل الصمت على نعش الغرام. لقد مات الشاعر والأديب «محمد مَطّه» ولم تعطه اللحظة متسعاً كي ينعي فيه رحيله..فلقد غادر خلسة منه دون أي وداع. وهانحن عبثاً نحاول أن نلملم ماتبقى من نشيج الروح كي نلقاه فينا الغائب الحاضر مااستوطنتنا تراتيل روحه شعراً دافئاً كالحب يسري في شرايين هواه المغني عشقه الإنسان للأرض كم ذا اخضوضرت فيه القوافي حقولاً من البن والقمح الذي تحكيه غانيه السنابل. وللشعب كم كان الحبيب المبدع الكلمات يشعلها ضياءً للقوافل وهي تمضى أمة وثورة ووحدة خالدة على درب اليقين تذكيها مشاعل حرفه المتوهج. النشيد يسمو فتسمو على صفحات إشراقاته اليمن الجديد.. وللوطن كم كان يشدو صوته ملء الربوع قلبه الصب الولوع، وروحه لاتعشق الهجوع وهو يخطو قُدماً مردداً: لا للرجوع. لقد مات «محمد مَطّه» ولسنا ندري لمن ترك مكتبة حلمه في زبيد ومكتبه الجديد، وعرائس إبداعاته يلعبن في تعاريج الوريد. لقد مات ولسنا ندري كيف نبكيه وهو من عاش يبكينا جميعا..ً ليرحمك الله ياأيها الفحل الذي غاب..وصبراً زبيد