أكد طبيب يشرف على الوضع الصحي للناجية من طائرة «اليمنية»، التي سقطت عند سواحل جزر القمر، أنه فوجئ أمس الأربعاء بالقدرة على التعافي السريع للمراهقة، بكاري بايا، البالغة من العمر 14 سنة. ووصف الدكتور آدا عبدو منصور شعوره حين رآها وعلم بأنها نجت من سقوط "الايرباص 310" قائلاً : إنه شعور "من ينظر إلى ورقة يانصيب ربحت وحدها الجائزة الكبرى"، وفق تعبيره وهو يتحدث إلى "العربية.نت" عبر الهاتف من بيته بموروني، عاصمة الجزر. وروى الدكتور منصور كيف أن فرقة إنقاذ فرنسية نقلت بكاري بعد انتشالها من بين الحطام المبعثر مع بعض الجثث على الماء إلى "المستشفى المركزي المعروف" وهو الأشهر في موروني، حيث تم إدخالها إلى غرفة للعناية الفائقة وسط دهشة من كانوا ينظرون إليها كراكب نجا من طائرة سقطت وقضى جميع من كان على متنها نحبهم، ومن بينهم والدتها التي كانت برفقتها. وكشفت بكاري خلال اتصال هاتفي مع والدها عن بعض التفاصيل التي وقعت عقب سقوط الطائرة. وقال والد بكاري بايا في تصريحات لمحطة "أي-تيلي" التليفزيونية الفرنسية: إن ابنته سمعت حديث بعض الركاب الذين كانوا يحاولون النجاة من الغرق. وأردف الوالد أن بكاري قالت له "أبي ، إننا سقطنا في الماء وسمعت أناساً يتحدثون لكنني لم أر أحداً لأن الظلام كان يحيط بكل شيء حولي." وذكرت الفتاة لوالدها أنها رأت فرق الإنقاذ بعد بضع ساعات من سقوط الطائرة ، وأكدت أنها بصحة جيدة الآن. وكان فريق انقاذ فرنسي عاين الفتاة من طائرة هليكوبتر ورآها تعوم، فظنوها شاباً، ورموا بحبل إنقاذ إليها لتتمسك به، إلا أن "الشاب" لم يفعل برغم نداءات أطلقوها من المكبرات، فاضطر أحد عناصر الانقاذ إلى القفز نحو الماء وسط رياح وأمواج عاتية وأمسك بها، وفي الطائرة علموا بأنها ليست إلا مراهقة صغيرة، ثم أسرعوا يحاولون تدفئتها "لأنها كانت ترتجف باستمرار من الذعر والبرد معاً على ما يبدو". وقال الدكتور منصور: إن الفتاة وصلت واعية إلى المستشفى، مع بعض الإرهاق، وفي المستشفى خضعت لعناية سريعة وفحوص واستعادت وعيها سريعاً وبالكامل. وقال: إن الفتاة هي من جزر القمر، لكنها تحمل الجنسية الفرنسية، وكانت تقيم مع والدتها في مدينة مرسيليا بالجنوب الفرنسي، ويبدو أن الأم وابنتها سافرتا من مرسيليا لقضاء عطلة في قريتهما بموروني، فحدثت الكارثة التي قضى فيها 153 شخصاً. وقال: إنه علم بأن الفتاة مسلمة بعد أن تعرف إلى خالاتها اللواتي علمن من سلطات المطار بأن مراهقة بعمرها ومواصفاتها كانت الناجية الوحيدة، فهرعن إلى المستشفى ليجدنها في غرفة تستريح وقد استعادت وعيها بالكامل، برغم اصابتها برضوض متوسطة الخطر. وقال منصور: "علمت من الحالات القليلة من المعلومات عن بكاري، علمت بأنها لن تعود إلى مرسيليا، بل ستبقى مع خالاتها حين تخرج من المستشفى بعد أسبوع كما أتوقع لتقيم معهن في قرية "ني أوماتزاها"، حيث يقمن في أرياف موروني. ورفض الدكتور منصور رواية المزيد، أو بث صورة للمراهقة الصغيرة، قائلا ان القانون يمنعه، وطلب الدعاء لها بالشفاء العاجل. ومن ناحية أخرى، وصل وزير النقل والمواصلات الفرنسي إلى جزر القمر، وهو الآن يزور المراهقة التي نجت، وقال انه يود العودة بها إلى فرنسا. الا ان خالاتها قمن باحتجاج في المستشفى ورفضن هذه الخطوة. وقال الدكتور آدا إن الفتاة ستتوجه إلى باريس برفقة وزير التعاون الدولي والفرانكفونية، الفرنسي شارل جوسلان، على متن طائرة خاصة، وذلك بعد اتصال اجراه والدها من باريس وأبلغ فيه خالاتها برغبته بعودتها. وذكر ان المراهقة أصيبت بحروق في قدميها وجرح في عينها اليسرى وكسر بسيط في الكتف الأيسر