سحاب كثيف من الأتربة والغبار منتشرة هذه الأيام تغطي سماء معظم مناطق الجمهورية.. بل وتعمل على حجب الرؤية أحياناً في بعض المناطق من شدة كثافتها.. هذه الأتربة غالباً ماتحملها الرياح من المناطق الساحلية ذات المساحة الرملية الشاسعة الأمر الذي يعني أن الهواء الذي نستنشقه ليس هواءً صحياً ونقياً بل هو عبارة عن هواء ملوث مخلوط بأتربة دقيقة لا ترى بالعين المجردة وبسبب ذلك تنتشر أمراض عديدة وتصيب الكثير من الأشخاص وأغلب الفئات تضرراً جراء ذلك هم الأطفال وكبار السن حسب أطباء متخصصين.. فماهي الأمراض المنتشرة هذه الأيام بسبب الغبار والأتربة المحيطة بالجو!؟ وما أعراضها !؟ وكيف يمكن الوقاية منها!؟ هذا ماسنحاول إبرازه في ثنايا هذه السطور.معاناة عانيت كثير من هذا الغبار الكثيف المنتشر في الجو فقد أصيب ولدي «لؤي» ذو السنة والتسعة شهور، بالمرض جراء ذلك فقد كان يمرح ويلعب ويزهو كعصفور الصباح الجميل.. وفجأة ارتفعت درجة الحرارة لديه بشكل رهيب ، ساعات قليلة فقط اكتشفت بعد إجراء الفحوصات أن لديه التهابات مرتفعة جداً بلغت قوتها إلى «00011» وبدون أعراض كالسعال أو ماشابه أخذت العلاج المناسب ولكن المعاناة لم تنته عند هذا الحد فقد تطورت الحالة في اليوم التالي للمرض حيث بدأ يعاني من انسداد كامل في الأنف ولم يستطع التنفس إلا من خلال فمه هذه معاناتي أسردها كما عشتها فكم ياترى من أقرانه أصيبوا بنفس الإصابة جراء مايحيط بنا من الغبار..؟ التهابات شديدة عمر مهيوب الشرعبي 41سنة يقول: قبل ثلاثة أيام بدأت الحالة لدي بعطاس شديد وكنت أظن بأنني أصبت بالانفلونزا «الزكام» فقط ولكن الأمر تطور إلى أبعد من ذلك حيث ذهبت إلى المستشفى وأجريت فحوصات طبية واتضح أنني أصبت بالتهابات شديدة بلغت حوالي «13000» الآن أستخدم المضادات الحيوية وكل هذا بسبب تلوث الجو بالغبار. أسبوعان من الإصابة سعيد صدام 54 سنة صحفي يقول: قبل أسبوعين من الآن أصبت بالتحسس في الجهاز التنفسي مما أدى إلى ظهور التهابات شديدة في الصدر وها أنا استخدم العلاجات ولكن حالتي لم تتحسن حتى الآن وزاد الطين بلة أنني الآن أعاني من الانفلونزا «الزكام» فما هو الحل؟ والجو كل يوم يزداد تلوثاً..؟ تشخيص الوضع طبياً يبدو أن الحالات المرضية مشابهة مع فرق بسيط عند كبار السن ولتشخيص الوضع طبياً سوف نعرض آراء بعض الأطباء الذين التقيناهم لنعرف عن عمق الكثير مما قد تسببه لنا الأتربة المحيطة بالجو هذه الأيام وقد تفيدك عزيزي القارئ النصائح التي سوف يسردونها.. لتعيش حياتك سليماً دون أن تصاب بأذى. تغيرات مناخية.. أمراض شائعة د. مختار النهاري دكتوراه في أمراض الكبد والحميات أستاذ بكلية الطب جامعة تعز يقول: من المعروف أن التغير في المواسم وفصول السنة يصاحبه أغلب الأوقات تغيرات مناخية وطبيعية أخرى.. هذه التغرات أو التقلبات تنعكس في أغلب الأوقات سلباً على صحة الكائن الأهم والأضعف في هذه المعموره «الإنسان» وهناك أمراض باتت تعرف بالأمراض الموسمية وأصبحت متزامنة مع كل فصل ففي فصلنا هذا الصيف وقرب دخول الخريف أصبحنا على وشك أن نرى حالات مرضية تعرف غالباً بالأمراض الشائعة. ويعزو ذلك إلى أن هذه الأوقات يكون الهواء فيها ملوثاً بالغبار الذي يعرف بأنه السبب الرئيسي في ظهور أمراض هذا الموسم.. فالغبار الذي نستنشقه مع الهواء مكون من مواد دقيقة أغلبها لا ترى بالعين المجردة مليئة بالمواد العضوية والغير عضوية وهي عبارة عن جزئيات مواد البكتيريا والطفيليات. الحساسية والالتهابات ويتابع د. مختار قائلاً: هذه المواد بالإضافة إلى قلة المناعة أو انخفاضها بسبب تقلبات الجو وكذلك الأكل الغير صحي وأيضاً القلق المصاحب للإنسان لأي سبب.. مجمل هذه العوامل تؤدي إلى نشوء أمراض الحساسية والالتهابات وأكثر الأمراض الشائعة في هذه الأيام هي أمراض الربو أو مايعرف بالأزمة التنفسية.. التهابات الجيوب الأنفية بسبب حساسية الأنف والتهابات الجهاز التنفسي. فقدان الشهية وقلة النوم وعن الأعراض المصاحبة لتلك الأمراض يقول النهاري: الأعراض التي تجمع هذه الأمراض «أمراض الحساسية» تكرر العطاس ونزول سيلان مائي من الأنف مع حكة كذلك احمرار في العينين مع وجود سعال وبحة بالصوت ويصاحب ذلك كله التعب والأرق وفقدان الشهية وغالباً الأرق وقلة النوم. تجنب أماكن الغبار ويسرد د. مختار عدة نصائح للوقاية من تلك الأمراض بادئاً بالقول: وللوقاية من هذه الأمراض ننصح ب: تجنب مسببات الحساسية خصوصاً في المنازل ومنها: الغبار والحشرات الصغيرة التي تعيش في أغلب المنازل. استبدال الوسائل المحشوة بالريش بأخرى مصنوعة من البولستر الصناعي مثلاً. استعمال مزيلات الرطوبة. إبقاء الحيوانات الأليفة بعيداً عن المنزل. تجنب التعرض للأماكن التي يكثر فيها الغبار. غلق النوافذ في الأيام التي يكثر فيها الغبار. وأخيراً يجب استشارة الطبيب المختص عند الشعور بأي أعراض من تلك المذكورة سابقاً. نقل الميكروبات والفيروسات من جهتها ترى د. الهام الذبحاني طب عام وجراحة مركز 41اكتوبر للأمومة والطفولة بأن الاتربة المنتشرة هذه الأيام في الجو تكون عاملاً مساعداً في انتقال الفيروسات مثل فيروس الانفلونزا «الزكام». وتستطرد الهام قائلة : أضف إلى ذلك نقل الميكروبات من مكان إلى آخر مما يؤدي إلى إصابة بعض الأشخاص جراء ذلك بالتحسس وكذلك التهاب الجهاز التنفسي وأيضاً الطفح الجلدي وهذه هي الأمراض المنتشرة بكثرة هذه الأيام جراء الغبار المنتشر في الجو بكثافة شديدة. الأطفال وكبار السن وبخصوص الأعراض المصاحبة لتلك الأمراض تقول الذبحاني: غالباً ماتكون الأعراض المصاحبة هي السعال صعوبة في التنفس «أزمة تنفسية» خاصة عند كبار السن ارتفاع درجة الحرارة وبعض الحالات يحصل لديها نزيف من الأنف ناتج عن تحسس الأنف.. وعن الفئات الأكثر إصابة بتلك الأمراض تقول د. الهام: أكثر الفئات إصابة غالباً تكون من الأطفال وكبار السن وذلك بسبب أن المناعة لدى هاتين الفئتين ضعيفة جداً ولا تستطيع المقاومة. فيتامين «C» نصائح عديدة تسردها د. الهام للوقاية من تلك الأمراض حيث تقول: ننصح الاخوة المواطنين بأن عليهم حماية أنفسهم من الاتربة والغبار المنتشر قدر الإمكان وذلك من خلال التقليل من الخروج إلى الشوارع إلا للحاجة كما يجب عليهم وضع الكمامات مع اعتقادي أن هناك صعوبة في تطبيق هذا الشيء طبعاً في بلادنا.. كما أن عليهم الاكثار من شرب السوائل الغنية بفيتامين «C» والمتواجد في البرتقال والليمون وكذلك الإكثار من شرب السوائل الدافئة الحساسية والحميات من جانبه يقول د. عبدالرحمن الأديب طبيب باطنية قسم طوارئ : إن أكثر الأمراض الشائعة هذه الأيام تأتي نتيجة لهطول الأمطار وكذلك بسبب الرياح المحملة بالغبار والأتربة والتي غالباً ماتأتي بها من ساحل تهامة كما يقول: ويستطرد د. الأديب كلامه عن تلك الأمراض فيقول: تتمثل الأمراض بالحساسية والحميات.. فالتحسس يسبب التهابات في الجهاز التنفسي وتحسس الأنف يكون بسبب الزكام. أما الحميات فتتمثل بحمى الضنك والتي بدأت بالظهور من جديد وكذلك هناك حمى شديدة أحياناً تصيب عديد اشخاص غير معروفة السبب وأنا أعتقد أنها ناتجة عن فيروس. آلام العظام والمفاصل ويشرح د. الأديب أعراض تلك الأمراض بالقول: بالنسبة لمرض التحسس فغالباً مايكون لديهم نزول من الانف غور العينين انسداد الأنف سعال خفيف في التنفس.. أما بالنسبة للحميات فأسبابها كما قلنا فيروسية وأما اعراضها فهي: السعال الحاد الصداع الشديد آلام عامة في العظام والمفاصل كأي أعراض التهاب فيروسي. لا توجد وقاية وبخصوص الفئات الأكثر عرضة لتلك الأمراض فيقول: الأطفال هم الأكثر تعرضاً هذه الأيام لتلك الأمراض رغم أنها تصيب جميع الأعمار.. ويرى د. الأديب من وجهة نظره أنه بالنسبة للتحسس لا توجد وقاية لأن الغبار سيأتي بلا محالة.