مع المناسبة الدينية للإسراء والمعراج تبتدئ الطقوس التعبدية في محافظة شبوة، وعلى وجه الخصوص مديريتا عتق وعزان حيث يوجد مشائخ المتصوفة وتلامذتهم فيها، الأمر الذي جعل السكينة تعم المحافظة برمتها، فمن الصيام يومين إلى قراءة قصة الإسراء والمعراج كاملة سواء بعد العصر كمدينة عتق، أو بعد العشاء كحاضرة حبان. «الجمهورية» عاشت هذه المناسبة الدينية العظيمة، وخرجت بالاستطلاع التالي. مناسبة دينية عظيمة الشيخ/عبدالله سالم باجمال أحد مشائخ الصوفية بمحافظة شبوة تحدث عن مناسبة الإسراء والمعراج الدينية بالقول: صلاة الله على سيدنا ونبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم من أكرمه الله بالإسراء والمعراج، وجعل ذلك منعطفاً في تاريخ الأمة الإسلامية، وحياة البشرية، ولعلنا لو أدركنا الحقيقة فإن الإسراء والمعراج يعتبر معجزة للحبيب محمد، بعد أن أوذي في الطائف، وأكرمه الله بذلك ليسليه ويخفف عنه الآلام والعذابات التي لقيها من كفار قريش، ويعتبر الإسراء والمعراج مفخرة للأمة العربية والإسلامية، وإذا حلقنا في غزاة الفضاء الذين يتفاخرون في هذا الزمن فإن نبينا محمداً قد سبقهم قبل ألف وأربعمائة عام حين أسري به بلا أكسجين ولامعدات تبقي الحياة يقول تعالى" سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" ، وقد أسري بروح المصطفى وجسده، والمدعي بأنه أسري به روحاً فقط، فقد خرج من الشريعة الإسلامية كما قال أهل العلم والعياذ بالله، ولابد أن نؤمن إيماناً حقيقياً بإسرائه ومعراجه روحاً وجسداً، وقد أقسم الخالق سبحانه في سورة النجم وله الحق فيما يقسم به، قال تعالى" والنجم إذا هوى، ماضل صاحبكم وماغوى، وماينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى" والمقصود بشديد القوى جبريل عليه السلام. صيام وقراءة ويضيف باجمال في سياق حديثه بالقول: إذا مارجعنا إلى الاحتفالية، فقد كان في طفولتي يتم قراءة قصة الإسراء والمعراج على الجموع كاملة، ويتداولونها فيما بينهم بعد صلاة العصر مباشرة سواء كان في مسجد الشيخ عبدالكبير بن عبدالحق، أو في المساجد الأخرى، ومازالت تمارس هذه الطقوس الدينية حتى اللحظة، كما يتم صيام السادس والعشرين والسابع والعشرين من رجب، ومع ذلك يجب الإيضاح للناس عن ماهو الإسراء والمعراج، وكيف كان وماهي حقيقته، ومالاقاه نبينا من العزة والتكريم من الله عزوجل، فنقوم بقراءة قصة الإسراء والمعراج ونفسرها على ماجاء في الروايات الصحيحة، لأنه لو رجعنا إلى الروايات القديمة فإن فيها شيئاً من الإسرائيليات التي تسيء لتاريخ الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام،وبالنسبة لمسألة الصيام فإنني استغرب من بعض الناس الذين لايستندون إلى دليل ويحرمون الصيام في رجب، فأقول لهم دعوا خلق الله على الله يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:«إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ مانوى» فالصيام يستحب، وهذا بلا شك من الأشهر الحرم ويسمى رجب بالأصم، والله تعالى يقول"إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم" ولايجوز ظلم النفس سواء في رجب أو في الأشهر الأخرى بارتكاب المعاصي، وإن من أحب القربات إلى الله التقرب إليه بالصيام وقيام الليل، مع العلم أن الرسول حين أسري به جاءنا بخمس جواهر لاتزال موجودة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهي الصلوات. أيام وليال مباركة ويضيف الأخ عبدالله مستفيضاً حديثه بهذه المناسبة الدينية الغالية: مناسبة الإسراء والمعراج مناسبة عظيمة عند من يعرفون حقها، لأن الله قال للرسول"وذكرهم بأيام الله" وقد بين المصطفى ذلك بقوله « الا إن في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها» والتعرض لهذه المناسبة الدينية النافحة تقربنا إلى الله، عزوجل، فالصيام يقرب إلى الله، وإلا فلماذا الصيام ؟ لأوجه سؤالي لأولئك الذين يعتبرون الإسراء والمعراج في صيامه من البدع و النية تسبق العمل، وعن عادات الاحتفال بهذه المناسبة قال : كل له عاداته سواء في عتق أو مدينة حبان أوغيرها من مدن محافظة شبوة، فمنهم من يقرأ قصة الاسراء والمعراج مختصرة، ومنهم يقرأها بالتفصيل لكل الكلمات وهم علماؤنا الاجلاء من أبناء المحافظة، كيف اسري بالرسول وماذا لاقى في السموات السبع ونحن نتوسل في هذه المناسبة وكل الأوقات بالرسول صلى الله عليه وسلم اقتداء بالحديث الذي جاء في صحيح البخاري ومسلم حينما جاءه الأعمى وقال ادع الله يارسول الله ان يرد إلي بصري، ولم يدع له الرسول مباشرة، بل قال له قم وتوضأ وصل ركعتين ثم ائتني فقال له النبي (ص) قل: اللهم اني أتوسل إليك بنبيك محمد صلى عليه وسلم ان ترد إلي بصري، ورد الله إليه بصره في الحال، ثم اختتم حديثه بالقول : الحمدلله نحن دائمو الاستعداد لهذه المناسبة الدينية بشكل خاص، ولكل المناسبات الدينية الأخرى بالصيام والقيام وقراءة قصة الاسراء والمعراج كاملة، وهذا يزيدنا حباً لسيد الخلق وإمام المرسلين محمد صلوات الله وسلامه عليه.