هاتفك مقطوع .. إذن .. أنت شاعر مثل علي الشاهري حين يسبح في دم الحاجة والديون لكنه يكتب قصيدة عن لينا أو يحكي عن تورطه في مصادقة لصوص البنك وهو الذي ينام حافياً حتى من وطن
زوجتك غاضبة .. أنت شاعر مثل علي الشاهري .. لم يتزوج لكنه يدلل كلوديا شيفر يبتسم لنساء الفضائيات ويقترح عليهن الصداقة
أنت أيضا مثله تُعَرِّضُ نفسك – دون أن تقصد – لحوادث السير كأن تقف وسط الشارع تُفكرُ في حدود الكون لبرهة ثم تقفز في اللحظة الحرجة إلى الرصيف وتبدأ بالحديث عن محاولة فاشلة لصهرك بالاسفلت
أنت مثله حين تسافر مع خيال امرأة وتحجز له غرفة في الفندق حين ترثي بوذا حين تبحث عن قبور الشعراء حين تكتشف عرساً في السماء حين يبكي قلبك إذا مازحته عيون النساء وحين تموت وفي رأسك قصيدة لن يكتبها أحد .
أرتجل أوهامي المتشابهة، كجدول حياة عصفور سجين. سوى الجسد لا زهرة في يدي.. ملذات يمكن قطفها، وأخرى يمكن بذرها في صميم الليل. اللعنات المكتومة في طرقات عبوري حفرتها من أجلي كي أتذكر أنني راكدٌ في مكان وحيد ملوث بهواء رئتيَّ، وبأحلام صغيرة لم تكبر. هذه ملهاتي المزينة بالأصابع ُتسلي وحشة وجودي ملاكاً في مستنقع الآدمية تنقصه أجنحة الهرب من ذاته والقليل من الإيمان بالعدم كضرورة للخلاص من محنة التوق الأبدي إلى المستحيل.
قد ينام الجسد لكن الروح في جحيم سهرها المضاء بنهار الغد .. الغد الذي أجده دائماً كحقيبة فارغة وجدها أحدهم قبلي وترك لي أوساخ اليوم المعفر بطين التشابه.. أحدهم أيضاً ترك لي رغبة لا نهائيةً في الغياب لكنني أحضر كملعقة ملح زائدة عن الحاجة. فلأترك لهم اللاشيء وآخذ معي جنوناً راكداً في السهر وأشياء أخرى مزيفة كأرقام هواتف لا أستعملها وإحصاءات بأصدقاء مؤجلين يشبهون ثياباً جديدة لم يستعملها رجلٌ ميت.