أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط أمام مؤتمر حزبي أن تحالفه مع قوى 14 آذار "كان بحكم الضرورة ويجب ألا يستمر"، داعياً إلى "وجوب إعادة التفكير بتشكيلة جديدة" على الساحة السياسية اللبنانية، ومعتبراً أن موقع الحزب التاريخي هو في اليسار. تيار المستقبل الذي يتزعم رئيسه سعد الحريري أكبر تكتل نيابي، لم يعلّق على موقف جنبلاط حتى الساعة، غير أن موقفاً مرحباً صدر من النائب في تكتل التغيير والإصلاح المعارض عباس هاشم في حديث لإحدى القنوات الأرضية اللبنانية اعتبر فيه أن هذا الكلام يسمح بتشكيل الحكومة خلال أسبوع. وقال المحلل السياسي خليل فليحان: إنه انتقاد ذاتي للخط السياسي الذي كان اتبعه إثر اغتيال الحريري ولن يفاجىء الوسطُ السياسي من هذا التغيير على أساس أن بوادره كانت قبل الانتخابات. وكان بُثّ لجنبلاط - قبل نحو شهرين من الانتخابات النيابية أي في أبريل من العام الجاري- شريط مصوّر انتقد فيه حلفاءه في الرابع عشر من آذار، ما أثار استنكاراً في أوساطه سرعان ما تم تداركه بسبب الاستحقاق الانتخابي الذي كان مفصلياً بالنسبة للأطراف السياسية اللبنانية. . يقول فليحان: بالنسبة لآثار ذلك على الخط السياسي أو على 14 آذار فعلينا أن ننتظر بعض الوقت لنرى إذا ما كان حقيقةً سينفذ ذلك أم أنه سيعيد النظر في هذا الموقف. لم يقتصر موقف جنبلاط على إعادة قراءة لمواقفه السياسية بل شمل أيضاً بعض محطاته التاريخية التي وصفها بأنها نقطة سوداء في تاريخ حزبه اليساري وهي زيارته إلى الولاياتالمتحدة والالتقاء السياسي بينه وبين الإدارة الأمريكية السابقة، لكنه قال: إنه فعل ذلك من أجل المحكمة الدولية، كما أكد جنبلاط ضرورة إقامة علاقات مميزة مع سوريا في إعلان هو الأكثر وضوحاً منذ بدء مواقفه المناهضة لسوريا التي بدأت باتهام هذا النظام السوري بجرائم الاغتيال وصولاً إلى الاتهام السياسي لهذا النظام بعد إطلاق سراح الضباط الأربعة.. لا شك أنه ستكون تبعات كثيرة لكلام جنبلاط خصوصاً في الوقت الذي تشّكل فيه الحكومة اللبنانية، فإن كان موقفه هذا يعتبر انفصالاً نهائياً عن قوى الرابع عشر من آذار فإن ذلك سيعيد خلط الأوراق بالنسبة لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لجهة حصة جنبلاط الوزارية المحسوبة على الغالبية، وإن كان موقفه دعوة إلى ولادة تكتلّ نيابي كبير تذوب فيه أطراف عدة ، فإن لذلك حساباتٍ أخرى.