أعلن سعد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان رئيس تيار المستقبل، الأحد ، أن الضامن للاستقرار في لبنان هو الالتزام في السلم الأهلي والابتعاد عن إثارة الفتن. وأكد الحريري أن علاقة لبنان بسوريا قامت على أساس الاحترام المتبادل بين دولة سيدة حرة مستقلة ودولة سيدة حرة ومستقلة، جاء ذلك في الاحتفال الكبير الذي أقيم بمناسبة ذكرى رحيل الرئيس رفيق الحريري بانفجار استهدف موكبه قبل خمس سنوات وقضى فيه مجموعة من مرافقيه والوزير السابق باسل فليحان وعدد من المارة في عين المريسة في منطقة رأس بيروت. الحريري الذي زار دمشق لأول مرة بعد مقتل والده أكد أن السياسة لا تحكمها العواطف في إشارة إلى وجوب التعامل مع كل مرحلة بحسب ما تقتضيه ظروفها، مثمناً المبادرة التي أطلقها العاهل السعودي للمصالحة العربية العربية واعتبر جهود التقارب مع دمشق تندرج في هذا الإطار التصالحي. كما أكد موقفه الذي يصرّ عليه بأهمية العلاقة التي يحكمها القانون الدولي والأعراف بين دمشقوبيروت، واعتبر تحقيق مطالب الرابع عشر من آذار بتبادل السفراء خطوة في الطريق الصحيح لتحقيق ما يسميه الحريري وحلفاؤه "بناء الدولة". وقال الحريري إن زيارته أخيراً الى سوريا تندرج ضمن "خارطة المصالحات العربية"، مجدداً رغبته في "بناء مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وسوريا" تقوم على احترام متبادل بين دولتين سيدتين. وأشار أمام عشرات الآلوف من مناصريه الذين تجمعوا في وسط بيروت إلى أن لبنان يمرّ ب"مرحلة جديدة" تتم مواجهتها "بروح من الوحدة الوطنية". وأضاف "بهذه الروح، وضعنا لبنان على خارطة المصالحات العربية". وتابع أن زيارته الى دمشق في كانون الاول (ديسمبر) الماضي "كانت جزءاً من نافذة كبرى فتحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأعطت نتائجها في أكثر من ساحة عربية". وقال الحريري "إنني بكل صراحة وصدق ومسؤولية أمين على إبقاء هذه النافذة مفتوحة والشروع في بناء مرحلة جديدة من العلاقات بين لبنان وسوريا من دولة سيدة حرة مستقلة الى دولة سيدة حرة مستقلة". واعتبر رئيس الحكومة اللبناني، ابرز قوى 14 آذار التي اتهمت سوريا بالوقوف وراء جريمة اغتيال رفيق الحريري، أن "أي شكل من أشكال التكاذب أمام ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري جريمة جديدة بحق الشهيد وكل الشهداء". وأضاف أن "مصلحة لبنان في الاستقرار مصلحة مؤكدة ومصلحة لبنان في التضامن العربي مصلحة استراتيجية"، مشيراً الى أن لبنان "أكبر متضرر من الانخراط في لعبة المحاور". ووصف زيارته الى دمشق ب"الخطوة التاريخية" التي "رأى البعض أن خسائرها الشخصية علينا كانت كبيرة"، مضيفاً "لكن المهم أن نسأل عن فوائد هذه الخطوة على لبنان وعلى مصير العلاقات العربية".
إحياء ذكرى رفيق الحريري وبدأ التجمع الشعبي بالاكتمال بعد توافد أعداد كبيرة من المواطنين اللبنانيين المناصرين لخط تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار التي تتألف من زعامات مسيحية وإسلامية لها مكانتها في الشارع اللبناني، وشهد الاحتفال فقرة فنية شارك فيها عدد من الفنانين اللبنانيين قدموا خلالها أغاني وطنية يرددها أنصار ما يسمى ثورة الأرز التي حققت بحسب محازبي التيارات السياسية المكونة لتجمع الرابع عشر من آذار "الاستقلال الثاني" للبنان. بعد ذلك بدأ السياسيون المشاركون في الاحتفال بالوصول تباعاً وكان آخر الواصلين الحريري برفقة الزعيم الدرزي الذي كان من المؤسسين البارزين لتجمع الرابع عشر من آذار وليد جنبلاط، وكان جنبلاط قد انسحب تدريجياً من التجمع السياسي الذي حقق أغلبية نيابية وله الغلبة في التمثيل الحكومي. وبعد زيارة ضريح رفيق الحريري تعانق جنبلاط وسعد الحريري، وغادر جنبلاط المكان هو ومن يرافقه من أعضاء كتلته النيابية من دون أن يشارك في الحفل الخطابي، وهو من عُرف بخطبه السياسية التي حركت الحشود على مدى السنوات الاربع الماضية بمواجهة دمشق، التي اتهمها أنصار الحريري بتدبير عملية اغتياله. كلمات الاحتفال التي رافقتها هتافات المناصرين بدأها سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية التي تمثل جزءاً كبيراً من الشارع المسيحي والذي شدد على سيادة الدولة في لبنان والمطالب الأساسية لتجمع الرابع عشر من آذار. ثم تلاه أمين الجميل زعيم الكتائب اللبنانية ليؤكد دعم سعد الحريري في كل خطواته. ولفت رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الأنظار واستقبلته الجماهير بالهتافات. ووضعت قوى 14 آذار تجمعها تحت عنوان "العبور الى الدولة"، مذكرة بالانجازات التي حققتها منذ 2005 وهي خروج الجيش السوري من لبنان وإقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا للمرة الاولى منذ استقلال البلدين وإنشاء المحكمة الدولية التي تنظر في جريمة اغتيال الحريري. ويأتي إحياء الذكرى اليوم وسط أجواء وفاقية داخل لبنان بدأت مع تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري تضم كل الاطراف السياسيين بمن فيهم حزب الله حليف سوريا. *العربية نت: