عندما جئت إلى الوجود وبدأت أدرك الأشياء، شعرت أني مخلوق غريب غير مرغوب بي بين عائلتي ومجتمعي، قالوا عني حيوان لكني أشعر أني إنسان، يحس، يحب، يشعر، صحيح أن شكلي مابين الإنسان والحيوان لي ذيل طويل خلفي ورجلي إنسان ويدي حيوان ورأس إنسان عليه قرنان كقرني الثور. ذهبت إلى أحد الأطباء كي يبين لي ما أنا عليه، اندهش الطبيب لشكلي عندما رآني، أبلغ زملاءه، وصل خبر شكلي الشاذ إلى كل الأماكن، تناقلت وسائل الإعلام الخبر، انتشر في كل أرجاء الأرض، ذهل العالم بي، تصدرت صوري أغلفة المجلات والصحف ومواقع الانترنت والفضائيات. عكف العلماء والأطباء والمحللون على دراسة حالتي التي شاهدوها لأول مرة في حياة البشرية وضعوني في قفص نقلوني من مكان إلى مكان ومن بلاد إلى بلاد.. أصبحت معروفاً جداً في كل أنحاء العالم وضعوني في أجمل حدائق العالم، صار الناس يتوافدون من كل بلاد الأرض لمشاهدتي يستمتعون برؤيتي، يأخذون لهم صوراً بجانبي لتكون ذكريات لهم، صرت للبعض حلماً يريدون تحقيقه، يحلمون بمصافحتي وبرؤيتي عن كثب. أشاهد الناس يستمتعون برؤيتي وهم ينظرون إلي في القفص وأنا أصرخ، أبكي، أثور كالحيوان لكن لم يكن أحد يسمعني فضجيج العالم طغى على صراخي وألمي.