أكد مختصون نفسيون وصحفيون ومفكرون أن الزواج المبكر يتسبب في أضرار نفسية وصحية على الفتاة، كما أن الشرع الإسلامي يتعارض معه ولايجيزه. وأشارت الندوة الفكرية التي نظمتها أمس المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع «نورس» بالتعاون مع مؤسسة «السعيد للعلوم والثقافة» بتعز بعنوان «زواج الصغيرات والمواقف المختلفة منه.. رؤى للمعالجة» إلى أن المشرع الإسلامي وضع ضوابط وحدوداً للزواج من بينها التكافؤ بين طرفي الزواج، وشدد على أهلية كل طرف إيفاءً لحقوق وواجبات الرباط المقدس. وتناولت الندوة ثلاثة محاور أساسية تحدث في أولها الدكتور طالب غشام المحمدي استشاري الأمراض النفسية عن الآثار والأضرار النفسية عند الفتاة الصغيرة، حيث قال: إن زواج الصغيرات يتسبب في إحداث نوبات القلق والخوف، وهذا ماتؤكده الاحصائيات التي تقول: إن %39 من النساء اللاتي تزوجن في سن مبكرة في اليمن يعانين آثاراً انفعالية ونفسية نتيجة صدمة ليلة الزفاف. . والمحور الثاني تناولته الدكتورة أروى يحيى بهران استشارية أمراض النساء والولادة ومدير عام المستشفى الجمهوري بتعز، أكدت فيه الأضرار الصحية للزواج المبكر، وأشارت إلى أن النساء اللاتي تعرضن لجماع أو حمل في سن مبكرة قبل عمر الثامنة عشرة هن أكثر الفئات عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم، كما أن الطب ينظر إلى حمل المراهقات على أنه من الحمول العالية الخطورة، بالإضافة إلى احتمال تعرض الصغيرة للإسقاطات والولادات المبكرة وولادة ناقصي الوزن والتشوهات الجنينية... وغيرها. الاستاذ عبدالعزيز العسالي تحدث في المحور الثالث عن النظرة الشرعية لزواج الصغيرات، مفنداً استشهاد البعض بزواج عائشة رضي الله عنها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بنت تسع سنين، وقال: إن الروايات التاريخية تؤكد وتثبت للباحث والمدقق أن عائشة كانت بعمر الثانية والعشرين على الأكثر، أو الثامنة عشرة على الأقل عند زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بحساب سنة وفاتها. وأثريت الندوة بالعديد من مداخلات ونقاشات الحضور الذين أضفوا عليها أبعاداً اجتماعية وسياسية واقتصادية عديدة.