كشف تقرير حكومي عن تعرض محافظة صعدة خلال خمسة أعوام «2004 2008م» إلى أعمال عنف وتخريب قامت بها عصابات الإرهاب والتخريب التابعة للإرهابي عبدالملك الحوثي.. وقال تقرير الأداء الحكومي للعام الماضي 2008م إن أعمال التخريب والإرهاب تسببت في إحداث عدد من الخسائر البشرية والاضرار المادية بالممتلكات الخاصة والمنشآت العامة والبنى التحتية في المحافظة وأدت إلى عرقلة جهود التنمية في المحافظات التي أصيبت بحالة من الجمود وتعرضت لشلل شبة تام.. وأضاف التقرير أن من بين تلك الأضرار المادية امتداد الأضرار المادية الناتجة عن اعمال التخريب والإرهاب بصعدة إلى 11 مديرية من مديريات المحافظة، مؤكداً أن بيانات النتائج النهائية لحصر الأضرار في الممتلكات العامة والخاصة التي قام بها صندوق إعمار صعدة اظهرت تعرض 11 مديرية هي «سحار مجز الصفراء رازح كتاف غمر قطابر الظاهر شداء ساقين حيدان» لأضرار مادية في الممتلكات الخاصة والمنشآت العامة واعتبر التقرير أن مديرية سحار هي أكثر المديريات تضرراً بواقع 820.3 منشأة عامة وخاصة تليها مديرية مجز بعد 547،2 منشأة عامة وخاصة ثم مديرية حيدان التي تضررت فيها 717.1 منشأة عامة وخاصة. وقال التقرير الحكومي إن عدد المنشآت العامة التي طالها التخريب بلغت بمديرية الظاهر 15 منشأة عامة فقط ، ثم مديرية غمر التي تضررت فيها 22 منشأة عامة والخاصة المتضررة بلغت خلال نفس الفترة 9 آلاف و730 منشأة توزعت على عدد 9 آلاف 308 منشآت خاصة بنسبة 96% من إجمالي المنشآت المتضررة ، و 422 منشأة عامة بنسبة 4% من إجمالي المنشآت المتضررة ثم مديرية شداء وهي أقل المديريات تضرراً بواقع 3 منشآت عامة فقط تليها. وتعرضت المنازل الخاصة بالمواطنين للعدد الأكبر من الأضرار بحسب التقرير حيث بلغ عدد المنازل المتضررة 7 آلاف 529 منزلاً بنسبة 77% من إجمالي المنشآت المتضررة «عامة وخاصة» ونسبة 81% من إجمالي عدد المنشآت الخاصة المتضررة ، بما يشير ذلك إلى أن مديري اعمال الإرهاب والتخريب قد استهدفوا احداث رد فعل معادية للدولة والثورة والجمهورية بين أوساط المواطنين. وأوضح التقرير أن الأضرار الواقعة في المنشآت العامة توزعت ما بين العديد من المرافق العام والحكومية والمشاريع التنموية والخدمية، وقال إن المساجد جاءت في مقدمة المنشآت التي تعرضت للأضرار ،حيث بلغ عدد المساجد المتضررة 287 مسجداً بنسبة 68% من إجمالي المنشآت العامة المتضررة ، تليها المدارس بعدد 100 مدرسة متضررة بنسبة بلغت 24% وهو الأمر الذي يتضح منه بجلاء مقدار الحقد الذي ملأ قلوب وعقول عصابات الإرهاب والتخريب حتى على منابر الإيمان ودور العبارة ومنشآت التنوير والتعليم لتصيبها نيران احقادهم.. وتطرق التقرير إلى امتداد الأضرار في أعمال الإرهاب والتخريب لتشمل مديرية حرف سفيان في محافظة عمران ومديرية بني حشيش في محافظة صنعاء. وقال التقرير: إن إجمالي الأضرار الواقعة في المنشآت العامة والخاصة بالمديريات بلغت 1241 منشآة توزعت على 1186 تهديم المنازل وتضرر 12 مدرسة وخمس منشآت خاصة أخرى وتهديم 5 مراكز صحة ، ومراكز للشرطة ، 30 مسجداً إلى جانب تقرير 4 منشأة عامة أخرى. وبخصوص الخسائر التنموية التي طالتها ايدي عناصر الإرهاب والتخريب بين التقرير أن الخسائر تشكلت من عدة نقاط منها: التوقف شبه التام لحركة التنمية في المحافظة وحرمانها من عدد كبير من المشاريع التنموية والخدمية وتخلفها في مسيرة التنمية عن المحافظات الأخرى نتيجة عدم قدرتها على الاستفادة من الجزء الأكثر من المبالغ المخصصة لمشاريع التنمية ،وتعرض عدد كبير من المشاريع غير المكتملة والتي كانت تحت التنفيذ للتوقف في اعمالها الإنشائية مما أدى إلى حدوث التعثر في بعضها والتدمير الكلي أو الجزئي لبعضها الآخر وامتناع معظم المقاولين عن تنفيذ أية مشاريع جديدة أو حتى استكمال مشاريع كانوا قد بدأوها وتوقف عدد من المنشآت الخدمية عن تقديم خدماتها للجمهور أو تعثرها وتعرض خدماتها للقصور والضعف نتيجة عدم التمكن من ايصال التجهيزات والمستلزمات اللازمة لتسيير أعمالها ، وتعرض عدد كبير من مواطني المحافظة لخسائر غير منظورة في بيعهم وتجارتهم وانتاجهم الزراعي والحيواني نتيجة نزوحهم عن قراهم وهجرهم لمنازلهم وتركهم لمصادر عيشهم ، إلى جانب ما أدت إليه أعمال التخريب من قطع للطرق وإقلاق لحالة الأمن والسكينة العامة الأمر الذي اثر بصورة سلبية على استقرار المواطنين وجعلهم غير قادرين على التمكن من ممارسة أنشطتهم واعمالهم. وفي مجال الجهود الحكومية لمعالجة الأضرار وإعادة الإعمار قال التقرير: إن الحكومة سعت إلى تنفيذ عدة إجراءات لإعادة الأعمار من بينها تشكيل اللجنة الأمنية العليا المشتركة لمعالجة آثار وتداعيات الفتنة بمحافظة صعدة وانشاء صندوق مستقل لإعمار صعدة واعتماد مبلغ 10 مليارات ريال لإعادة الإعمار ،حيث قام الصندوق بعدة إجراءات منها حصر الأضرار التي لحقت بالمنشآت العامة والخاصة وإعادة اعمار المناطق المتضررة. وأضاف التقرير أن صندوق اعمار صعدة عمل على اصلاح وترميم الأضرار الواقعة في المنشآت التعليمية المتضررة حتى يتمكن ابناء المناطق التي شهدت اعمال عنف وتخريب من مواصلة تعليمهم دون تأخير عن الجدول الدراسي حيث تم الانتهاء من اصلاح وترميم 12 مدرسة وتسليمها بتكلفة إجمالية بلغت 48 مليون ريال ،ومواصلة ترميم وتأهيل وتوسعة عدد من المدارس والمباني العامة لعدد 29 مشروعاً تعليمياً و13 مبنىً عاماً إلى جانب تنفيذ مشاريع خدمية جديدة نفذها الصندوق العام الماضي وبلغ عددها 12 مشروعاً بتكلفة 235 مليوناً و515 ريالاً توزعت على 4 مشاريع تعليمية و5 مشاريع مياه ، ومشروعي مبانٍ عامة ومشروع طرق. واختتم التقرير أن صندوق اعمار صعدة دشن بداية العام الجاري 2009م تنفيذ المرحلة الأولى لإعادة اعمار منازل المواطنين المتضررة من خلال تسليم شيكات القسط الأول من مبالغ اعادة الاعمار من المستفيدين في عدد من المناطق المتضررة.. وكانت السلطة المحلية رصدت في تقرير حديث الخروقات والجرائم الارهابية التي ارتكبها عناصر التمرد الحوثي منذ اعلان وقف اطلاق النار منتصف 2008م حتى يوليو العام 2009م.