من الأشياء الجميلة التي تميز رمضان في كثير من المدن اليمنية،الموائد الجماعية،«موائد الرحمن» كما يطلق عليها البعض،أو «مشاريع إفطار الصائم» كما يطلق عليها البعض الآخر.. تتبارى المؤسسات والجمعيات والجامعات على تحقيق المراكز الأولى،واستقطاب الكم الأكبر من «الفاطرين» تقوم ببسط مختلف الأصناف الغذائية أمام الصفوف ،ثم تبدأ بتمرير الكاميرات من أمامهم وخلفهم وفوقهم وجنوبهم ومن مختلف الزوايا الأحادية الأبعاد لتصويرهم وتوثيقهم وإرسال الأشرطة والأخبار إلى الوسائل الإعلامية«المقروءة والمصفوعة» ليعلم الناس أنهم أصحاب حسنات، وسّباقون.. عندما يشاهد «الفاطر عندهم» أو الصائم،ذلك الشريط، وكيف تم تصوير كل ناحية من جسمه،لا يملك إلا الحسرة، والحياء من نفسه التي ساقته إلى مائدة إفطار تعاملت معه ك«شحات» وتاجرت بحسنة إفطاره بحبيبات تمر،وشربة ماء.. üفعل الخير شيء جميل في شهر كريم،ويضاعف الحسنات، وإفطار الصائم واحد من تلك الأفعال المحببة لو أن المحسن فعل فعلته لخالقه لا للتباهي أمام الخلق،لو أن الموائد أقيمت لوجه الله،لا لسواد عين أي شخص. لو أن الحسنة قُصد بها تنمية رصيد المحسن في الآخر، لا عمل دعاية ونفاق.. لو أن الصائمين،تم التعامل معهم ك «سفن نجاة» تحمل أصحاب الموائد إلى الجنة، لا «قوارب» تم استخدامها من أجل دعاية حزبية،تخدم فلان..أو دبوان!! المحرر