لعلَّ المشهد لم يتغيّر كثيراً عن السنوات الماضية: نجوم الصفّ الأول يسيطرون عاماً تلو آخر على الدراما الرمضانية المصرية من دون تغييرات تذكر. ورغم الانتقادات المتكررة لهؤلاء، والمستوى المتأرجح لأعمالهم، ما زال يحيى الفخراني ورفاقه يحتلّون الصدارة التلفزيونية، إذ لم ينجح أيٌّ من المنافسين الجدد في الاستيلاء على مكانة متقدّمة، تمكّنه من «مناطحة» الأقدمين، ما كرَّس القاعدة التي تشير إلى أنّ الجمهور يفضّل دوماً أصحاب الخبرة، بعدما أصبح بينه وبينهم «عشرة عمر». في الوقت يحيى الفخراني ودلال عبد العزيز في «إبن الارندلي»عينه، لا يبذل المنتجون جهداً كبيراً في دعم الوجوه الشابة إلا في ما ندر. أضف إلى ذلك أنّ نجاح أي اسم جديد في الدراما التلفزيونية لا يعني استمراره للسنة التالية. وهذا ما أكّده غياب شريف منير وغادة عادل عن سباق 2009، رغم الصدى المقبول الذي حققه عملهما المشترك «قلب ميت» في رمضان الماضي. ونتيجة لما سبق، يمكن تقسيم المشهد الدرامي المصري إلى جزئين: الأول يتميز بمساحةٍ كبيرة، لكن مع عددٍ قليلٍ من النجوم الكبار. والثاني يعجُّ بالطامحين إلى المنافسة. لكن حراكهم يبقى ضمن مساحة ضيقة، مع فرص عرضٍ أقل جاذبية. غير أنّ الكبار أنفسهم يصنّفون ضمن خانتين: الأولى تضم عدداً قليلاً حاضراً باستمرار، والثانية تحتضن أسماءً كبيرة لم تنجح في المنافسة على طول الخط، وذلك بخلاف تجارب يحيى الفخراني ويسرا ونور الشريف، أقوى أسماء الخانة الأولى. هؤلاء الثلاثة حافظوا على أعلى الأجور وأكثر فرص الانتشار عبر الفضائيات المصرية والعربية طوال السنوات الماضية. هذا ما يؤكده التسويق الكبير الذي حظي به أخيراً مسلسل «إبن الأرندلي» (تأليف وليد يوسف) عبر شاشاتٍ عدة، بينها «دريم» وLBC الفضائية و«نايل دراما» وقنوات أرضية في المغرب العربي، فضلاً عن التلفزيون المصري. الفخراني، صاحب الأجر الأعلى في الدراما المصرية (مليون وربع مليون دولار أميركي)، يعود هذا الموسم إلى الشخصيات الكوميدية بعد جرعة مكثفة من الدراما في «شرف فتح الباب» الدورة الماضية. وفي تعاونه الثاني مع المخرجة السورية رشا شربتجي، يقدّم برفقة دلال عبد العزيز ومعالي زايد ومجموعة من الممثلين المعروفين والمغمورين، شخصية محام يلعب دائماً على الثغرات القانونية، لكسب معاركه القضائية. أما نور الشريف، فيخوض تجربة مختلفة تماماً هذا العام، ما سيوفّر له حضوراً مكثّفاً على الشاشة الصغيرة. في رمضان 2009، يطل نور في عملين: الأول (تأليف أحمد عبد الرحمن وإخراج جمال عبد الحميد) هو مسلسل «ما تخافوش» (المستقبل/ art حكايات / الحياة)، مع نهال عنبر ومنى عبد الغني، ويدور حول إعلامي يواجه المخططات الصهيونية في العالم العربي. أما الثاني فهو «الرحايا حجر القلوب» (أبو ظبي الأولى/ بانوراما دراما)، ويروي قصة تاجر صعيدي، يتزوج مرات عدة، لكنه ما زال يبحث عن الحب (بطولة سوسن بدر، تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج حسني صالح). أما يسرا فتعيش كالعادة في معسكر مغلق لضمان انتهاء تصوير مسلسل «خاص جداً» قبل بدء شهر رمضان. ويتردد أنّ الانطلاق المتأخر لتصوير المشاهد الأولى ليس السبب الوحيد الذي يجبر فريق العمل على مسابقة الوقت، لكن أيضاً الخبرة المحدودة للمخرجة غادة سليم في عملها التلفزيوني الأول. المسلسل الذي يعرض على «دبي» و«س للمسلسلات» و«art حكايات»، تدور أحداثه حول طبيبة نفسية تعاين مرضاها في عيادتين: الأولى في القاهرة، والثانية في دبي. الحلقات من تأليف تامر حبيب، ويشارك في بطولتها عدد كبير من النجوم، بينهم: تامر هجرس ورجاء الجداوي ومحمود قابيل. وتعود ليلى علوي للمنافسة عبر تجربة هي الأولى في تاريخ الدراما المصرية. إذ تقدّم قصتّين هما «هالة والمستخبي» و«مجنون ليلى»، تعرضان تباعاً تحت اسم واحد هو «حكايات بنعيشها» (س للمسلسلات/ دريم/ نايل دراما). ولأن علوي لم تنجز بعد قسماً كبيراً من مشاهد «مجنون ليلى»، سيكون المخرج محمد علي مطالباً بإنجاز العمل قبل يوم 16 رمضان، فيما أوشكت المخرجة مريم أبو عوف على إنهاء حلقات مسلسل (هالة والمستخبي) الذي سيعرض حتى 15 رمضان. وتعود إلهام شاهين في مسلسل «عشان ما ليش غيرك» (المستقبل/ بانوراما دراما/ أبو ظبي الأولى/ الحياة). في هذا المسلسل (بطولة رياض الخولي، كتابة عاطف البكري وإخراج السوري رضوان شاهين)، تقدم شخصية منيرة التي يتوفى زوجها الثري ويتركها وحيدة في المنطقة الساحلية النائية. وإذا بها تضطر إلى مواجهة أهل المنطقة والدفاع عن أولادها وثروتها وحمايتهم من أطماع شقيق زوجها الراحل. نبيلة عبيد بدورها هي من أبرز العائدين هذا الموسم مع «البوابة الثانية» (تأليف كوثر مصطفى ومحمد عبد الخالق، وإخراج علي عبد الخالق). وقد أعادت قناة «الحياة» الروح إلى المسلسل بإعلان شراء حقوق العرض بعدما نشرت الصحف أنّ «نايل دراما» هي الوحيدة التي تحمست للعمل، لأنه من إنتاج الجهات الحكومية. وبعد غياب طويل عن المنافسة الرمضانية، يعود محمود ياسين من خلال مسلسل «وعد مش مكتوب» (تأليف علي عبد القوي الغلبان وإخراج محمد حلمي) مع سامي العدل والراقصة دينا (بانوراما دراما)، فيما يلتقي حسين فهمي وفاروق الفيشاوي في «قاتل بلا أجر» (تأليف مصطفى محرّم وإخراج رباب حسين على «أوسكار دراما» و«الراي»). وهو عمل اجتماعي بوليسي صُوِّر بين القاهرة ولندن. لكن فهمي يطل أيضاً من خلال «وكالة عطية» (الحياة) للمخرج السينمائي رأفت الميهي والكاتب خيري شلبي. وهو المسلسل المؤجل عرضه منذ رمضان الماضي، وشاركت في بطولته مايا نصري. ويجدد صلاح السعدني بحثه عن بريق التسعينيات عبر شخصية تاجر المخدرات في مسلسل «الباطنية /كوم السمن» (لمصطفى محرم ومحمد النقلي/ على «الجديد»/ حكايات زمان/ أوسكار دراما/ المحور/ نايل دراما). يُعَدُّ العمل امتداداً لفيلم نادية الجندي الشهير، ويشارك في بطولته كل من لوسي وغادة عبد الرازق. في المقابل، يتحمل ممدوح عبد العليم مهمة دعم مسلسل «المصراوية» (أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ) في جزئه الثاني، بعد اعتذار هشام سليم عن الاستمرار في البطولة (حكايات كمان/ روتانا خليجية/ الحياة). وأخيراً، يعود محمد صبحي إلى شخصيته الشهيرة ونيس، ليطل هذه المرة في «ونيس وأحفاده» (على «موجة كوميدي» و«نايل كوميدي»). والعمل الذي كتبه صبحي بنفسه بمشاركة السيناريست مهدي يوسف، يتولى هو أيضاً إخراجه.