الفارق الوحيد بين مسلسلي إسماعيل ياسين وليلى مراد، ومسلسل أدهم الشرقاوي، أن الجمهور سيقارن في العمل الأخير بين أداء محمد رجب والممثل الراحل عبد الله غيث الذي قدم شخصية المناضل المصري سابقاً في فيلم سينمائي شهير. وذلك لأن الجمهور لم يرَ أدهم الحقيقي الذي عاش في نهايات القرن التاسع عشر. لذا، ستكون المقارنة أصعب مع أشرف عبد الباقي وصفاء سلطان. والأول، مهّد للأمر بتصريحات متتالية أكد فيها أنه لم ينجح في الوصول إلى أداء يقارب شخصية إسماعيل ياسين، في ذاكرة أجيال جديدة تتابع أفلامه بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على وفاته. أما صفاء سلطان، فتترقّب بحذر حكم الجمهور على تجسيدها شخصية ليلى مراد. فيما النجمان يطالبان الناس بعدم التركيز على الشكل والحركات، بل على روح الشخصية وقصة حياة الفنانين الشهيرين. اسم مسلسل أشرف عبد الباقي هو «إسماعيل ياسين أبو ضحكة جنان»، ويبث على قناتَي «الحياة» و«روتانا خليجية»، علماً بأن التلفزيون المصري لم يعلن حتى الآن شراء حقوق عرض المسلسل الذي يروي سيرة إسماعيل يس منذ أن كان مراهقاً في مدينة السويس يحلم بالوصول إلى القاهرة، مروراً بمعاناته طويلاً حتى وجد طريقه إلى ملاهي عماد الدين. وذلك قبل أن يدخل عالم السينما مسانداً لأبطال الأربعينيات، حتى أصبح الوجه الكوميدي لثورة 1952. وكما هو معروف، فقد قدّم إسماعيل يس سلسلة أفلامه في الطيران والجيش والبوليس بتوجيه من قيادة الثورة التي سعت إلى التقارب بين الجيش والشعب، مستعينة بخفة دم الممثل الذي كان صاحب أعلى أجر في ذلك الوقت. وكل ذلك، قبل أن تدور الأيام، لينهي حياته فقيراً ووحيداً. المسلسل أفلت من خلافات الورثة، لأن صنّاعه الأساسيين هما المخرج الراحل ياسين إسماعيل والسيناريست أحمد الإبياري، نجل أبي السعودي الإبياري (مؤلف معظم أفلام الكوميدي الراحل). وشارك في البطولة كل من رانيا فريد شوقي وصلاح عبد الله وهادي الجيار وكارمن لبس، وبين ضيوف الشرف سمير غانم وأحمد بدير، فيما الإخراج لمحمد عبد العزيز. أما مسلسل «أنا قلبي دليلي ليلى مراد»، فلن يدخل في مقارنة فقط مع المطربة الراحلة، بل سيتعرض لمقارنة مع مسلسل «أسمهان» الذي قدمته سلاف فواخرجي العام الماضي مع المنتج نفسه إسماعيل كتكت. وكلا العملين هما لمخرج غير مصري أيضاً، وكلاهما عن فنانة غير مصرية الأصل، ويدوران تقريباً في مرحلة الأربعينيات، علماً بأنّ مسلسل ليلى مراد ينتهي مع اعتزالها عام 1955، لا وفاتها عام 1995. بالتالي، المهمة ستكون معقدة بالنسبة إلى الفنانة السورية صفاء سلطان، المطالبة بالصمود في أول لقاء مباشر بينها وبين الجمهور المصري الذي لم يرها في أي عمل قبلاً. والأمر نفسه ينسحب على المخرج محمد زهير رجب، ومعهما الممثل أحمد فلوكس الذي سيطلّ في شخصية أنور وجدي. فيما تعدّ المهمة أقل صعوبة بالنسبة إلى عزت أبو عوف وعبد العزيز مخيون وغيرهما من أبطال المسلسل الذين يقدمون شخصيات لم يعرفها الجمهور على الشاشة. يُعرض «أنا قلبي دليلي» للمؤلف مجدي صابر، على «دريم 2» و«روتانا خليجية». أما بالنسبة إلى المسلسل الثالث، فقد تعرّض للانتقادات حتى قبل بدء تصويره، والجدل كان بشأن الشخصية نفسها. ذلك أن هناك من عدّ الشرقاوي لصاً، «كان يحترف سرقة الجنود الإنكليز، فتعامل معه الناس على أنه بطل». لكنّ مؤلف المسلسل محمد الغيطي، رفض هذا الطرح، مؤكداً أن الإنكليز هم من روّجوا لهذه الحكاية، بغية إنهاء أسطورة المناضل الذي نجح في تنفيذ عمليات فدائية عدة ضد جنود الاحتلال قبل أن يلقى مصرعه بسبب الخيانة، وعمره لا يتجاوز 23 عاماً. لكن الخلاف على شخصية «أدهم الشرقاوي» لم يكن مهماً بالنسبة إلى المخرج باسل الخطيب والبطل محمد رجب. الاثنان رأيا أن الأساس هو قدرتهما على تصوير مصر كما كانت، بين القرنين التاسع عشر والعشرين. حتى إن الخطيب اضطر إلى التصوير في سوريا بحثاً عن مغارة تشبه تلك التي عاش فيها البطل هارباً من الإنكليز. لكنّ سخونة القصة لم تكفِ الأبطال، فاندلعت حرب نسائية بين الممثلتين دوللي شاهين ونسرين إمام، يتمنى صنّاع المسلسل ألا تؤثر على نسب المشاهدة عند عرضه على «بانوراما دراما» و«حكايات زمان».