مساجد مدينة تريم الغناء في محافظة حضرموتجنوباليمن التي تتسلم العام القادم لقبها كعاصمة للثقافة الاسلامية عامرة بالمصلين والاعمال الخيرية في شهررمضان الكريم كما هو حال بقية المساجد اليمنية في شهر رمضان . وتتزاحم المساجد الكثيرة في تريم , إذ يبلغ عدد مساجدها (365) مسجدا وجامعاً.. وابرز تلك الجوامع التي لاتزال شامخة جامع تريم.. والجامع الشهير بمئذنته السامقة جامع المحضار والمدينة تعد من عواصم الاحقاف وأصبحت في العصر الإسلامي لها مكانة خاصة, حيث كانت عاصمة وادي حضرموت عندما اتخذها عامل الخلفاء الراشدين لبيد بن زياد الاباضي عاصمة للدعوة.. والى جانب المساجد فإن المدينة تشتهر أيضا بمكتباتها الكثيرة المنتشرة في أرجاء المدينة. واهم هذه المكتبات مكتبة(الاحقاف) التي يصل عدد مخطوطاتها إلى خمسة ألاف مخطوط في شتى المعارف. كما تمتاز تريم بتعدد القصور ذات الطراز الفريد.. وهي قصور ذات مهابة خاصة, ومن تلك القصور.. قصر (القبة) وقصر (تريم).. وتحيط بها حدائق غناء واسعة. كما تشتهر تريم بتعدد أربطتها العلمية والدينية.. وقد بلغ شهرتها الآفاق.. ويقصدها طلبة العلم من مختلف أنحاء العالم الإسلامي واشهر تلك الأربطة (دار المصطفى)..عن مساجد تريم التفاصيل في التحقيق التالي :- المسجد الجامع بداية تؤكد المصادر التاريخية ان مساجد تريم الكثيرة كانت في معظمها مصليات أو مساجد صغيرة ثم تداخلت ببعضها أو توسعت وتحولت إلى مساجد كبيرة أو جوامع تقام فيها صلاة الجمعة والجماعة. ومن هذه المساجد مايعرف بالجامع تريم الكبير المقام في قلب مدينة تريم والذي يرجع تاريخ بنائه إلى ما قبل ألف عام، (375 - 402ه) ، إذ يروى أنه بني في عهد الحسين بن سلامة الذي ولي الحكم في اليمن عام (375ه) . وتشير المصادر الى ان الحسين بن سلامة هو أحد موالي دولة بني زياد ، وكانت عمارة هذا المسجد قد تجددت عدة مرات حيث كان التجديد الاول عام (581ه) ، أي بعد حوالي قرنين من بنائه، وبعد اربع سنوات جرى التجديد الثاني عام (585ه) ، وجدد للمرة الثالثة في عام (960ه) ، ثم تم توسيعه عدة مرات لاحقة ، حتى صار على ما هو عليه اليوم بعد توسيعه الأخير في عام (1392ه) . وتصل مساحة الجامع اليوم إلى ( 19110 قدماً مربعاً ) ، وتحمل سقفه ستون دعامة إسطوانية ، قطر الواحدة (16 بوصة) ، وللمسجد ثمانية أبواب ، وتزينه المنارة التي بنيت في منتصف الجدار الشرقي للمسجد ، ويبلغ ارتفاعها (115 قدماً) ، ويقع الجامع في الطابق الثاني ، أما الطابق الأول (الدور) الأرضي فقد أفتتح في ديسمبر من عام (1972م) كمكتبة تضم معظم المخطوطات ، وأطلق عليها اسم مكتبة الأحقاف. جامع المحضار ومن المساجد المشهورة بتريم مسجد الشيخ عمر المحضار ، شيد هذا المسجد عام 1823م وتفنن البنائين الحضارم في بنائه وهندسته ، وأبرز ما فيه منارته الشامخة ، وهي اطول منارة في اليمن حيث يبلغ إرتفاعها 175 مترا ، وهي أطول منارة في العالم مبنية من الطين اللبن والخشب ، وتعد احد معالم مدينة تريم التاريخية ذات الفن المعماري الرائع. وتذكر المصادر الموثقة ان من قام ببناء جامع المحضار هو عمر المحضار بن عبدالرحمن السقاف.. ويعود في تصميم هذا المسجد الى الشاعر الأديب ابو بكر بن شهاب المتوفي في عام (1334ه ومنارة المحضار المبنية بشكلها المميز ذات الأربعة اضلاع هي احد المعالم الشهيرة لتريم بل وعلى مستوى شبه جزيرة العرب. منارة عالية ويعد هذا المسجد مقصدا لزوار تريم لما يمتاز به من فن هندسي جميل في عمارته ، خاصة منارته الشامخة ، وهي مربعة الشكل وبداخلها درج للصعود إلى أعلاها ، وكان بناؤها في حوالي (1333ه) ، وهي مبنية من اللبن الطين وجذوع النخيل ،) ، وقام بتنفيذها المعلم عوض سلمان عفيف التريمي الذي سبق له أن بنى قبة الحبشي بسيئون . وتشير هذه المنارة إلى السماء بشهادة التوحيد ويصدح فيها بالتكبير أسسها على التقوى عمر بن الرحمن السقاف وصممها على ذلك الطراز الفريد خيال الشاعر المشهور والعالم الكبير أبو بكر بن شهاب المتوفى سنة 1340 ه صاحب النظرية المعمارية التي تقول : كل بيت بثلاث يزدهي في عيون المكتري والمشتري الهوا والنور في داخله ومن الخارج حسن المنظر وأتقن وضع اللبنات في صرحها وتأنق في زخارفها المعلم "عوض سلمان بن عفيف التميمي" وهكذا اجتمع خيال الشاعر وإبداع الفنان وجلال التقى ليصنعوا من الطين تحفة فنية تناطح السحاب . وتقول المصادر الموثقة ان المعلم (الأسطى ) عوض سليمان عفيف قد اتقن في بناء منارة مسجد ومنارة المحضار الشهير في مديرية تريم - بوادي حضرموت لنشأته في أسرة توارثت مهنة البناء وهو احد عمالقة الجيل الثالث من المعماريين في حضرموت الذين ولدوا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. ومن اهم أعمال عفيف في مجال البناء للمساجد ودور العلم والأضرحة الى جانب مسجد المحضار بتريم سنة 1333ه مسجد باهارون بمنطقة النويدرة بتريم سنة 1329ه . ومسجد شهاب الدين ومسجد الزهرة سنة 1348ه . و مسجد الزاهر . ومسجد الصفاء سنة 1345ه ومسجد السكران سنة 1328 ه . ومسجد شيخ عيديد سنة 1318ه 9- مسجد الرياض بسيئون سنة 1316ه . و قبة الحبيب علي الحبشي بسيئون سنة 1334ه 14وقبة الحبيب شهاب الدين بن احمد بن سالم بن الشيخ أبي بكر بن سالم بمنطقة عينات بتريم سنة 1335ه وغيرها من المساجد والمنارات الشهيرة. مساجد اخرى وإلى جانب المسجد "الجامع" في تريم وجامع المحضار ومنارته العالية توجد مساجد أخرى لا تقل عنهما جمالاً وسعة وحسن تصميم مثل مسجد بن علوي وهو من أشهر مساجد تريم وأكثرها زواراً بالمصلين وهو مسجد قديم أسسه الإمام علي بن علوي في حوالي عام (530ه) ، بني من الطين والنورة على أجمل صورة ، أعيد ترميمه عدة مرات ثم بنيت له منارة في آخر بوابة ذات شكل جميل ، وطول المسجد من جهة المشرق إلى الغرب إثنان وثلاثون ذراعاً ونصف وربع الذراع ، وطول الرواق القبلي أربعة عشر ذراعاً ونصف ، وطول الصحن ثمانية عشر ذراعاً وربع ، وعرضه من جهة الشمال إلى الجنوب سبعة عشر ذراعاً وربع تقريباً . هذه المساجد في رمضان كغيرها من المساجد اليمنية تكون دائما عامرة بالمصلين الذين يؤدون فيها الصلوات الخمس وصلاة التراويح والتهجد ويعتكف فيها المصلين في العشر الاواخر مع قراءة القرأن وإقامة حلقات الذكر والأحاديث النبوية فيما تزخر بالاعمال والانشطة الخيرية التي تعبر عن عظمة الدور الذي احتله ابناء اليمن في نشر الاسلام بالموعظة الحسنة في كافة أرجاء المعمورة ومنهم ابناء حضرموت وعلماء تريم الغناء . وتحث مساجد تريم في حلقات الذكر خلال شهر رمضان المبارك العطف على الفقراء والوقوف الى جانبهم وتلبية احتياجاتهم وتعمل على دعم جهود الأمن والاستقرار والحفاظ على سكينة المجتمع والمساواة وإخراج الزكاة .