سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«المنفل» يتصدر الموائد الرمضانية قبل «صحن الشفوت» المدخنون يخدشون حرمات المساجد بوابل من «حبات السجائر» ويحولون باحته إلى ما يشبه جبل النبي شعيب في عصر شتوي قارس
على الرغم من تهافت معظم الأسر اليمنية على ثمرة «التمر» قبل حلول شهر رمضان بأيام، عملاً بالسنة النبوية التي أوجبت على الصائمين الإفطار بالأسودين، إلا أن حبات التمر لا تحقق السبق في الوصول إلى فم الصائم عقب دوي المدفع، فالسيجارة تحصد المركز الأول طيلة الشهر الكريم في أغلب الموائد اليمنية، وأيضاً «المداع» بالنسبة لكبار السن، وخاصة في معظم أحياء تعز وأريافها. المنفل قبل الشفوت إذا حالفك الحظ في عزومة إفطار رمضانية لمجموعة اصدقاء، عند صديق أو قريب فلا تستغرب ان حجزت منفضة السجائر «المنفل» مكاناً بارزاً في صدر المائدة،وباعداد جمعية غالباً، مزيحة «صحن الشفوت» إلى الصفوف الخلفية.. «الخرمة» تستوجب ذلك، وليس أمام المكتوي بنارها طيلة اثنتي عشرة ساعة إلا أن يطفئها لحظة إطلاق الصافرة،وقبل أن يتذكر معدته الخاوية أو عروقه المتعطشة لشربة ماء.. الافطار في المساجد ايضاً، لا يجعلها تتميز بجو روحاني يكبد المدخنون حرمته بوابل من حبات السجائر المختلفة الألوان،ويحولون باحته إلى ما يشبه قمة النبي شعيب وجبال المحويت في عصر شتوي قارس.. كذابين ما إن يدنو أجل شهر شعبان،إلا وتجد عشرات المدخنين بأن رمضان سيكون موعد الحسم، ونقطته الفاصلة للانتقال إلى حياة بلا تدخين، والسبب أن عدم تدخينه طيلة ساعات النهار الرمضاني، سيجعله يتناسى «النيكوتين» ويصمم على طلاقه إلى غير رجعة.. يضرب المدخن عمليات حسابية بالغة الدقة في نظره: كل السجائر التي ادخنها في النهار ولا يحصل الليل إلا على «حبتين» لذا باستطاعتي التخلص من مخصص سجائر الليل بعد أن يتكفل رمضان بالتخلص من «سيجارة النهار»!! كل الحسابات ينسفها صوت المؤذن وقذيفة المدفع، حين يبادر الصائم ب «تدشين 3حبات سيجارة من علبة كانت ممتلئة في أول الليل، والدخول في غيبوبة.ويرى كثير من المدخنين أن تعهداتهم بالإقلاع عن التدخين أو التخفيف منه ،تفشل كلياً، حيث يزداد الشره على دخان السجائر بشكل أكبر في شهر رمضان، على خلاف الأشهر السابقة، وعندما يقترب موعد أذان الفجر ومازال في علبة المدخن عدد من الحبات، يتحول إلى عداء، ولا تنطلق قذيفة مدفع السحور إلا برميه ل«الباكيت» فارغاً كما خطط له.. طز في القلب كما لو أن جميع المدخنين أميون، تظل التحذيرات المرفقة بجانب علب السجائر بمختلف صنوفها «مجرد رسالة لا أمل من وصولها». «التدخين سبب رئيس لأمراض القلب والرئة والسرطان» شعار فارغ تطرحه الشركات المصنعة للسجائر المحلية والعالمية حسب وليد مقبل. يقول وليد«إذا كانت السيجارة كما تقول عنها هذه الشركات فلماذا لايموت أكثر من 3ملايين مدخن في اليمن ،أغلبهم من الاطفال وكبار السن. ويضيف: وإذا كانت السيجارة قاتلة فلماذا يسمح لهذه الشركات تصنيع هذا «السم» وبيعها للناس والترويج لها في فعاليات وانشطة خيرية ورياضية، واحياناً نشاهد شركة سجائر ترعى مهرجاناً لمكافحة السرطان.. يعتقد وليد أن هذه الشركات تفعل من قبيل «اسقاط واجب» أمام الجهات المختصة ولا وجود لأي أمراض بسببها، ويقول:«لن أقلع عن التدخين وخاصة في رمضان حيث تكون لها نكهة أخرى، لن يحدث لي شيء طز في القلب. دراسات تذروها الرياح في آخر دراسة له قال البرنامج الوطني لمكافحة التدخين في اليمن أن نحو 4.3ملايين شخص على مستوى الجمهورية، يدخنون أكثر من 6مليارات سيجارة سنوياً، وعلى ضوء ذلك اعتمدت منظمة الصحة العالمية اليمن كثاني دولة عربية بعد تونس من حيث نسبة المدخنين.. وقبل رمضان بيومين،حذرت دراسة يونانية من خطورة تدخين السجائر وتناول القهوة، وتأثيرها المزمن على صحة القلب والأوعية الدموية. الدكتور محمد الكمالي دكتور الباطنية قال إن التدخين «سيئ جداً» لتصلب الشرايين خصوصاً في رمضان،أن المدخن «يبدل» الفطور بتمر ومرطبات ب«سيجارة» بدل التغذية رغم حرمان الجسد من التغذية خلال 14ساعة من الصيام. ويشير الكمالي إلى أن التدخين يزيد من نسبة الادرنالين وهرمونات أخرى تعمل على رفع نسبة السكر في الدم،مما يُشعر الشخص نتيجة تفكك الدهون بالشبع رغم حاجة الجسم للغذاء..ويتسبب التدخين في إتلاف الأعصاب، بحيث يترك الشخص متهيجاً وعصبياً في وقت الصيام.