حالة السيقان التي لاتهدأ أو«Restless Legs» منتشرة بصورة واسعة وتسبب الكثير من الضيق والحرج والأرق في أغلب الأحيان قد تكون الحالة وراثية يعاني منها الكثيرون في صمت وفي أحيان كثيرة لايتم تشخيصها بصورة صحيحة وقد تعالج خطأ كمرض آخر... نحاول اليوم إلقاء الضوء على هذا المرض كحالة يجب أخذها محمل الجد وعلاجها بصورة صحيحة.. البروفيسور«جير هارد باخ» خبير أمراض الروماتيزم والمناعة بالمانيا حاول أن يبرز اصابات للعديد من الأسئلة التي بادر بها الكثير من الأفراد.. فحالة السيقان التي لاتهدأ قد نتصورها حالة نادرة لم نسمع بها من قبل لكن الحقيقة أنها عند الكثيرين منا أو تجدها عند المقربين إليك.. قد لانتصورها حالة مرضية تحتاج إلى علاج ونتحملها دون الذهاب إلى الطبيب فهناك احتمال كبير في عدم التشخيص الصحيح أو أخذ الموضوع بجدية. فقد يجد الانسان نفسه فجأة يركل قدمه بسرعة إلى الخارج وقد يحرج من تلك الحركات التي لايستطيع السيطرة عليها عندما يكون مع أصدقاء أو أمام التلفزيون أو حتى خلال النوم. وأحياناً قد يكتشف أن هذه الحالة كان يعاني منها والده ومن المثير أن اثنين من أطفاله بدأت تظهر عليهما هذه الحالة تسمى حالة السيقان التي لاتهدأ«Restless Legs» (RLS) علمياً ب«ملتزمة اكبوم» Ikboms Syndrome. وسميت على اسم الطبيب السويدي المختص بالأمراض العصبية الذي وصف المرض وشخصه في عام 1945. ان معرفة الحالة مهمة لأسباب عديدة أولها: يجب ان يطلع المريض الذي يعاني من هذه الحالة على كل المعلومات حولها حتى ولو كانت الأعراض بسيطة، خاصة أن مجال العلاج متوفر. ثانياً: يجب عدم تشخيصها خطأ بمرض آخر واعطاء العلاج الخاطئ وهذا مايحدث في أغلب الأحيان. الأعراض من أهم أعراض RSL هو وجود شعور اهتزاز غير مريح في أعصاب الساقين، خاصة في منطقة أعلى الساق وقد تستمر إلى منطقة القدمين وفي حالات نادرة تظهر في الذراعين واليدين تكون الأعراض عادة في الساقين، لكنها قد تحصل في ساق واحدة فقط تزداد الأعراض حدة عند النوم أو الاسترخاء. وتحريك الساق للتخلص من الاهتزاز يريح الشخص عادة، لهذا نرى من يعاني من هذه الحالة يرفس بقدمه إلى أعلى بين فترة وأخرى قد تكون الحركة واضحة أو قد تكون بسيطة، بحيث لايمكن ان يلاحظها أحد، لكنها على الأغلب مزعجة للمريض ومن حوله. وفي الحالات الشديدة يكون النوم صعباً قد يضطر المريض أو المريضة إلى التحرك طوال الليل للتخلص من هذه الأعراض. توجد حالة الساق هذه في 5% من النساء والرجال في أنحاء العالم، خاصة في البلاد العربية، تكون أغلبها حالات بسيطة، لكن 20% فقط من هذه الحالات يتم تشخيصها وعلاجها بصورة صحيحة. وقد وجد ان هذه الحالة تنتشر وتنتقل في العائلة في 30% من الحالات مما يدل على انها وراثية تنتقل بواسطة الجينات وتظهر الأعراض في أي عمر كان، لكنها تزداد مع تقدم العمر.. قد تؤدي الأعراض هذه إلى القلق والشعور بالاكتئاب، لأن المريض لايعرف كيف يتعامل معها وكيف يعالجها. الحالات التي قد يظهر بها مرض السيقان التي لاتهدأ لايعرف السبب الرئيسي في حصول المرض بصورة أكيدة،لكن اضافة إلى العامل الوراثي هنالك العديد من الحالات التي قد تسبب وتصاحب هذا المرض منها: - نقص في الحديد قد يصاحبه فقر الدم. - عطل في الكليتين. - نقص في مادة الفوليت Folate. - الحمل. - التهاب المفاصل الروماتزمي. - بعض الأمراض العصبية أو النفسية. - تناول بعض الأدوية مثل بيتا بلوكر ومضادات الكآبة. العلاج قد يتطلب العلاج ان تتخلص من الأسباب التي أدت إلى حدوث الأعراض مثل نقص الحديد أو مادة الفوليت أوالتوقف عن الأدوية المسببة. أما إذا كانت الحالة شديدة، فيجب علاجها بأنواع خاصة من الأدوية الفعالة في التخلص من الأعراض وحسب استشارة الطبيب المختص بالأمراض العصبية. والسنوات الأخيرة شهدت تطوراً كبيراً في الحصول على أدوية تعالج الحالة بصورة جيدة، لكن المهم أن يكون ذلك حسب إرشاد الطبيب، حيث ان كل مريض قد يتفاعل مع الدواء بصورة خاصة تختلف عن الآخرين.