قال تعالى: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة» وكم كان الرسول صلى الله عليه وسلم سيد المعلمين للبشرية وقد كان يداعب الاطفال ويقبلهم. والدراسات أثبتت أن المداومة على احتضان الطفل وتقبيله والابتسام له ومشاركته اللعب والمرح تنأى به عن التوتر والعصبية والعناد فللقبلة أثر إيجابي على تركيز الطفل وهي تحد من عدوانيته كما أن تقبيل الطفل قبل النوم يحد من تعرضه للكوابيس والأرق أثناء نومه.تشرح أستاذة علم النفس في جامعة الملك سعود أ. مي أحمد.. أن الطفل يحتاج إلى العطف والحب والحنان كحاجته للطعام واللباس ويمكن للأم أن تعبر له عن ذلك بقيامها ببعض التصرفات البسيطة التي تشعره بأنه محبوب ومرغوب فيه وهذه لمحة عن هذه التصرفات: لاتنسي تحية الصباح التي تستقبلين بها طفلك أو توقظيه عليها مع قبلة رقيقة على جبينه تجعله يبدأ يومه بوجهك المبتسم، فيشرق صباحه مفعماً بالسعادة والطمأنينة. داعبي طفلك أثناء استحمامه، وقبليه عندما يفرغ من ارتداء ملابسه واهمسي له بأنه جميل. وأنت تصففين شعره إذا كنت ستغيبين عنه لبعض الوقت، امنحيه قبلة وحضناً دافئاً مع وعد باللقاء القريب. عند عودتك، رحبي باستقباله واجعليه لقاء حاراً حتى وإن كانت فترة غيابك بسيطة، وعبري عن مدى اشتياقك له وسعادتك لرؤيته من جديد. عندما يظهر الطفل حسن السلوك، ابدي له إعجابك بتصرفه واجعلي قبلاتك وأحضانك مكافأة له، وافخري بهذا السلوك أمام الآخرين على مسمع منه. احرصي على وداعه قبل ذهابه للنوم، واجعلي تقبيله واحتضانه عادة ينهي بها يومه. أغمري طفلك بالحنان والحب، وعبري له عن ذلك بالتقبيل والاحتضان والابتسام لينشأ طفلك على الاتزان والاستقرار، والشعور بدفء الحب. قبلة الفم ضارة بالمقابل، تحذر استشارية الاطفال الدكتورة آمال بدر الدين من عادة تقبيل الأطفال في الفم، لأن هذه القبلات تكون سبباً في إصابة الطفل بأمراض كثيرة، فالفم هو بيئة خصبة لنمو وانتقال الأمراض البكتيرية والفيروسية والفطرية. ومعلوم أن مناعة الطفل في الاشهر الأولى من عمره تكون في طور التكوين ولم تكتمل بعد، والقبلة في فمه كفيلة بنقل الامراض التي يعاني منها الأبوان إلى الصغير. ولعل أكثر الأمراض انتقالاً بالقبلة الفموية للطفل هي الالتهاب الفطري باللسان، ومن أعراضه سيلان اللعاب من فم الرضيع. وإذا كانت هذه الفطريات موجودة في فم المرء عادة إلا أن القبلة تنقلها من فم البالغ إلى الطفل الرضيع، ونظراً لضعف مناعته تسبب له أمراضاً كإلتهاب الحلق والفم والتهاب اللوزتين، وعند بلوغ الطفل العامين من عمره، قد تكون لهذه الالتهابات مضاعفات على القلب والكليتين إن لم يتم علاجها. وثمة أمراض خطيرة قد تنتشر عن طريق القبلة الفموية كالحمى الشوكية والامراض الفيروسية والانفلونزا. وتنصح الاستشارية بدر الدين بعدم تقبيل الطفل من فمه إطلاقاً من قبل أشخاص سواء كانوا مرضى أو معافين، فالقبلة التي تنقل المحبة قد تنقل معها الأمراض، ومن الأفضل تقبيل الطفل من يده أو جبهته فالميكروب على هذه المناطق لايجد بيئة مناسبة يعيش فيها. فوائد القبلة تشير الحقائق العلمية إلى أنه عندما تقبل الأم طفلها تحرك 93 عضلة حتى تأخذ الشفاه وضعية القبلة، ويتم استهلاك 21 سعرة حرارية في كل قبلة ويخفق قلبهما 051 ضربة في الدقيقة ويرتفع إيقاع التنفس، ويرتفع ضغط الدم وينشط القلب، وإن تقبيل طفلك الذي لايستغرق سوى ثلاث ثوان مواز للجري مسافة 001 متر!. وأثناء القبلة، يفرز الجسم «الادرينالين» و«الانسولين» فينخفض محتوى الدم من السكر وتتحطم الدهون والمواد الضارة.