من فضائل شهر الصوم أن يبقى العبد متصلاً بربه طوال اليوم بالتسبيح وذكر الله ساعات تبقيه بروح تنسيه آلام العيش وقساوة الحياة، وهذه وحدها محاولة اعتذار النفس عن أعمال قد يخطأ الصائم في تقديرها، يحسب لرمضان جمالية الروح، عدا أنه في اللحظات الفاصلة بين الصوم والإفطار الدقائق الأخيرة من دنو صوت المآذن أحياناً تخرج الروح عن لياقتها الأدبية وبالأخص أن الكل له توجه وسفر إلى محطة اختيار الاسترخاء من صوم يوم كامل. في هذا التوقيت الفاصل تحديداً تحدث عديد تشنجات ينجم عنها مشاكل لا تحمد عقباها عن البعض وبالأخص عند فلتات الألسن إذ ينسى البعض قول «اللهم إني صائم» المشاهد أنه في رمضان وبخاصة قبل حلول وقت المغرب يقع الناس في مأزق التشاجر ويبقى الغضب عدو الصوم، وبإمكان حالات الغضب أن لا توصل الصائم إلى أهله سالماً. إلا أن حلاوة هذا الشهر تبقى قائمة بتواصل فضائل الإحسان وتقديم الصدقات ووجبات الإفطار للفقراء والمساكين وهذه خاصية اعتاد اليمانيون تقديمها بحثاً عن دعوة صائم تقرب المأجورين بربهم. صحيح ليس هناك قانون يضبط أنفس الصائمين احترازاً من الوقوع في الخطأ عدا أن أخلاقيات الناس في رمضان ترتفع إلى صفة التسامح ففي بعض الحالات يتحمل الصائم الأشياء الصغيرة بغية الوصول إلى فضائل أكبر مع هذا الشهر العظيم وهي الفرصة السنوية أن نتعلم من الصوم صفات ترتفع بأرواحنا إلى الالتقاء بالنفس الطيبة.