يصعب تشخيص سرطان الثدي عند المرأة الشابة لأن الثدي كثيف وفيه أكثر الخلايا الغددية، علماً أن الصورة الشعاعية للصدر لاتكون دقيقة جداً، خصوصاً إذا كان الورم السرطاني صغيراً يصعب تشخيصه، من هنا، لاينصح بهذه الصورة قبل سن الخمسين في البلدان المتقدمة. وللتأكد من الورم ولمعرفة إن كان خبيثاً أم لا لابد من أن يلجأ الطبيب إلى التصوير الصوتي وأخذ الخزع لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على خلايا سرطانية. الاختصاصي في أمراض الدم والتورمات السرطانية الدكتور ناجي الصغير بيروت أفاد في المعلومات التالية: تتعرض النساء ذوات التاريخ العائلي أكثر من غيرهن للسرطان المبكر، ويتعلق هذا الأخير بخلل كروموزومي وتحول في بعض الجينات المسئولة عن 95% من سرطان الثدي والمبيض، وإذا كان هذا الخلل لايؤدي تلقائياً إلى السرطان إلا أنه يزيد من احتمال الإصابة فيه. العلاج بالهورمونات ماهي أبرز العوامل المؤدية إلى الإصابة بسرطان الثدي؟ هنالك عوامل تساعد على ظهور سرطان الثدي، ولعل أبرزها: تناول الحبوب المانعة للحمل باكراً في عمر المراهقة، وكذلك الحمل المتأخر، وقد أثبتت دراسة معمقة خطر الإصابة بسرطان الثدي عند حاملات هذا الخلل الجيني، خصوصاً عند تناول حبوب منع الحمل.. وتجدر الإشارة إلى أن تشخيص السرطان غالباً لايؤدي إلى نتيجة واضحة، وتختلف طريقة العلاج لدى الشابات عن كبيرات السن، وهذا يعود إلى العلاج بالهورمونات، فسرطان الثدي عند المرأة الشابة أقل حساسية على الهورمون، ولذا، لانلجأ إلى العلاج الكلاسيكي خصوصاً إذا لم تبق غدد الثدي على حالها، وكانت قد أزيلت أثناء العلاج.. ولكن تعاني النساء من اكتئاب قوي بعد هذه العملية. هام للغاية إن الاصابة بسرطان الثدي تختلف من بلد إلى آخر، فقد أظهرت الدراسات أن الإصابة هي 5 مرات أقل في اليابان وهاواي مايشير إلى أهمية العامل البيئي، ولم تثبت الدراسات أية علاقة بين الإصابة بسرطان الثدي وتناول المواد الغذائية الغنية بالدهون، ولكن البدانة في سن البلوغ وحتى خلال المراهقة تساعد على ظهور الورم الخبيث قبل انقطاع الحيض.. من هنا ضرورة ممارسة الرياضة، وتجدر الإشارة إلى أن العمليات التجميلية لتكبير الثدي أو الإجهاض لاتؤثر على الإصابة بسرطان الثدي. هل يمكن للنساء الشابات أن يحملن بعد فترة العلاج؟ من الممكن جداً أن تحمل المرأة حتى أثناء العلاج، رغم أن الأطباء ينصحون بالحمل بعد مرور نحن سنتين أو ثلاثة على هذا الأخير. الفحص كل 6 أشهر متى يطلب الكشف المبكر؟ تطلب التوصيات أن يتم الكشف المبكر عند النساء اللواتي تسجل في عائلاتهن 3 حالات من سرطان الثدي، وعندها، يجب القيام بالفحص كل 6 أشهر بالإضافة إلى صورة صوتية للثدي كل سنة، ويشار إلى أن سرطان الثدي مسئول عن 11 ألف حالة وفيات في السنة، و42 ألف حالة إصابة في فرنسا وحدها. من هن المعرضات للإصابة بهذا المرض؟ تتعرض المرأة للإصابة بسرطان الثدي بسبب عوامل جينية وبيئية.. ومن العوامل التي أثبتتها الدراسات العلمية، العمر والعامل الجيني والتاريخ العائلي.. ورغم ظهور سرطان الثدي أحياناً في سن صغيرة، إلا أن احتمالية الإصابة تزيد مع الشيخوخة إذ يتضاعف الخطر كل 10 سنوات، وصولاً إلى مرحلة انقطاع الحيض، عندها، تخف فرص الإصابة.. وإذا كانت هناك إصابات لسرطان الثدي في العائلة فهذا يزيد من احتمال إصابة المرأة بهذا المرض.. وفي البلدان المتطورة، هناك 5% إلى 10% من الحالات المتصلة اتصالاً مباشراً بالأسباب الجينية أي مايعادل 1700إلى 3400إصابة، علماً أن النسبة ترتفع إلى مرتين أكثر إذا تعرضت إحدى شقيقاتها أو والدتها قبل عمر الخمسين سنة. وإن كان عمر المرأة المصابة مابين ال30 إلى 39 سنة، ثمة احتمال أن يعاودها المرض قبل عمر ال 65 سنة.. وهذا الاحتمال يزيد مرتين أكثر إذا كان هناك عدد من أفراد العائلة القريبة مصاباً بسرطان الثدي قبل سن الخمسين. جينات مسئولة عن 95% من الحالات ماهو مصدر هذا الخطر؟ يكمن المصدر في نوعين من الجينات المعروفة التي تسبب 95% من حالات سرطان الثدي والمبيض، إذا كان هناك تاريخ عائلي للمرض، وحالياً تم اكتشاف جينات أخرى تسبب سرطان الثدي، ومع وجود الاصابات العائلية، لابد من استشارة طبيب العائلة أو الاختصاصي في الطب النسائي حول التشخيص المناسب المتعلق بالجينات المسببة للأمراض السرطانية.. وهناك عوامل أخرى مسئولة كالوصول إلى سن المراهقة باكراً، وانقطاع الحيض المتأخر، أما إذا كان انقطاع الحيض المتأخر، أما إذا كان انقطاع الحيض طبيعياً بعد سن ال 55 فهناك خطر للإصابة مرتين أكثر بسرطان الثدي من المرأة التي ينقطع الحيض عندها باكراً قبل سن ال 45! وإذا لم تحمل المرأة أبداً أو جاء الحمل متأخراً في الولد الأول بعد سن الثلاثين، فهي معرضة أكثر من التي تحمل في الولد الأول وهي في سن العشرين. ويحمي الإرضاع من الثدي المرأة من الإصابة بالسرطان قبل مرحلة انقطاع الحيض. ماهي الأورام الحميدة التي تصيب الثدي؟ ساعدت الصورة الشعاعية الخاصة بالثدي على الكشف المبكر ومعرفة الأورام الحميدة التي تكون على شكل تكيسات أو أورام أو خلايا مشبوهة، وهذا لايزيد الاحتمال بالإصابة بسرطان الثدي، ولكن قد تكون بعض التشققات خطرة، وهنا، ينصح الطبيب بزراعة بعض الأنسجة لمعرفة نوعيتها.