اوشك شهر رمضان ينتهي ونحن أكثر مانكون في حاجة إلى هذا الشهر الكريم بغفرانه الكريم بعبره وعظاته ، والكريم بدروسه واحداثه ، والكريم بصور البطولات والعطاء السخي ونكران الذات أجل إنه شهر مفعم بالصور والمواقف الإنسانية لبني الإنسان. كيف لا والرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم يقول : لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه وفي حديث آخر: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. ولا أبالغ في القول إن العديد من الباحثين والمستشرقين يرون في هذا الشهر الكريم وما انطوى عليه من أحداث وأحاديث للمصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومايمثل من عبادة الصوم يرون فيه مدرسة كبيرة للنفوس والعقول المريضة التي تقوم ويسوي أي اعوجاج فيها خلال أيام وليالي هذا الشهر الفضيل. حيث يرى البعض أن الصائم عند اشتداد جوعه وعطشه يكون أكثر احساساً ومعرفة بحاجات الفقراء واليتامى والمساكين الذين يتضورون جوعاً وحاجة إلى من يمد إليهم يد العون.. هذا علاوة على تمتين وتقوية الجانب الروحي لدى الصائم ولهذا فإنني لا اجافي الحقيقة عندما أقول بأن رمضان قد جاءنا هذا العام ونحن أكثر مانكون حاجة إليه فلعلمي ما من صائم صام هذا الشهر ايماناً واحتساباً لله تعالى فإنه لن يبخل بتقديم مايمكن تقديمه من عون لليتامى والمحتاجين القابعين في بيوتهم فديننا الإسلامي قد سبق غيره من الأديان فلو أن بعض أصحاب رؤوس الأموال يقومون باخراج زكوات أموالهم، كما ينص على ذلك كتاب الله وسنة رسوله لما وجدنا جائعاً بدون زاد لكننا لانرى إلا قلة قليلة من أصحاب رأس مال الوطن في البلاد هم معروفون بسخائهم بشتى المجالات وأما الغالبية فلا يهمهم إلا الربح وعوائده الخيالية. لقد كتب الله جل وعلا علينا صيام هذا الشهر لجملة من العظات والعبر وليست الحكمة من وراء إمساكنا عن الطعام أن نحس بجوع الآخرين فقط وإنما ثمة حكم عديدة منها أن نسيطر على اعصابنا وأن نضبط نفوسنا عند الغضب والكف عن أذى الناس فكم من صائم يفقد ثواب صيامه عند احتكاكه وتعامله مع أي بائع أو سائق متهور فتراه يطلق سيلاً من الشتائم نسأل الله العلي أن يهدينا إلى سواء السبيل وأن يأخذ بأيدينا إلى ما يحبه ويرضاه إنه سميع مجيب.