المحبة مصدر الأمن والاستواء النفسي للولد، كما القاعدة الصلبة لبناء شخصية الولد على الاستقامة والصلاح والتفاعل الايجابي وإن كان البعض يرى أن وسائل التعبير عن الحب للأبناء قاصر على: كلمة الحب، نظرة الحب، ضمة الحب، بسمة الحب، قبلة الحب، لقمة الحب، إلا أننا نذكر هنا بوسائل أخرى مؤثرة وجيدة التوصيل لرسائل الحب من الآباء لفلذات أكبادهم وهي كالتالي:ابن داخلهم الثقة في النفس، بتشجيعك لهم وتقديرك لمجهوداتهم التي يبذلونها وليس فقط بتقدير النتائج التي يحققونها. علم أولادك التفكير الإيجابي بأن تكون إيجابياً، فمثلاً بدلاً عن أن تعاتب ابنك لأنه رجع من المدرسة وهو متسخ وغير «مهندم» قل له «يبدو أنك قضيت وقتاً ممتعاً في اللعب اليوم.. أليس كذلك؟ ولكن بعد ذلك لاتجعل ملابسك تصل إلى هذه الدرجة من الاتساخ!». اقض بعض وقتك مع أبنائك كل على حدة، سواء تتناول مع أحدهم وجبة الغداء خارج المنزل أو تمارسان معاً رياضة المشي، المهم أن تشعرهم أنك تقدر كل واحد فيهم. احتفل بانجازات اليوم، فمثلاً أقم اليوم مأدبة غداء خاصة لأن ابنك فلاناً حصل على درجة جيدة في الامتحان، أو لأن ابنك الآخر بدر منه سلوك جيد في الأمانة أو البر، حتى يشعر كل واحد منهم أنك مهتم به وبأحداث حياته، ولا تفعل ذلك مع واحد فقط، حتى لو كان الآخر لايمر بأحداث خاصة، ابحث في حياته وبالتأكيد سوف تجد أشياء تستحق التقدير وتذكر أن ماتفعله يجب أن يكون شيئاً رمزياً، حتى لاتثير الغيرة بين أبنائك فيتنافسوا عليك، وتثير بينهم العداوة بدلاً عن أن يتحابوا. اندمج مع أطفالك في اللعب، وشاركهم التلوين أو تشكيل الصلصال أو التسابق في الجري أو تقاذف الكرة، وهكذا. اعرف جدول أبنائك الدراسي ومدرسيهم وأصدقاءهم، حتى لاتسألهم عندما يعودون «ماذا فعلتم اليوم» ولكن اسأل «ماذا فعلت مع زميلك فلان؟ وماذا أخذتم اليوم في حصة الرياضيات؟» فيشعر أنك متابع لتفاصيل حياته وأنك مهتم به. عندما يطلب منك ابنك أن يتحدث معك، لا تكلمه وأنت مشغول في شيء آخر، ولكن أعطه كل تركيزك، وانظر في عينيه وهو يحدثك، واعلم أن انتباهك الفوري الواضح لطفلك حين يحدثك إيداع جديد مضاف لرصيدك في «بنك» الحب لديه. شاركهم في وجبات الطعام ولا تسمعهم فقط ولكن احك لهم أيضاً ماحدث لك. اكتب لهم في ورقة صغيرة كلمة حب أو تشجيع وضعها جانبهم على السرير إذا كنت ستخرج وهم نائمون، أو ضعها في حقائبهم المدرسية، حتى يشعروا أنك تفكر فيهم حتى وأنت غير موجود معهم. عندما يرسم أطفالك رسومات صغيرة بريئة مثلهم، علقها في مكان خاص في البيت، واشعرهم أنك تفتخر بها. اختلق كلمة سر أو علامة تبرز بها حبك «لابنك ولا يعلمها أحد سواكما. حاول أن تبدأ يوماً جديداً كلما طلعت الشمس، تنسى فيه كل أخطاء الماضي. فكل يوم جديد يحمل منه فرصة جديدة يمكن أن تدعم حبك لأبنائك أكثر من ذي قبل، وتساعدك على اكتشاف مواهبهم. احضن أولادك وقبلهم وقل لهم كل يوم إنك تحبهم، فمهما كثر ذلك فإنهم يحتاجونه صغاراً كانوا أو بالغين، أو حتى متزوجين ولديك منهم أحفاد. ابتكر أفكاراً لتغذية المشاعر الطيبة بينك وبينهم، مثل أن تضع صندوق بريد خاصاً بتبادل رسائل المحبة والشكر، كما يمكنك أن تستغل هذا الصندوق في الاقتراب من أبنائك وتقوية علاقتك بهم. تذكر ن حب الوالدين للأبناء غير مشروط بأي شرط، ولذلك يكون علنيا ألا نربط لفظياً بين حب الأبناء وتوجيهنا لهم، فلا نقول «أنا أحبك لأنك حصلت على الدرجة النهائية في الامتحان» وأيضاً لانقول «لن أحبك إذا فعلت كذا»، إننا بذلك نزعزع أمانهم النفسي الذي يستمدونه من خلال شعورهم بمحبتنا لهم وتقديرنا لذواتهم، ونكون قد أخطأنا الطريق إلى الثمرات الرائعة للحب غير المشروط وهي الطاعة والالتزام والتضحية. عبر لابنك عن حبك له بطريقة عملية. وذلك بأن تهتم برأيه، وتستشيره في بعض الأمور، وأن تقدر مشاعره وتشعره بأنه فرد مهم في الأسرة، ومحترم فيها، وأنكم جميعاً تفهمونه وتقدرون مزاياه وإنجازاته وهواياته وميوله، ومن ذلك التعبير أيضاً أن تعفو عن هفواته وأخطائه: خاصة إذا ما أخطأ فيها بسبب نقص خبراته، وأن تعتذر منه إن أخطأنا معه أو قسونا عليه.