يظل التخطيط في حياة الإنسان محط اهتمام في شتى المجالات ، إذ إن ما يقابله «التخبط» لا غير الذي يقود بدوره للعشوائية التي تتنافى مع النجاح الذي يسعى نحوه الفرد والمجتمع على السواء ، ومن أهم النواحي التي أصبح من الضرورة بمكان تنظيمها وتخطيطها وفق أسس ومعايير معينة تعود بالنفع على المجتمع قضية "التخطيط الحضري " للمدن والتجمعات السكانية الكبيرة والذي أصبح من ضرورات الحياة فيها ، إذ إن ضيق شوارعها وعشوائية البناء فيها على وجه الخصوص لهما من السلبيات الكثيرة والتي منها صعوبة وصول المساعدات الإنسانية للحارات عند حدوث أي حريق أو مرض لا سمح الله أو ما شابه ذلك على سبيل المثال إلى غيرها من الإشكالات التي تواجه تلك التجمعات بسبب العشوائية. «مدينة حجة» إحدى تلك التجمعات السكانية التي عانت في بعض أحيائها خلال الفترات الماضية من حدوث بعض الأخطاء في تنفيذ مخططها الحضري على أرض الواقع كما تم وضعه على الأوراق غير أن إيقاف أخطاء الماضي أفضل من استمرارها خاصة في مجال الحفاظ على مساحة الشوارع اللازمة في الحارات وغيرها من المجالات المتعلقة بالتخطيط الحضري لها ، وهو ما قامت به إدارة الأشغال فيها مؤخرا خاصة بعد التغييرات التي أجريت على إدارة الأشغال بالمدينة ممثلة بمديرها منذ أواخر العام الماضي 2008م من خلال إزالة عدد من المخالفات السابقة في المباني وإيقاف مخالفات جديدة ، وتحسين مستوى أداء الإدارة في عدد من المجالات المتعلقة بعملها خلال فترة وجيزة ظهرت معالمها على أرض الواقع يلمسها المواطن قبل المسؤول. «الجمهورية » سلطت الضوء على مدينة حجة وما يعتمل فيها في إطار التخطيط الحضري ونشاط إدارة الأشغال فيها من خلال هذا اللقاء الذي أجرته مع مدير أشغالها المهندس علي ثابت الفصري. }.. بداية ماذا عن المخالفات البنائية التي تمت إزالتها خلال الفترة الماضية ؟ والمخالفات التي تم توقيفها ؟ أولاً: أشكر للصحيفة هذه اللفتة الكريمة لمدينة حجة وأنشطة الأشغال فيها ، ثم أود الإشارة إلى أن مدينة حجة بحكم انها جبلية تظل شوارعها وفق مساحات محددة ويمكن القول أنها ضيقة مقارنة بالمدن الكبيرة ذات المساحات الممتدة والواسعة ، وبالنسبة لمخالفات البناء فقد تمكنت الإدارة خلال نوفمبر 2008م /مارس2009م وبفضل تكاتف الجهود بين مختلف الجهات ذات العلاقة من إزالة ما يزيد عن " خمسة وستين مخالفة" كانت قائمة منذ فترة في مختلف أحياء المدينة خاصة على امتداد شارع صنعاء الذي سيتم بدء العمل في توسعته خلال الأيام القادمة بحيث يكون عرضه حوالي "عشرين متراً" وبما يمكن من تسهيل مهمة السير فيه دون ازدحام . وفيما يتعلق بالمخالفات التي كانت في طريقها للبناء فقد تم إيقاف أكثر من "مائة وثلاثين مخالفة" ما بين مخالفات فنية وعمليات اعتداء على أراضي حجر حكومي ، ومن الملاحظ أننا بعد أن قمنا بإزالة تلك المخالفات وإيقاف الأخرى بدأ المواطنين في المدينة يتراجعون في القيام بأية مخالفة مما جعل مؤشر تزايد المخالفات تلك يتراجع بشكل كبير كما استوعب المواطن أهمية وضرورة الرجوع إلى مكتب الأشغال عند رغبته في مباشرة أعمال بناء أو شراء أراض. }.. على صعيد الإيرادات المحلية للإدارة ما الذي تحقق خلال الفترة الماضية من العام الجاري؟ يمكن القول بأن فرع الأشغال قد رفع نسبة الإيرادات خلال هذه الفترة إلى أكثر من ألف بالمائة مقارنة بإيرادات العام الماضي بشكل عام ، حيث بلغ حجم الإيرادات من بند واحد فقط لازال متاحاً للإدارة - خاصة بعد نقل كثير من جوانب الإيرادات التي كانت تتبع المكتب إلى صندوق النظافة والمسالخ – وهو بند رخص البناء وقد حققت الإدارة من خلاله توريد ما يزيد عن ثلاثة ملايين وستمائة ألف ريال حتى نهاية أغسطس 2009م ، كل ذلك نتيجة لجملة من الضوابط اللازمة التي وضعتها الإدارة للحفاظ على الإيرادات القانونية اللازم توريدها لخزينة الدولة وقد حققنا نجاحاً كبيراً في هذا المجال، وأؤكد بأنه لابد من وضع حل لإشكالية وجود أوعية إيرادية مربوطة على الإدارة في الوقت الذي تم تكليف مؤسسات أخرى بتحصيلها ومنع الإدارة منها كرسوم الدعاية الإعلان والمفارش التي يتحصلها صندوق التحسين ورسوم المسالخ التي يتحصلها فرع المسالخ ، ونحن في إدارة الأشغال نطالب بضرورة إعادة هذه الأوعية الإيرادية المربوطة على الإدارة للاستفادة من تلك البنود فيما يخدم مهام وأعمال المكتب . ضوابط تراخيص البناء }.. ماذا عن رخص البناء التي تم منحها حتى الآن خلال العام الجاري ؟ أولاً: عملت الإدارة على ضبط عملية التلاعب في رخص البناء وضبط وإيقاف أية اعمال غير مرخص لها ، كما تم منح أكثر من "مائتي رخصة بناء " منذ أكتوبر 2008م حتى سبتمبر 2009م وكل ذلك بفضل تكاتف الجهود التي يبذلها موظفو المكتب في سبيل المتابعة المستمرة والإشراف الدائم على المدينة لتحقيق مدينة حضرية ضمن المخططات المرسومة لها منذ عقود ماضية إلى جانب تعاون ودعم الأخ المهندس فريد مجور محافظ المحافظة ،إضافة إلى أن الإدارة عملت على تفعيل البطاقة الصحية لعمال المطاعم ومحلات الحلاقة والخدمات العامة بحيث ألزمت كافة العمال بضرورة الالتزام بالشروط الواردة فيها بما يضمن سلامة مختلف الخدمات التي تقدم للمواطنين . خطط طموحة }.. ماذا عن أهم ما في خطتكم خلال العام الجاري ؟ وما هي تطلعاتكم المستقبلية ؟ نسعى خلال الأيام القليلة القادمة إلى تنفيذ مشروع شق شوارع الحارات التي لم تشق شوارعها الفرعية خاصة في الحارات الحديثة وفق مخططات مدنية حديثة بعيداً عن الأخطاء التي رافقت كثيراً من الشوارع القديمة وقد تم رصد ميزانية لشق بعض تلك الشوارع ضمن موازنة السلطة المحلية بالمديرية لهذا العام وذلك مبلغ «تسعة عشر مليون ريال. وهذا المشروع يعد من أهم أولويات الإدارة خلال العام الجاري ، وبتعاون وتكاتف كافة الجهات ذات العلاقة وعلى رأسها المجلس المحلي ستحظى المدينة على كثير من المشاريع والاهتمام في جوانب التخطيط الحضري والحفاظ على مستوى تنظيمها ونظافتها ، ولا أنسى أن أشير إلى مستوى الدعم والمساندة الذي يقدمه محافظ المحافظة المهندس فريد مجور للإدارة والمديرية بشكل عام في سبيل تذليل كافة الصعوبات التي تواجهها عند تنفيذ مهامها كما أننا نسعى إلى تسوير أراضي الحجز الحكومي حتى لا تتعرض للنهب أو الاعتداء من أي مواطن، إلى جانب أننا سنقوم بتخطيط المناطق التي لم يتم وضع المخططات الحضرية لها وتفعيل جانب الرقابة على أعمال المسوحات للأراضي التي يتم مسحها من قبل المساحين والأمناء والمقاولين حتى لا تتعارض مع مخططات المدينة من خلال الرجوع إلى إدارة الأشغال للتأكد من صحة تلك المسوحات وقانونيتها ، إلى جانب التنسيق مع الجهات الخدمية الأخرى كالكهرباء والمياه والصرف الصحي وغيرها بحيث لا يتم منح أية خدمة منها إلا بعد التأكد من أن معه ترخيصاً من لدى الأشغال بالبناء ، وفيما يتعلق بتوسيع وتنظيم أسواق المدينة لدينا خطة سيتم البدء في تنفيذها على المدى القريب ترمي لتوفير أماكن لإقامة أسواق صغيرة في أطراف المدينة لتخفيف الزحمة على السوق المركزي الذي تم إعادة تنظيمه وترتيبه منذ نهاية العام الماضي ، كما أن الإدارة لا زالت بحاجة إلى كادر هندسي يساعدها في إعداد المخططات الحضرية والرقابة على الأعمال الأخرى كون أعمالنا مرتبطة بالجانب الهندسي ، ومن هنا أوجه الدعوة للمجلس المحلي بالمدينة إلى تفعيل دوره في دعم توجهات الإدارة الرامية لإيقاف مخالفات البناء وتحسين أوضاع المدينة الحضرية. قضايا البناء العشوائي }.. هناك قضايا متعلقة بمخالفات بناء وغيرها منظورة حالياً لدى المحكمة ، كم عدد تلك القضايا ؟وكيف تتم متابعتها من قبل الإدارة ؟ بداية أود الإشارة إلى مسألة مهمة وهي أن المخالفة إذا ما تم توقيفها وإزالتها من البداية فإننا لا نحتاج إلى محاكم أو نيابة لكي نلجأ إليها لإزالتها لأن النيابة أو المحكمة لا يتم الرجوع إليها إلا عندما نريد إزالة مخالفة بناء قد تم الانتهاء من عملية بنائه مع السكن فيه أو غيره ، وللأسف الشديد فإن كثيراً من القضايا المحالة للمحكمة من هذا النوع –والتي هي في الأصل من المخالفات التي نفذت في أعوام سابقة- تكون أحكامها في الغالب لصالح المواطن لعدة أسباب والتي من أهمها قصور في متابعة القضايا من قبل مكتب الأشغال وعدم استئنافه للقضايا المستمرة إلى جانب أن المحكمة في بعض الأحيان لا تأخذ بعين الاعتبار المخطط العام للمدينة وتكتفي المحكمة بإلزام المواطن بقطع رخصة بناء حتى ولو كان مخالفاً مع أنه من المفترض النظر لما يحويه المخطط والعمل على ضوئه ،كما أن من بين تلك الأسباب تأخر صدور بعض الأحكام دون إلزام المواطن بالتوقف عن البناء مما يؤدي إلى توسع المواطن في المخالفة التي شرع فيها وإعطائه فرصة في ذلك . الصعوبات }..ما هي أهم الصعوبات التي تواجه أعمال الإدارة ؟ لا أخفيكم بأننا في أشغال المدينة كمركز للمحافظة نعمل جاهدين على أن نجعل منها نموذجاً في عدد من الجوانب وفق ما هو معتمد ومخطط له في خطتنا إلى جانب ما يقوم به الأخ المحافظ من جهود مركزية في هذا الإطار غير أن هناك جملة من الصعوبات التي تواجه أعمال الإدارة والتي من أهمها تدخلات بعض النافذين والمسؤولين في المدينة ووساطاتهم مع بعض المخالفين من المواطنين للحيلولة دون تلك المخالفات بدلاً من أن يكونوا عوناً لتنظيم المدينة من قيام بعض الشخصيات من الوجهاء والمسؤلين بالبناء في أماكن مخالفة والبعض يقوم بالاعتداء على أراضي حجر حكومية ، كما أن إمكانيات المالية من حيث مخصصات النفقات التشغيلية ضعيفة جدا وبالمقابل نشاط الإدارة وطبيعة عملها كبيرة جداً ونجد صعوبة في مواجهة تلك الأعمال والمتابعات حيث لا تزيد مخصصات الإدارة على «ثلاثين ألف ريال» شهرياً والتي لا تغطي نفقات أعمال أقل من أسبوع ميدانياً فضلاً عن الأعمال الفنية الادارية الأخرى ، ومن أهم الأشياء التي يجب توفيرها للإدارة إيجاد مخصص مالي كحوافز أو مكافآت شهرية للمفتشين النشطن الذين يبذلون جهوداً كبيرة في مراقبة المخالفين سواءً أوقات الدوام أو خارجها .. }..كلمة أخيرة تود قولها ؟ إن كان من كلمة شكر فهي لصحيفتكم الموقرة على هذه الإطلالة على ما تقوم به أشغال مدينة حجة من أعمال كما انها موصولة لكل من تعاون وأسهم في تحسين أوضاع هذه المدينة حضرياًً.