يظل التبرع بالدم أبسط ما يمكن أن يقدمه المواطن البسيط باتجاه دعم رجال القوات المسحلة والأمن البواسل ممن يهبون أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الوطن والتصدي لعناصر الفتنة والتخريب والتمرد في بعض مديريات محافظة صعدة وحرف سفيان.. هذا ما يؤكده لسان حال الكثيرين من المواطنين ممن يتوافدون رجالاً ونساءً من مختلف المحافظات إلى مخيم التبرع بالدم ضمن الحملة التي أطلقتها الهيئة الوطنية للمساندة الشعبية لدعم أبناء القوات المسلحة والأمن والنازحين جراء حرب فتنة التمرد في بعض مديريات محافظة صعدة.. مؤكدين في أحاديثهم لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي استطلعت آراءهم في سياق هذا الاستطلاع أن التبرع بالدم يمثل واجباً وطنياً ودينياً على عاتق كل مواطن شريف ينتمي إلى هذا البلد، وأنهم على استعداد لتقديم أرواحهم ودمائهم في سبيل الدفاع عن الوطن ووحدته ومكاسبه وأمنه واستقراره. يقول وزير الشباب والرياضة حمود عباد: "نحن أتينا للتبرع بالدم تضامناً مع أبناء القوات المسلحة والأمن الأبطال، هؤلاء الذين يصنعون اليوم ملحمة بطولية ليطهروا يمننا من هذا الوباء الخبيث الذي لا شك أننا مسؤولون جميعاً في التصدي له ومواجهته بكل جرأة وعزم وبكل حسم". ويتابع الوزير عباد: "إن هذا الإقبال العظيم والكبير من أبناء الشعب بمختلف فئاته ومؤسساته الجماهيرية والشعبية يعبر عن الالتفاف الواسع لأبناء شعبنا إلى جانب أبناء القوات المسلحة والأمن في مواجهة عصابة التمرد والإرهاب والتخريب في محافظة صعدة الذين أضلّهم الشيطان وعملوا في ركابه خدمة لأعداء الوطن". وبينما يشير الوزير عباد إلى أن شعبنا اليمني يدرك تمام الإدراك مخاطر هؤلاء الفكرية والأمنية والسياسية ويتصدى لهم بكل ما لديه من امكانيات، يرى وكيل أمانة العاصمة للشؤون الفنية والهندسية المهندس معين المحاقري أن التبرع بالدم أقل واجب تجاه جنود وضباط القوات المسلحة المرابطين في ميدان الشرف والبطولة ممن يدافعون عن الثورة والجمهورية وعن الوحدة المباركة. ويقول: إن هؤلاء الرجال من أبناء القوات المسلحة والأمن لا يمكن أن نفيهم حقهم لا بالتبرع بالدم ولا مساندتهم بالمال فقط، ولكن نساندهم بأرواحنا لأنهم يمثلوننا جميعاً، ويقومون بما لا نستطيع أن نقوم به من تقديم أرواحهم رخيصة في سبيل ان يظل النظام الجمهوري قائماً، ويظل علم الثورة والجمهورية رافعاً مرفوعاً فوق الهامات. وعن واجب المواطن العادي في مثل هذه الظروف يقول الوكيل المحاقري: "يجب على كل مواطن أن لا يتردد عن تقديم ما يقدر عليه سواء كان بالتبرع بالدم أم بالمال، وأن يشارك حتى على مستوى المشاركة المباشرة في حال استدعت الضرورة ان نشاركهم في الميدان لاجتثاث هذه الشرذمة الذين يريدون أن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الوراء وإعادة نظام كان من أعتى الأنظمة المتخلفة في التاريخ المعاصر، أنظمة الكهنوت والظلم والجهل والتخلف، وان شاء الله سيدحرونهم في أقرب فرصة ممكنة". أما المواطن عبدالرحمن المغرب فيؤكد أنه يشعر بارتياح وهو يتبرع بدمه لمساندة اخوانه المرابطين والمجاهدين في مواقع الشرف والبطولة ضد فتنة الجهل والردة والانفصال ويشير إلى أن هذا واجب وطني على كل مواطن ومواطنة، وأن من يبخل في التبرع بالدم لا يستحق الحياة؛ إذ لا يكفي التبرع فقط بالدم بل نعطيهم أرواحنا. وتتفق نوال عبدالكريم - (25) عاماً، طالبة - مع وجهة نظر عبدالرحمن وتقول: أتيت للتبرع بالدم بعد أن سعمت بأن هناك حملة للتبرع بالدم لأبناء القوات المسحلة والأمن والنازحين في صعدة وحرف سفيان، فهذا أقل واجب يمكن أن تقدمه امرأة مثلي؛ رغم أني مستعدة لحمل السلاح في سبيل العيش في وطن مستقر خالٍ من أصحاب الأفكار الضالة والمتعطشة للدماء.. وليست وحدها نوال التي أبدت استعدادها تقديم روحها رخيصة في سبيل الذود عن الوطن الغالي وحمل السلاح، إذ أكدت الوالدة سعاد شايف حسن (ربة بيت) بأن هذا واجب وطني قبل أي شيء، وهذا شعور كل مواطنة ومواطن شريف يخاف على وطنه من أي مخاطر قد تدعو إلى الفرقة والتمزيق. الوالدة سعاد التي تحدثت إلينا بحرقة من واقع فهمها المحدود لما يجري على الساحة من تطورات متسائلة: "ما يريده منا هؤلاء الحوثيون؛ نحن الحمد لله عائشون في أمان، ربنا يحفظ علي عبدالله صالح، كلما شافوا البلاد تنتعش بحثوا لنا عن فتنة". ولم تتردد الوالدة سعاد التي اصطحبت معها جارتها الوالدة رضية عايض (54) عاماً إلى المخيم في دعوة كل النساء اليمنيات للتجاوب مع حملة التبرع بالدم.. لافتة إلى أن هذا أقل واجب يقدمه المواطن العادي. إلى ذلك تشير المسنّة فاطمة عبدالواحد (65) عاماً إلى أنها مستعدة لتقديم دمها وأولادها وكل ما تملك لدعم أبنائها في القوات المسلحة والأمن البواسل في ميادين الدفاع عن الوطن، مطالبة الهيئة بفتح باب مختلف أنواع التبرع بالمال والدم وأي شيء لدعم أبناء القوات المسلحة والأمن في معركتهم ضد عناصر التمرد والفتنة، لافتة إلى ما سجله أبناء اليمن من مواقف مماثلة في مثل هذه الحالات.. ودعت المسنة فاطمة المغرر بهم إلى "العودة إلى جادة الصواب وأن يعوا بأنهم مغرر بهم ويقتلون إخوانهم، وان هذه فتنة تستهدف الوحدة الوطنية والثورة والأمن". أما سعد عبدالله (16عاماً) فيؤكد أن التبرع بالدم للمرابطين في مواقع البطولة والشرف واجب وطني، ولا يكفي التبرع بالدم، لافتاً إلى أن شغله الشاغل هذه الأيام هو متابعة ما يجري على ساحة المعارك وما يسجله أبطال القوات المسلحة والأمن من بطولات وانتصارات في سبيل دحر أوكار التخلف والرجعية. ويقول: "أنا أدعو لهم باستمرار بالنصر المؤزر بإذن الله، ومستعد لبذل الغالي والرخيص في سبيل الدفاع عن الوطن؛ لأن هذا واجب علينا، وعلى المواطنين التعاون مع القوات المسلحة والأمن ممن يتسابقون على الموت من أجل أن نحيا حياة كريمة". مشيداً بالمواطنين المحتشدين الذي أتوا للتبرع بالدم لأنهم يؤكدون تلاحم وتعاضد الشعب اليمني البطل. إلى ذلك يؤكد الوالد علي السري بأنه سارع في السؤال عن مكان التبرع ومن ثم أتى للتبرع، ويقول: "التبرع بالدم واجب لنصرة الحق والدين ونصرة الوطن من هذه الشرذمة الفاسدة التي خرجت عن حدود الله وتعدّت كل الحدود".. وأقاربه وكل المواطنين إلى التبرع بالدم، وإذا استدعى الأمر التبرع حتى بالأعضاء وكل ما يستطيع الإنسان أن يقدمه.