ألقت البنوك المركزية الآسيوية بثقلها في أسواق الصرف لكبح ارتفاع عملاتها مقابل الدولار الأميركي خشية فقدان صادراتها القدرة على منافسة الصادرات الصينية.. وقالت صحيفة فايننشال تايمز الجمعة إن دول جنوب شرق آسيا الرئيسية دفعت إلى الدفاع عن تنافسية عملاتها بعد قرار الصين عمليا إعادة ربط عملتها بالدولار منذ يوليو/تموز الماضي.. وبعد أن سمحت الصين لعملتها اليوان بالارتفاع بنسبة 20 % مقابل الدولار من منتصف 2005 عمدت بكين إلى إعادة ربط عملتها بالعملة الأميركية بعد انخفاض صادراتها.. وانخفض سعر صرف الدولار مقابل عدة عملات آسيوية. كما هبط الدولار مقابل ست عملات عالمية رئيسية إلى أدنى مستوى له في 14 شهراً في نيويورك الخميس. ونقلت فايننشال تايمز عن تجار القول إن بنوك تايلند وماليزيا وتايوان وهونغ كونغ وسنغافورة كلها تدخلت لشراء الدولار في آسيا.. ويعتبر شراء الدولار لكبح ارتفاع العملات الآسيوية حجة لأولئك الذين يحذرون من أن مطالبة مجموعة العشرين بنمو اقتصادي عالمي مستقر تعوزها قوة التنفيذ. فبعد أسبوع واحد من مطالبة اجتماع وزراء مالية ورؤساء البنوك المركزية في اسطنبول بالمحافظة على نمو الاقتصاد العالمي تدخلت البنوك الآسيوية لتلعب دورها في السوق.. ويقول التجار إنه يبدو أن التدخل كان يستهدف السيطرة على انخفاض الدولار وليس فقط وقف ارتفاع العملات الآسيوية.. ولم تغير إدارة الرئيس أوباما التزامها بالمحافظة على “دولار قوي” لكن من غير المحتمل أن تتدخل في أسواق العملات خاصة أنها تعلم أن قيمة الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى هي الآن حيث كانت قبل عامين. ودفع هبوط الدولار مقابل اليورو رئيس البنك المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه إلى إصدار تحذير حول قوة اليورو. وقال “إن السلطات على ضفتي الأطلسي ستتعاون بما يناسب”.. وقال ماركو أنونزياتا كبير اقتصاديي بنك يوني كريدي الإيطالي إن تريشيه يريد أن يوضح بلغة مقنعة أن لدى كل من الولاياتالمتحدة ومنطقة اليورو الرغبة في كبح ارتفاع سعر صرف اليورو مقابل الدولار لكن السوق ترى أن ذلك مجرد خدعة.. وفي أسواق العملات بآسيا وصل سعر صرف اليورور إلى 1.771 دولار الجمعة بينما سجل الدولار 88.77 ينا يابانيا وسجل الجنيه الإسترليني 1.59 دولار.. وهبط سعر الذهب إلى 1047.60 دولار للأوقية بعد أن كان قد وصل في نيوروك أمس إلى 1061.20 دولار.