سيطر الأديب والمبدع الكبير علي أحمد باكثير على المسرح ومازالت إبداعاته تحظى باهتمام واسع من قبل المختصين والعامة .. هذا ما أكده الدكتور عبدالقوي الحصيني أستاذ الأدب المشارك بجامعة تعز في محاضرة نظمها أمس منتدى السعيد الثقافي بعنوان « علي أحمد باكثير تنوع فني وسبق ريادي». مشيراً إلى أن باكثير يعد موسوعة ممتدة في حقول الأدب وتنوعاً فنياً وسبقاً ريادياً وكتلة من المعاني والسمات الجميلة.. منوهاً أن إنتاجاته لها آثار بالغة فقد تمكن باكثير من الاهتداء إلى أسلوب جديد من كتابة القصيدة العربية المعاصرة وأنقذها من تحجرها الهندسي وفتح آفاقها نحو فضاءات أخرى فكان لاكتشافه أثره الكبير في تخطى وتجاوز الكثير من الأدباء.. موضحاً أن موهبته ظهرت مبكراً فنظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره وتولى التدريس في مدرسة النهضة العلمية وتولى إدارتها وهو دون العشرين من عمره. واستعرض الحصيني حياة أديبنا اليمني منذ مولوده عام 0191م في جزيرة سور وبايا بإندونيسيا لأبوين يمنيين وعودته إلى حضرموت ومن ثم رحلته الأدبية في الحجاز وهجرته إلى القاهرة حتى وفاته عام 9691م مقسماً حياة الأديب إلى أربع مراحل: المرحلة الحضرمية والمرحلة العدنية التي كوّن فيها علاقات مع محمد علي نعمان وعبدالله محيرز والمرحلة الحجازية والمرحلة المصرية.. مشيراً إلى أن هذه المرحلة هي التي فرض فيها سيطرته الأدبية على الساحة وكذا نبوغه المسرحي وريادته الشعرية، وأضاف الحصيني: إن إنتاج باكثير الأدبي تنوع بين المسرحيات والروايات والشعر فقد غزا المسرح من خلال مسرحياته الشعرية والنثرية والسياسية وبلغت انتاجاته 451 عملاً إبداعياً. فيصل سعيد فارع - مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة - أشار إلى انه مع اقتراب الذكرى السنوية لميلاد كوكبة من خيرة المثقفين اليمنيين على رأسهم الأستاذ أحمد محمد النعمان عزمت المؤسسة أن تنظم هذه المحاضرة للمبدع الكبير علي أحمد باكثير .. مضيفاً أن هذه الكوكبة رغم اختلاف التيارات والمدارس الفكرية التي ينتمون إليها تركوا بصمات بارزة من التاريخ الثقافي والسياسي المعاصر لليمن والعالم العربي. موضحاً أن باكثير، الذي تنوع في الرواية والمسرحيات السياسية والنثرية والشعرية والتاريخية، يبقى حاضراً بيننا رغم وجود تقصير تجاهه وتجاه كثير من المبدعين.