في هامش صغير على حائط الأمنيات اعتقد بعض عشاق الساحرة المستديرة في الحالمة تعز أن أحلامهم بإنشاء مدرسة كروية تستقطب المواهب المحلية الناشئة وتعمل على صقل مواهبهم من خلال خبرات فنية متخصصة في هذا المجال بات وشيكاً، لعل إدراكهم بأهمية مثل هذا المشروع الرائد على مستوى الوطن، الذي من شأنه إحداث طفرة كروية على الصعيد المحلي جعلهم أكثر تفاؤلاً وتمسكاً ببصيص أمل لاح أمامهم في لحظة ما فتراءت لهم مدينتهم وقد تحولت من مستوردة إلى مصدرة للاعبين ولن يكون مخجلاً حينها وضع عبارة«Made in Taiz» على صدور لاعبيهم الذين يرتدون فانيلات تحمل شعارات لأندية مختلفة عوضاً عن إستقدام محترفين أنهكوا الميزانيات وصبغوا أنديتهم بغير صبغتها الحقيقية. في أكتوبر من العام الفائت كان نائب رئيس نادي الصقر«رياض الحروي» يتصدر بملامحه الغاضبة إحدى الصحف معلناً أن إدارة ناديه في طور التأسيس لمثل هذا المشروع الذي سيحدث نقلة جيدة في الرياضة اليمنية بعد أن تم التفاوض مع الخبيرين الكرويين عبدالله عتيق ومقبل الصلوي للإشراف على هذه المدرسة التي يسعى الصقر لإنشائها كواحد من المشاريع المزمع تحقيقها لتأكيد نموذجية النادي الذي يترأسه رجل الأعمال المعروف شوقي أحمد هائل، لوهلة بدا الحروي متحمساً وجاداً في طرحه لكن الأكيد أنه كان يجهل تماماً احتياجات مثل هذا المشروع ما جعل حديثه أشبه ب«طرفة» يتندر بها بعض الرياضيين والمهتمين بشئون الكرة المحلية لاسيما بعد فشل مشروع مماثل في وقت سابق كلف الكابتن نبيل مكرم بمهمة الاشراف عليه لأسباب لامجال لسردها الآن في منطقة وسطيه بين الفريقين«المتفائل والواقعي» كان يقف فريقاً ثالثاً آثر الصمت واتنظار ما ستفرزه الأيام دون إفراط في التفاؤل أو تطرف في التشاؤم.. هل حان الوقت لأن ينحاز هذا الفريق إلى أحد الطرفين؟. تبدو الفترة كافية لذلك بعد مضي أكثر من عام. واقعياً لامؤشرات حقيقية تبعث على التفاؤل في هذا الجانب فالادارة الصقراوية لاتزال مشغولة حتى اللحظة في عملية المفاضلة بين لاعبين محترفين من جنسيات مختلفة وإن كان اللاعبون الأفارقة ذوي البشرة السمراء أكثر حظوة من بقية الأجناس لأسباب قد لاترتبط بجوانب مادية بحتة قدر ارتباطها بطريقة تفكير الاداريين الذين يخشون تجرع مقالب جديدة. لعل موقف زيد النهاري الذي مثل الصقر في إجتماع اتحاد الكرة ومندوبي الأندية الذي خصص لمناقشة لائحة الموسم الجديد الاسبوع الماضي ودفاعه المستميت عن فكرة اعتماد ستة محترفين أجانب ولاعب سابع يحمل جنسية آسيوية لكل فريق يؤكد حقيقة صرف الرئيس شوقي والنائب رياض أنظارهما عن ماصرح به الأخير سابقاً. قد يتفق البعض مع ماقاله «النهاري الذي دافع عن مقترح «6+1» من مقعد ملاصق للمقعد الذي جلس عليه الحروي«صاحب التصريح الناري» في الاجتماع حول جدوى بقاء إدارة في نادٍ ما، لاتستطيع توفير مبالغ التعاقد مع هذا الكم من المحترفين لكن الضرورة تقتضي تذكير النهاري الذي يتكئ على لباقة «يحسد عليها» بواقعنا السيئ الذي تعاني فيه الأندية من شحة الامكانات التي بالكاد تكفيها لتوفير ضرورات البقاء والاستمرار ولاضير أن نلفت اتتباه الأخ زيد النهاري للتجربة القطرية التي حصدت فشلاً ذريعاً في هذا المجال وفقاً لكثير من النقاد الرياضيين دون أن نغفل حقيقة البون الشاسع بيننا وأشقائنا في قطر من حيث الامكانات وعدد السكان.. إلخ. لذا تبقى الحاجة ملحة لتدخل سريع من أجل إعادة النبض إلى روح هذا المشروع.. أعتقد أن رئيس الصقر شوقي أحمد هائل يدرك أهمية ذلك مع الإشارة إلى الإمكانات الهائلة التي يتطلبها المشروع قبل وبعد البدء في عملية تنفيذه.