لا يمكن لأحدنا أن يدرك المجد ما لم يحمل هم الآخرين ومشاكلهم ..وهذا بالفعل ديدن المبدعين والعباقرة في كل مكان ..الذين لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه من سمو وشهرة إلا لأنهم تبنوا مشكلات مجتمعاتهم وأوجدوا لها الحلول التي ضمنت لملايين عيشاً أرغد وحياة أفضل. وبأي حال من الأحوال لا يمكن لأي شخص مهما بلغت به النبوغ من مراتب عالية أن يحقق الخلود ما لم يلتفت إلى مجتمعه ووطنه ويسخر جل عطائه ومجهوداته لخدمته والرقي به. ولا نبالغ إن وصفنا المتفوق أو المبدع المبتكر أو الفنان المرهف أو العبقري الذكي بالقاتل لذاته وإمكاناته وبالقاتل لمستقبل مجتمعه إن هو بخل على بيئته بما يمتلكه من إبداع وفكر وحماس. ذلك هو المغرور المعتد بذاته حد الفشل ، حيث أنه لا يفيد ولا يستفيد من العلم الذي يكتنزه. إن المجتمعات المتطورة تقاس بما تمتلكه من عباقرة يسعون لرفاهيتها وتطورها ، كيف لا وهي من اهتمت بهم ورعتهم ووفرت لهم كل أساليب وأدوات النجاح والإبداع ..فلا يكون منهم كثيراً إن هم ردوا لأوطانهم بعض الجميل الذي في أعناقهم . عدد من الطلاب والطالبات ممن أوشكوا على مغادرة أبواب الجامعات والولوج إلى عالم العمل والحياة .. امتلكوا مشاريع مبدعة وأفكاراً نيرة رأوا من الواجب أن يخدموا بها مجتمعاتهم ويردوا لها بعضاً من ذلك الدين ..فإليهم..... معالجة البطالة الطالب عبد الباري مانع (المستوى الرابع، إذاعة وتلفزيون، كلية الآداب، جامعة عدن) قال: إن مشروع تخرجه عبارة عن “برنامج تلفزيوني يناقش مشكلة البطالة في أوساط الشباب الخريجين من الجامعات وغيرها يشارك فيه ثلاثة من الطلاب وتم الالتقاء بعدد من الخريجين لمعرفة مشاكلهم وكذا بمدير عام مكتب وزارة الخدمة المدنية بعدن ومدير عام مكتب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومدير التشغيل بمكتب العمل ومدير الغرفة التجارية والصناعية بعدن وناقشنا معهم الحلول المناسبة لهذا الموضوع”. وأشار إلى أن الهدف من المشروع معالجة قضية مهمة جدا وأن المشروع خلص إلى ضرورة تحسين أوضاع الخريجين والشباب وإيجاد تخصصات دراسية تلبي احتياجات سوق العمل ومحاولة إيجاد فرص عمل في القطاع الخاص والشركات الاستثمارية للخريجين. من جهتها تقول حنان ناصر مدرم (المستوى الرابع، قسم الصحافة والإعلام، كلية الآداب، جامعة عدن) إن مشروع تخرجها بالاشتراك مع اثنين من زملائها عبارة إصدار مجلة متخصصة بقضايا الطفولة والفئة المستهدفة هم الكبار (الأسرة ومؤسسات الرعاية الاجتماعية والمربين والمدرسين في رياض الأطفال... الخ) وتختص بقضايا الأطفال, مثل, حقهم في التعليم والصحة والحصول على المعلومة والصحة النفسية... الخ. وقالت إن المجلة بادرة جديدة قام بها المشاركون في المشروع وتعد الأولى من نوعها حيث لا توجد مجلة متخصصة في هذا المجال إلا بعض الصفحات في صحف معينة وملاحق قليلة جدا. وأشارت إلى أنهم سيعملون على إصدارها كمشروع تخرج وإن حصلوا على الدعم سيصدرونها بشكل مستمر. وزادت أنهم إلى الآن لم يحصلوا على دعم إلا من جهة واحدة هي مركز تنمية الطفولة والشباب بأمانة العاصمة. الزمان عبد العزيز محمد الحيلة (المستوى الرابع، صحافة، كلية الاداب، جامعة عدن) قال: إن مشروع تخرجه صحيفة عامة شاملة تحمل اسم “الزمان” يقوم بها المشاركون في المشروع وعددهم خمسة وأنها ذات مجال واسع وعميق في أطروحاتها وتلبي كافة الأهداف التي يسعى من خلالها القائمون على المشروع لتنفيذها عبر كافة الفنون الصحفية من تحقيقات واستطلاعات وتقارير وأخبار وقصص خبرية وكتابات لكبار الصحفيين اليمنيين وعدد صفحاتها 16 صفحة وتحمل مواضيع متعددة من أبرزها قضايا حقوقية وتشمل أيضا تغطية لمشروعات التخرج في الكلية لهذا العام “تغطية خاصة للمهرجان الإذاعي والتلفزيوني الثالث الذي أقامته كلية الإعلام يومي 25 - 26 من الشهر الماضي. والهدف من المشروع تطبيق المادة الدراسية التي تلقيناها على مدى أربع سنوات والحصول على 100 درجة والتخرج من الكلية”. مكافحة آفة الفساد وفي هذا السياق يقول نيزان توفيق (المستوى الرابع، صحافة، كلية الاداب، جامعة عدن): إن مشروع تخرجه واثنين من زملائه يدور حول صحيفة تحمل اسم “الوجه الآخر” شاملة عامة تتناول كافة الجوانب السياسية والاجتماعية والإعلامية وتسلط الضوء بعمق على قضيتين أساسيتين: الأولى: مكافحة آفة الفساد من منطلق توعوي إعلامي أراد من خلاله القائمون على المشروع خلق رؤية في كيفية تعاطي الطالب الجامعي مع آفة الفساد فيما يخص مكافحته من خلال مشروعات التخرج في السنوات المقبلة. أما القضية الثانية فهي: الحقوق, وتتمثل في حقوق الأطفال التي ناقشها المشروع من منطلق أنها تهدر في الرصيف وكذلك حقوق المرأة والدور الذي تلعبه المرأة ذاتها في هضم حقوقها وأيضا دور العادات والتقاليد سيما الشعبية منها في ذلك. ويوضح نيزان أن الدعم غير المتوفر هو أهم صعوبة واجهتهم بل وواجهت المجموعات بأكملها والسبب -حد قوله- أن الكلية منعت الإرساليات الرسمية للجهات المختلفة أكان على صعيد جلب الإعلان أم الإخراج والطباعة، وهذا بناء على توجيه قاطع من قيادة الجامعة. ويتمنى نيزان والكثير من زملائه أن تعيد قيادة الجامعة النظر في هكذا قرار بحيث تخصص مبلغا محددا لكل مشروع تخرج ويكفي أن يكون 50 ألف ريال. الطالب بلال الجمرة (إذاعة وتلفزيون، كلية الاداب، جامعة عدن) قال: إن مشروعه يتحدث عن الحياة البرلمانية للشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وهو فيلم مصور باسم “حكيم البرلمان” ويهدف إلى إبراز الحياة البرلمانية للشيخ عبدالله وكيف كان يدير الجلسات وكيف استطاع كسب البرلمانات العربية والإسلامية وتعامله مع أعضاء المجلس وما قاله معظم من التقاهم الطالب أن الشيخ كان يتعامل مع الأعضاء تعاملا إنسانيا ولطيفا. وبلال هو مخرج الفيلم ورئيس مجموعة المشروع وعددهم ثلاثة طلاب. مشروعات يشوبها الضعف محمد حمود الشدادي (علاقات عامة، كلية الاداب، جامعة عدن) يشير: إلى أن الهدف من مشروعه تطوير الوعي التأميني ومعرفة الأسباب التي تعرقل مسؤولية الوعي التأميني. وأوضح أنه في إطار مشروع التخرج نظمت ندوة علمية تناقش أسباب غياب الوعي التأميني في اليمن حضرها عدد من المسؤولين في شركات التأمينات والتي يبلغ عددها 13 شركة في اليمن وتم معهم مناقشة هذا الموضوع إضافة إلى اللقاءات السابقة التي أجريت معهم. وأضاف بالقول: “بعض المسؤولين في شركات التأمين الذين تم استدعاؤهم لحضور الندوة لم يحضروا والنتائج التي خرجت بها تشير بالايجاب خاصة وأن المشروع لم يتم تداوله من سابق ضمن مشروعات التخرج في الأعوام السابقة. كما تمت في الندوة مناقشة التهرب من التأمين وتوزيع بروشورات...”. واسترسل أنه “في العام الماضي كانت هناك ندوة مماثلة وهي مشروع تخرج مجموعة من الطلاب ولكنها محصورة على شركة “أمان للتأمين” وبدون مناقشة الوعي التأميني. وزاد الشدادي: “في الحقيقة مشروعات تخرج طلاب كلية الإعلام جامعة صنعاء يشوبها الضعف”. التنمية السياحية أما بلال عبدالحميد الصبري (علاقات عامة، كلية الاداب، جامعة عدن) يؤكد: أن مجموعته تسمى “مجموعة الترويج السياحي” (ثلاثة طلاب) ومشروعهم يتناول دور المنشآت الفندقية في التنمية السياحية. وقال إنهم بدأوا به منذ ثمانية أشهر وقاموا بإعداد وإصدار دليل لفنادق خمسة نجوم في اليمن باللغتين العربية والإنجليزية، مضيفا: “بعد أن أكملنا الإخراج لم نجد جهة داعمة تتكفل بطباعة الدليل سواء الجهات الحكومية أو فنادق القطاع الخاص بالرغم من الوعود التي تلقيناها مسبقا وحاولنا تكملة المشروع مهما كان الثمن وأقمنا ندوة حول دور المنشآت الفندقية في التنمية السياحية بكلية الإعلام يوم السبت الماضي وبلغت تكلفة المشروع بحدود 150 ألف ريال بدون طباعة الدليل”، موضحا أن الهدف من المشروع المساهمة في التنمية والترويج السياحي ودعوة الجهات المختصة للاهتمام بمثل هذه المواضيع وأن يقدموا الدعم للطلاب كجزء من خدمة. الإبداع للجميع ما أجمل أن يسعى أبناء الوطن لخدمته ورفاهيته ، والأجمل من ذلك كله أن يجد هؤلاء الشباب أياد خيرة تعينهم على أهدافهم وتدفع بهم نحو الإبداع المتواصل ، لأن الإبداع والابتكار لا ينمو ولا يشب إلا في بيئة تشجع وتبني وتدعم وتعضد وتمهد لهم كل الصعاب. لان أثرالإبداع سينعكس على الجميع وثماره ليست حكراً على أحد .