يعيش الطالب الجامعي في سنته الأخيرة من عمره الجامعي أوقات مرهقة وممتعة في ذات الوقت ، كونه يضع اللمسات الأخيرة لمستقبله العلمي و العملي ، الطلاب في الجامعة هذا العام يشكون عدم موافقة الجامعة - جامعة صنعاء مثالاً - على الإرساليات للقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية للدعم المادي لإعداد مشاريع تخرجهم ، والجامعة تبرر ذلك بأن مشاريع التخرج تحولت من مادة تطبيقية إلى وسيلة لكسب المال والمتاجرة بتلك المشاريع، " شباب الجمهورية" التقت بعدد من الخريجين من كلية الإعلام ، وبأكاديميين وناقشت معهم هذا الموضوع المنشآت الفندقية بلال عبدالحميد الصبري - خريج علاقات عامة وإعلان ، تحدث عن مشاريع التخرج والعوائق التي واجهوها في إعداد مشروع تخرجهم بقوله : " كان مشروع تخرجنا حول المنشآت الفندقية بعنوان " دور المنشآت الفندقية في التنمية السياحية في اليمن " وقمنا بإعداد دليل عن الفنادق الخمسة النجوم في اليمن باللغتين العربية والانجليزية ، وهو أول دليل متخصص بهذا المجال . صعوبات جمة وأضاف الصبري : بدأنا في إعداد المشروع منذ بداية العام الدراسي ، وخلال إعدادنا لهذا المشروع واجهتنا صعوبات جمة ، سواء من الجامعة ، أو من الكلية ، أو من المؤسسات الحكومية ، وأيضاً من وزارة السياحة ، والفنادق أنفسها ، ورفضوا إعطاءنا دعم مادي بالمرة ، كما أقمنا ندوة حول هذا الموضوع من حسابنا الخاص ، وللأسف الكلية لم تتعاون معنا بأي شي ، وهذا كان مؤسف جداً شركات التامين محمد حمود الشدادي - خريج علاقات عامة وإعلان ، أيضاً تحدث من جهته بقوله : كان مشروع تخرجنا حول شركات التأمين وأسباب غياب الوعي التأميني لشركات التامين في اليمن ، وكان لدينا حلم بان نعد دليلاً لشركات التامين في اليمن والتي عددها ثلاثة عشر شركة تقريباً، إلا أن الدعم المادي حال دون ذلك ولم نلقى أي دعم من أي جهة . مجهود ذاتي وأضاف الشدادي : إقامتنا لتلك الندوة كان بمجهود ذاتي ، ومشاركة الشركة الإسلامية للتأمين ، ونشكر الدكاترة لتعاونهم معنا في الكلية ، رغم أن الكلية في هذا العام منعت الرسائل الخارجية من اجل الدعم ، فكانت إشكالية كبيرة بالنسبة لنا في إيجاد الدعم للمشروع . قدسية الوحدة مصطفى على ناصر سنان - خريج أيضاً ، تحدث هو الآخر بقوله: كان مشروع تخرجنا هو قدسية الوحدة اليمنية " والمشروع ناتج من خلال الأحداث التي حصلت في صعدة وبعض المناطق الجنوبية ، فكانت تلك المبادرة الشبابية الطلابية لعقد هذه الندوة حول الوحدة اليمنية ، وتعميق الوحدة بين أوساط الشباب الجامعي . ميزانية للمشاريع وأضاف سنان : كما أصدرنا كتيباً يتحدث عن الوحدة اليمنية بشكل مختصر ، ويذكر أهم المنجزات التي رافقت الوحدة المباركة ، وواجهتنا صعوبات كثيرة أهمها عدم حصولنا على معلومات كافية من اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام حول الوحدة ، وتأخرنا كثيراً حتى حصلنا على تلك المعلومات ، والدعم المادي أربكنا كثيراً ، واعتقد الكل واجه هذه الإشكالية ، وارى أن تكون هناك ميزانية محددة لمشاريع التخرج ، بشكل معقول ، وإلا يدعوا لنا الأمر لإخراج تكاليف مشاريعنا . الشيخ الأحمر أما هشام سرحان - خريج إذاعة وتلفزيون فقد تحدث قائلاً:" مشروع تخرجنا كان حول الحياة البرلمانية لحياة الشيخ - عبد الله بن حسين الأحمر ، والذي اثرى الحياة البرلمانية بالكثير والكثير ، وكنا نريد أن يكون مشروعنا راقي إلى درجة كبيرة لكن يضل العائق المادي يحول دون تحقيق ذلك ، خصوصاً أن مشاريع الإذاعة والتلفزيون مكلفة كثيراً وتحتاج إلى مبالغ مهولة . دور جامعي محبط وأضاف سرحان : عدم تعاون الجامعة معنا كان محبطاً للغاية ، حيث طلبنا من الجامعة أن تعطينا إرساليات لمقابلة أعضاء مهمين في مجلس النواب كونهم مستهدفون في فلمنا الوثائقي ، لكن رد الجامعة كان مخزي ، ورفضوا إعطائنا تلك الإرساليات ، ولا ندري ما الأسباب وراء ذلك " الدراما اليمنية خالد شرف اليوسفي - خريج إذاعة وتلفزيون، تحدث من جهته قائلاً :" مشروع تخرجنا حول الدراما اليمنية بعنوان " الدراما اليمنية إلى أين " وتطرقنا إلى هذا الموضوع لبحث أسباب ضياع الدراما اليمنية، وضياع الممثلين في اليمن ، وكنا نأمل أن يظهر المشروع بشكل أفضل ، لكن شحه الإمكانيات لنا كطلاب لم تظهره بالشكل المطلوب، وفرص التطبيق في الكلية كانت ضعيفة ، بل وغير موجودة بالأصل ، وإذا حصل مني خطأ نحو الدكاترة في كلية الإعلام فاني اعتذر منهم واحد واحد "... الكلية لم تعطنا شيئاً وأضاف اليوسفي : الكلية حاربتنا في كل شي ، من ناحية الإرساليات للحصول على الدعم المادي ، وخلافه ، ولم تتعاون معنا بشتى الطرق ، ولم تنتج لنا أي شي ، لكن الدكاترة أنا احترمهم ، وأقدرهم ، كونهم يقوموا بواجبهم على أكمل وجه ". غياب الرؤية الدكتور علي البريهي - أستاذ الاتصال بكلية الإعلام ، جامعة صنعاء تحدث من جانب أكاديمي بقوله : هناك إشكالية فعلاً ، وغياب الرؤية الإستراتيجية لمشاريع التخرج من قبل الكلية ، وهذه النقطة لا خلاف عليها ، وبالتالي تعارض الرؤية بين الكلية ورئاسة الجامعة ، وبالذات عمادة شؤون الطلاب ، والكليات تتلقى أحيانا تعليمات بعدم وضع صياغة كتب في مهمة الطالب ، والطالب حينها يقع في حيرة حقيقية " . مادة مقرة وعن مشاريع التخرج أضاف البريهي : هذه المادة الموجودة هي مادة مقره يتخرج الطالب إذا نجح فيها ، يعني أنها مادة" ملزمة " الغرض منها هو قياس حصيلة الطالب العلمية على مدى أربع سنوات ، وعلى الطلاب أن يجدوا ويهتموا في هذه المادة لنرى إبداعاتهم ، وان يلتحقوا بحقل العمل . والمفترض أن يكون هناك رؤية حقيقية لإعداد مشاريع التخرج بشكل علمي ، وان تهيأ كل الظروف والإمكانات للطالب ، لا أن يتحمل الطالب الركض وراء المادة لإعداد مشاريع تخرجهم ، وتقر بطريقة علمية ، لأن هناك مشاريع تخرج لم تقر ، وهناك نوع من المزاجية في اختيار بعض المواضيع . وسيلة ارتزاق وعن بعض ممارسات الطلاب لمشاريع التخرج وكيف يتخذوا منها وسيلة ارتزاق أضاف :الطلاب يتعاملوا مع مشاريع التخرج على أنها وسيلة ارتزاق ، وهذه المسالة غير صحيحة مطلقاً ، وبكل الأحوال الجامعة هي من أوصلت الطالب إلى هذه المرحلة ، لأنها لم تعطي أي اعتبار لمشاريع التخرج ، ولم تثبتها ضمن ميزانيتها ، وعندها يجد الطالب نفسه أمام امتحان وتقييم لهذا المشروع، و المسالة يجب أن تخضع لتقييم داخل إطار الجامعة ، وإذا أردنا أن نحصل على مشاريع تخرج بعيدة عن الشبهات على الجامعة أن تدعم الطالب الجامعي لإنجاز مشروع تخرجه ، والمفروض أن يكون لمشاريع التخرج مكتبة متخصصة بذلك ، وكل دفعة تنضم إلى الجامعة تستفيد من مشاريع التخرج للدفع السابقة ، والغرض منها أن نخلق تجربة عملية . مادة أساسية الدكتور عبدالملك الدناني - رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام ، جامعة صنعاء تحدث من جهته : مشاريع التخرج تعتبر مادة أساسية من ضمن المواد المقررة على الطالب في المستوى الرابع ، وفي كل سنة يقوم الطلاب بإعداد مشاريع تخرج ، وتطبيق الجانب النظري إلى جانب عملي على حيز الواقع ، وهذا هو الهدف من مشاريع التخرج ، وهي مادة كبقية المواد عليها " مائة درجة " ومعرفة مدى استفادة الطالب من الجانب النظري وتطبيقها في الجانب العملي ، ويخصص للطالب في الترم الثاني محاضرة واحدة فقط في الأسبوع وبقية الأسبوع يتفرغ فيها الطالب لجمع المادة التي سيحتويها مشروع تخرجه ، في قسم الصحافة على سبيل المثال تم تقسيم الطلاب إلى أربع مجموعات بحكم أن العدد قليل " 16 طالباً فقط " وتقسم كل مجموعة إلى أربعه طلاب . الدعم المادي وعن الإشكاليات التي يواجهها الطالب الجامعي لإعداد مشروع تخرجه أضاف الدناني : الإشكالية التي يعانيها الطلاب هي في الدعم المادي ، وكل سنة تثار هذه المشكلة ، عندما اجتمعنا بالأخ نائب رئيس الجامعة تحدث إلينا وقال أن مشاريع التخرج هي جهد للطالب يحسب له ، وليس شرطاً أن يكون بتلك الفخامة والبهرجة ، ولكن يكون على قدر إمكانيات الطلاب ، ورئيس الجامعة أبدى استعداده لوضع ميزانية لمشاريع التخرج ، واخبرنا بأن نضع تصوراً لميزانية لهذه المشاريع في كل قسم في كلية الإعلام ، وعندما أعطيناه الميزانية قال أن الميزانية مهولة وان الجامعة لا تستطيع أن تدعم بهذا الشكل . مشاريع تجارية وعن عواقب الإرساليات التي كانت سائدة في السنوات السابقة أضاف : وكان سابقاً تعطى مذكرات للطلاب للبحث عن مصدر تمويل لمشروعه من خلال الإعلان في مشروعة أو بأي طريقة أخرى ، لكن الذي حصل حسب ما قاله رئيس الجامعة انه واجه مواقف محرجة بالنسبة له ، وفي احد الاجتماعات سأله احدهم حول هل وصل المبلغ الذي أعطيناه للدفعة كذا .. بمبلغ كذا...؟ فكان ذلك محرجاً بالنسبة لرئيس الجامعة ، وكان المبلغ خيالي ، والطلاب نفذوا المشروع بمبلغ بسيط ، وبقية المبلغ تاجروا فيه ، وصاروا تجار من وراء مشروع التخرج ، ومنعت هذه المذكرات بعد ذلك ، حتى لا تستغل بطريقة خاطئة ، وفي هذا العام حصل طلاب من إحدى الأقسام في الكلية من خلال تقديمهم لطلب شخصي لرئيس الجمهورية على مبلغ " مليون وسبعمائة ألف ريال " وهو مبلغ مهول ،وقاموا بإخراج مشروع بسيط لا يرقى أن يكون مشروع تخرج ، وباقي المبلغ يقال أنهم نظموا فيه حفل التخرج ، بينما زملائهم حتى الآن لم يستطيعوا أن ينجزوا مشاريع تخرجهم حتى الآن ، فلو أن المبلغ الذي حصلوا عليه من فخامة الرئيس تقاسموه مع زملائهم في بقية الأقسام ، ألا يكون ذلك انفع لهم ولزملائهم؟ ،وتقدم مشاريع لا ترقى لأن تكون مشاريع تخرج بسبب عدم وجود المادة ، وتضل مشكلة الطلاب في عدم الاستفادة من المشاريع للسنوات السابقة والتي هي موجودة في قسم من أقسام الكلية.