لا شك أن كل إنسان يبحث عن السعادة والسكينة والراحة النفسية، فيعتقد انه سوف يحصل عليها في شيء معين، فيسعى جاهدا من من اجل الحصول على ذلك الشيء الذي يعتقد انه سوف يكون سبب سعادته، ليكتشف انه لم يحصل الا على سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء. الحياة الدنيا وزينتها لا يمكن أن تحقق للانسان السعادة، ولا الراحة النفسية، فالإنسان خلق فى كبد . لكن الإنسان يستطيع الحصول على الاطمئنان النفسي و السعادة الحقيقية عندما يكابد كل مشاكله ويعيش من اجل الغاية التي من اجلها خلق ووجد على هذه الدنيا . فعندما يعلن الإنسان إعلانا مطلقا انه عبد لله تعالى، ويتحرر من كل العبوديات الأخرى، يجعل كل حركاته وسكناته عبادة لله تعالى، انطلاقا من قوله تعالى (ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) هناك فقط سوف يشعر الإنسان بالسعادة والسكينة وينعم بالحياة الطيبة.. لأنه في هذه الحالة يكون قد تحرر من كل المنغصات الدنيوية التي تجره إلى الأرض ، وانطلق بأحاسيسه ومشاعره الوجدانية وأحلامه إلى السماء , طمعاً بما عندالله من نعيم دائم وحياة باقية . هنا تكون السعادة الحقيقية أن يعيش في رحاب الله تعالى . بينما هناك للاسف الشديد من يفهم هذة المفاهيم بشكل خاطئ ويعتقد ان التدين هو أن يترك الإنسان العمل والسعي ويتفرغ للصلاة والصيام , وهذا مفهوم غير صحيح، لأن الحياة كلها محراب عبادة ، والعمل أحد تلك المحاريب ، هذا ما كان عليه أولئك الرجال من سلفنا الذين حكموا العالم وسادوا الدينا وكانوا مثلا لإبداع التفوق لأنهم فهموا معنى العبادة الحقة وجعلوا حياتهم عبادة ، فسعيهم فى طلب الزرق عبادة ، و تربيتهم لأولادهم عبادة ، حتى فى جلوسهم لبعضهم البعض كان عبادة ، فالعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه ، فإذا عرف الإنسان حقيقة العبودية لله ،عرف حقيقة السعادة .