ما بين التمني وما درج على تسميته بالتخوف، أعرب مواطنون أوروبيون عن رغبتهم الكبيرة في زيارة اليمن والاطلاع عن كثب على عاداته وتقاليده وما يقدمه ضمن منتجه السياحي من إشكال متنوعة وفريدة تلبي جميع الرغبات” على حد وصفهم.. في حين أشار البعض الآخر إلى أنه قد يفكر في زيارة اليمن والتعرف على تاريخه وحضارته المكتوبة في الكتب السماوية والدينية وكتب التاريخ في وقت لاحق. بيد أن المواطنين الاوروبيين ممن استطلعت وكالة الإنباء اليمنية (سبأ) آراءهم في سياق هذا التقرير تباينت وتضاربت آراؤهم بشأن فكرة السفر إلى اليمن وقضاء الإجازة السنوية فيه بين قطاع كبير مؤيد للفكرة منهم من سبق وأن زار اليمن ومن اعتبرها أمراً مهماً للتعرف على جزء مهم من ثقافة وعادات وتقاليد مجتمع مهم من مجتمعات العالم، وبين من رأى فيها مغامرة غير محسوبة النتائج طالبوا “ بضرورة فرض عقوبات رادعة على الإجراميين من اجل عدم الإقدام على جرائمهم مرة أخرى باعتبارها جرائم تهدد أمن وسلامة مجتمع بأسرة من جميع النواحي الاقتصادية والثقافية والأمنية”. يقول المواطن البريطاني جاك جلري:”أنا ارغب فعلاً في زيارة اليمن مع الكثير من الأصدقاء وقد كنا تحدثنا بهذا الخصوص وأتمنى فعلاً ذلك، لكن منع وزارة الخارجية البريطانية زيارة اليمن يحول دون ذلك .. ووفق مرسيليا جيرلاخ الالمانية الجنسية:”فإن اليمن بلد جميل ورائع لكن يحتاج إلى المزيد من الجهد من اجل إصلاح المنظومة الامنية والدبلوماسية، مشيرة إلى أن بلدان كثيرة في العالم من بينها بلدها الام لديها اقسام خاصة في الدبولوماسيات الالمانية الخارجية تعنى بدرجة رئيسية بعملية الترويج للبلد وسياحته رغم أنها بلد معروف على المستوى الدولي”. ومن واقع معرفة فرجينيا بول (صحفية ايطالية) باليمن من خلال زيارتها المتكررة والتي آخرها عام 2000م فإن اليمن في تصورها بلد ممتع ومتعدد المنتج السياحي ثقافيا وطبيعيا وحتى إنسانيا ويحتل مكانه مهمة على الخارطة السياحية الدولية، لكن الأهم من كل ذلك هو أن ما يتفرد به هذا البلد من منتج سياحي على مستوى المنطقة تطورت وازدهرت عبر آلاف السنين وأفرزت منتجاً سياحياً مغايراً لبلدان الصحراء يحتاج إلى بنية تحتية قويه من فنادق ومطاعم وغيره ليتمكن من استيعاب اكبر قدر من السياح. تقول فرجينيا :” في اليمن هناك الكثير من المدن والقرى والجزر السياحية المهمة منها جزيرة سقطرى على سبيل المثال لا الحصر وهي جوهرة حقيقية، ولو تم استثمارها بشكل أفضل لكانت واحده من أبرز المراكز التي يتم اعتماد المجتمع عليها سياحيا في اليمن، تتمتع الجزيرة بطبيعة خلابة كذلك هو الحال لمحمية برع وعتمه وغيرها من المحميات الطبيعية التي زرتها وما تزال شبه نائية وغائبة عن دائرة الاهتمام المحلي”.فيما تشير رافا ما زينا (50عاما):”أن اليمن وجهة سياحية مهمة وأن أحداً لا يستطيع أن ينكر ذلك وأن السياحة اليمنية قد تطورت على المدى الطويل وأن الوحدة اليمنية كان لها دور كبير في تطوير السياحة اليمنية نظراً لاعتماد الحكومة اليمنية على سياسة الانفتاح .. مؤكدة أن ما ينقص اليمن هو زيادة التحريات الأمنية وتفعيل عمل الأجهزة الخاصة بالأمن فضلاً عن تكثيف جهود الترويج لليمن” . وقالت رأفا النمساوية الأصل والباحثة في الشؤون الإنسانية والتي أكدت حرصها على زيارة اليمن وضرورة ادراج ذلك في برنامجها عما قريب :”حسب اطلاعي عن هذا البلد اعتقد أنه يظلم كثيراً في الحملات الإعلامية لكن في المقابل أظن أنه لا يوجد أي دور دبلوماسي لمعالجة مشكلاته كذلك الإعلام السياحي في اليمن ما يزال غير قادر على تحمل مسئولياته تجاه السياحة وقضاياها المستقبلية لهذا هو بحاجة في تصوري إلى جيش من الصحفيين “. أما ليونا الطبيبة البريطانية الجنسية اليمنية الأصل، فإن ما يهمها هو زيارة اليمن للتعرف عن قرب إن كان لها أهل أم لا. كما تبقى متعة التصوير للمناظر الساحرة التي تعرفت عليها من خلال البروشرات والصور التعريفية باليمن واحدة من ابرز ما يحفزها على زيارة اليمن مستقبلاً. وبدا أن الشاب جرجس نيبال اليوناني الجنسية من واقع إصراره على ربط علاقات مع عدد من اعضاء الوفد ممن تبادل معهم الكروت التعريفية والهدايا، فإنه عازم على السفر إلى اليمن خلال الموسم القادم”. مشيراً إلى أنه سيبدأ التحضير لذلك من الآن”. وقال جرجس الذي بدأ مندهشاً إلى حد كبير من مشاهدته للصور الموجودة في خيمة العرض عن اليمن:” مهما تكن الظروف لا بد أن ازور اليمن، واتصل بكم ونزور معاً هذه القرى التي اتمنى أن اراها هل هي حقيقية فعلا”. ومثل جرجس بدت فكتوريا ريماكس الفرنسية الأصل (40 عاماً)أكثر إعجابا باليمن وبطيبة اليمنيين، الطيبة التي اتضحت لها من واقع ما حظيت به من ترحيب من قبل اعضاء الوفد اليمني المشارك في الحملة الترويجية لليمن ما جعلها ترابط لليوم الثاني على التوالي في الخيمة المقامة أمام السنترال الرئيسي لمحطة القطار بفرانكفورت، والتي تشهد لليوم الثاني على التوالي تقاطر آلاف الزوار وإقامة العديد من الفعاليات الفنية والسياحية والتعريفية والتسويقية التي جذبت المسافرين عبر المحطة واثارت انتباههم حول منتج سياحي متعدد اثبت أن مكانته على الخارطة السياحية الدولية وسمعته كالذهب لا تتغير مهما حدث. من جهه أخرى قال السفير الألماني السابق في اليمن فرانك مان أن من المهم أن يبقى اليمن موجوداً عبر الحملات الترويجية التسويقية لمنتجه السياحي حتى لو لم تساعد الظروف في الوقت الحاضر بخدمة السياحة، بسبب المشاكل التي تواجهها السياحة في العالم بشكل عام واليمن بشكل خاص، معتبرا أن حضور اليمن سيثمر في المستقبل ولا بد من تكثيف هذه الحملات بشكل أوسع. على حد وصفه وأضاف السفير في تصريح لوكالة الإنباء اليمنية (سبأ) على هامش الأيام السياحية اليمنية المقامة في فرانكفورت :” أن الشيء المهم الذي سيساعد اليمن وسياحته على الاستمرار أن يكون اليمن يمن آمن ومستقر وأن لا يحصل ما حصل في السابق مرة أخرى”. وتابع المسئول الألماني :”من واقع خبرتي باليمن أعتقد أنه لن يستطيع أن يستقبل الأعداد الكبيرة من السياح بسبب الإمكانيات المتواضعة لديه، لكن رغم أن سياحته سياحة مميزة فإنه بالأعداد القليلة من الممكن أن يتطور اليمن في المستقبل”. واستطرد :”إذا كان اليمن يفكر في جلب أعداد كبيرة من السياح كما هو الحال في بعض البلدان التي يفوق عدد الوافدين إليها من السياح المليون، فإنه لا بد من التفكير في توسيع قاعدة البنية التحتية وتطوير الإمكانيات الفندقية الموجودة الأخرى المرتبطة بالسياحة والارتقاء بخدماتها المختلفة”.