لن يكون أهلي الحالمة آخر الضحايا للفرق التي ستواجه رهيب البيضاء على ملعب ترابي يسمى ملعب الحديقة.. ولا نصيب لهذا الاسم دلالة ولا واقعاً.. فالفرق التي ستجمعها الأسابيع المقبلة مع الشباب البيضاوي ليس أمامها سوى خيارين وكلاهما شاقان.. إما اللعب بحذر وتوجس حرصاً على لاعبيها من الإصابة بكدمات وجروح واستنشاق غبار أرضية الملعب الذي تتشكل فيه زوابع ترابية كلما ركض فيه اللاعبون أو سددوا الكرات.. وهذا الخيار ستكون توابعه العودة بأشباه لاعبين وإسعافهم إلى أقرب مستشفى لفحصهم وإعادة تأهيلهم صحياً والتأكد من تعافيهم التام مما لحق بهم من خدوش وجروح ورضوض.. والخيار الثاني أمام أندية النخبة أن تخوض مباراتها على ملعب البيضاء بذات الطريقة أو الأسلوب الذي يخوض فيه لاعبوها على الملاعب العشبية التي اعتادوا عليها، واستعدوا في تمارينهم عليها.. وإذا عملوا أثناء المباريات على القيام باختراقات الدفاعات لفريق الرهيب الذي يمارس لاعبوه تدريباتهم على أرضية الملعب الترابي الوعر المشبع بحبيبات النيس والغبار.. فإن اتقان إرسال الكرات والتسديدات والتمريرات سينقصها التقدير الصحيح، كما أن أية احتكاكات أو التحامات سيحول ذلك الأداء الكروي بين لاعبي الفريق إلى حلبة مصارعة، ومعروف أن اللعب على أرضية ترابية مجازفة قد ينتج عنها مخاشنة، كما أن أي فريق يريد تشكيل هجوم منظم لايستطيع إكماله، ولن يخرج من ورطة التعادل أو الهزيمة المفاجئة وغير المرغوبة أو الواردة إذا تمت المقارنة مثلاً بين صاحب الأرض البيضاوي وأندية كأهلي صنعاء والهلال والصقر والتلال ممن يمتلكون عناصر الاقتدار، ولاعبين محترفين أجانب يجيدون تقديم الأفضل على الملاعب العشبية.. ويأتي طلب العميد التلالي بنقل مباراته من ملعب الحبيشي بعدن إلى ملعب 22 مايو بإب ضمن التوجه للإدارة وللجهاز الفني بقيادة المدرب العراقي أكرم سلمان، التي تدرك أهمية الجاهزية لأرضية ملعب الحبيشي الذي لايزال يخضع للصيانة وإنماء عشبه الطبيعي أو تغطية أرضه بالعشب الاصطناعي، وحرصاً من إدارة التلال والجهاز الفني على خوض فريق عميد عدن مبارياته على ملعب رياضي لا يعرض اللاعبين للإصابات، حتى وإن كان ذلك سيحرم الفريق من الاستغلال الشرعي للأرض والجمهور.. لكن المنتظر أن تتحرك لجنة المسابقات باتجاه تأجيل مباريات شباب البيضاء في دور الذهاب وتحل ما ينتج عن ذلك من التزامات ومصروفات تنقلات لرهيب البيضاء والتدخل لدى الجهات المختصة في وزارة الشباب للعمل على تحسين الشروط والمعايير المطلوبة في أرضية ملعب الحديقة بالبيضاء لتتوافر عوامل النجاح لإقامة مباريات دوري الدرجة الأولى عليها ولضمان سلامة اللأعبين بدلاً عن هذه السلبية المشبوهة، والتي تفتح الباب للتأويلات والتخريجات بأن هناك تواطئاً من بعض مسئولي اتحاد القدم بغض الطرف والسكوت عن تناول أو مناقشة موضوع الملاعب الترابية التي ما عادت تمارس عليها الرياضة إلا في أدغال افريقيا والهنود الحمر في القارة الأمريكية. فهل من شروط الاحتراف اللعب في«جربة نيس»؟! وكيف يمكننا الإقرار بأندية النخبة، وبطولة المحترفين واتحاد القدم يبعث تعميماته التي تتضمن شروطاً ملزمة على الأندية توفيرها وتنفيذها بنداً بنداً.. وينسى المسئولون الاتحاديون أن من أهم الشروط لنجاح تسيير البطولات والمسابقات الكروية توافر ملاعب معشبة وآمنة تقي اللاعبين من الإصابات أو الاعتداء عليهم من الجماهير التي يستضيف فريقها الفرق الأخرى.. فأين تكافؤ الفرص وأين حقوق الأندية التي تلعب على أرضية ترابية مليئة بالحصى وحكام مبارياتها تحت ضغط الجماهير التي لا يفصلها عن اللاعبين والحكام سوى خطوط الجص التي تطمسها الرياح وأقدام اللاعبين بمجرد المشي عليها.. فهل هذا الملعب يستحق أن تدار عليه منافسات تدخل ضمن بطولة تحمل اسم دوري المحترفين أو أندية النخبة..؟! هذا بالنسبة للكبار فما بالكم ببطولة الناشئين ذهاباً وبطولة الشباب إياباً.. كم هو المردود المرتجى من اقامة مباريات على أرضية ترابية تقود اللاعبين إلى المستشفيات في أقسام الجراحة والعمليات.. وإذا كانت توجهات اتحاد القدم بشأن دوري الدرجتين الأولى والثالثة تتضمن إيجاد تجمعات للأندية المنضوية في تصفيات هاتين البطولتين المؤهلتين لدوري النخبة في ملاعب معشبة حرصاً من اتحاد القدم على عدم اقامة منافسات الدرجتين الثانية والثالثة في الملاعب المعشبة.. فلماذا إذاً يرفض طلب أندية النخبة بنقل مباريات الفرق التي لديها ملاعب ذات أرضيات صلبة ترابية، أو ترابية غبارية، أو لا تزال تحت الصيانة والتحسينات؟! لماذا تصر لجنة المسابقات باتحاد القدم على اقامة معارك بينه وبين الأندية التي أوضحت أن الملاعب الترابية ينبغي تحييدها عن مباريات أندية النخبة أو بطولة المحترفين على وجه خاص لإنجاح تسيير المسابقات.. أما الإصرار من بعض مسئولي اتحاد القدم على إرغام أندية الأولى للعب في الملاعب المتنافية مع شروط السلامة ومعايير الاتحاد الآسيوي والدولي بشأن الملاعب التي تجرى عليها المباريات الرسمية للمحترفين، فإن ذلك يجعل اتحاد القدم يناقض تعميماته السابقة التي أقر فيها لوائح الاتحادين الآسيوي والدولي ورماها في ملعب أندية الدرجة الأولى ثم إذا به يخترق تعميماته ويحرق اللوائح للاتحاد الآسيوي.. فهل سننتظر تصويباً لهذه الخطوة الخاطئة والموقف المتناقض؟! ربما.