سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجوَّر : ينبغي أن تظل تضحيات المناضلين حاضرة في ذاكرة الأجيال حتى لاتقودهم الثقافات المقيتة إلى الانسلاخ من الهوية الوطنية في ختام ندوة إحياء الذكرى المئوية للمفكر «النعمان»
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجوَّر أن شخصية المناضل احمد محمد نعمان كان لها دورها المؤثر في صياغة واقع الثورة اليمنية، والدفاع عنها والانتصار لقيمها واهدافها، الوطنية والانسانية والاخلاقية النبيلة. وقال لدى اختتامه ندوة إحياء الذكرى المئوية لميلاد الأستاذ والمفكر أحمد محمد نعمان: إنه لمن دواعي السرور ان أتحدث اليوم امام هذا الحشد الطيب من الاكاديميين والباحثين والشخصيات الاجتماعية والاخوة الاعزاء من أسرة الفقيد الاستاذ المفكر المناضل احمد محمد نعمان.. عن شخصية وطنية بحجم الاستاذ النعمان.. متقدة بكل معاني النضال والوفاء والبذل والعطاء.. شخصية حملت مشاعل النور.. وراية التحرر والانعتاق من حكم إمامي كهنوتي متسلط واستعماري بغيض". وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن تسليط الاضواء على مسيرة النضال والكفاح التي خاضها المناضل النعمان وغيره من مناضلي الرعيل الاول للثورة اليمنية على امتداد الوطن اليمني وما قدموه من تضحيات جليلة تبعث فينا كل مشاعر الاجلال والتقدير لمسيرتهم النضالية الواحدة المليئة بالعبر والدروس الوطنية. وقال:" ينبغي أن تكون تلك التضحيات حاضرة في ذاكرة الاجيال ولاسيما جيل اليوم الذي يحاول البعض من ضعفاء النفوس والمأزومين استغلال جهله بمسيرة النضال الوطني والاهداف الوطنية التي سعوا الى تحقيقها من خلال تضحياتهم وذلك بالتشويش عليه ومحاولة سلخه من هويته الوطنية وجذبه الى الثقافات الفرعية المقيتة التي في سبيل التخلص منها قدم شعبنا خيرة رجاله وابنائه". وأشاد الدكتور مجور بجهود جامعة عدن ومؤسسة حضرموت للتنمية البشرية في عقد هذه الندوة حول تاريخ وفكر الاستاذ المناضل الكبير النعمان لتؤكد على اهمية الاستمرار في تناول الشخصيات الوطنية التي كان لها الدور المؤثر في مسيرة النضال الوطني والتحرر من الحكم الامامي والاستعماري البغيض وما تلاها من أحداث. ونوه بأهمية مراعاة التجرد والشفافية في طرح مجمل الحقائق المتعلقة بها وكذا ابراز البعد الوطني الذي صبغ مراحل النضال الوطني وجسد على نحوٍ جلي واحدية الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر واكتوبر التي نعيش اليوم في رحاب أهم اهدافها العظيمة، الوحدة اليمنية المباركة. ولفت رئيس مجلس الوزراء ان هذه الوحدة جاءت لتتوج النضال الوطني وما سعى اليه الرواد المناضلون ومن جاءوا من بعدهم ممن كرسوا جلَّ اهتمامهم وحياتهم في سبيل تحقيق هذا الاستحقاق الوطني الكبير الذي ينعم شعبنا اليمني اليوم بخيره ومكتسباته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ونقل الأخ رئيس الوزراء تحيات فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية الى جميع الحاضرين وتقدير فخامته للجهود المبذولة لتنظيم هذه الندوة التي تأتي للاحتفاء بأحد الرموز الوطنية البارزة في تاريخ اليمن المعاصر والذي يأتي منسجماً مع اهتمامات فخامته بتوثيق تاريخ وتراث الشخصيات والرموز الوطنية.. التي قدمت النموذج الوطني المشرف للاجيال". وأعرب عن في ختام كلمته عن تمنياته لأعمال الندوة الخروج بتوصيات بناءة تساهم في ابراز خصوصية فكر وتراث المناضل النعمان ودوره النضالي والذي دون شك يشكل ذخيرة فكرية ودروساً وطنية للجيل الحالي والاجيال القادمة. كلمة رئيس جامعة عدن من جهته اعرب الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، رئيس جامعة عدن عن شكره وتقديره للقيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية لرعايته ندوة إحياء الذكرى المئوية لميلاد الأستاذ المفكر أحمد محمد النعمان، وتوجيهاته المستمرة للحكومة والجامعات اليمنية للاهتمام بتسليط الضوء على رموز ومفكري الثورة اليمنية والوطن بشكل عام بكل حرية وشفافية. وأشار الى أن النعمان يعد من الرموز الوطنية الكبيرة التي أثرت الحياة النضالية في اليمن، وكان من أبرز من أيقظ الفكر التنويري للثورة اليمنية والوحدة التي تحققت في ال 22 من مايو 1990م.. مؤكداً أن الوحدة هي الشجرة الوارفة التي نستظل جميعا تحت ظلها الحاني. وقال الدكتور بن حبتور: في ظل أجواء الديمقراطية وحرية الفكر عقدت ندوة الأستاذ النعمان في رحاب جامعة عدن، ولم يحدث أي تدخل في صياغة الأبحاث أو الآراء الواردة فيها رغم بروز بعض الاختلافات في الآراء والملاحظات التي رافقت أعمال الندوة وهذا أمر طبيعي في ظل هذه الأجواء المنفتحة، كما ان جميع الباحثين اتفقوا على أن النعمان هو أحد أهم المفكرين البارزين في هذا الوطن الوحدوي وطن الثاني والعشرين من مايو. كلمة أسرة الفقيد كما ألقت الأخت فوزية نعمان كلمة عن أسرة الفقيد أعربت فيها عن شكرها لكل من ساهم في إنجاح فعاليات الندوة وساهم بالأبحاث والدراسات التي تناولت شخصية النعمان من مختلف الجوانب. كما اعربت عن امتنانها وتقديرها لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية لما قدمه لأسرة النعمان ورعايته المتواصلة لهم.وقالت: إن أسرة النعمان مع فخامة الرئيس قلباً وقالباً وسيواصلون السير معه لرفعة الوطن وترسيخ استقراره ومواجهة أي محاولات تهدف المساس بأمن الوطن واستقراره". واعتبر المشاركون في ختام الندوة توجيهات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية بضرورة الاهتمام وتسليط الضوء على رموز ومفكري الثورة اليمنية ورواد التنوير والنهضة والمناضلين وقادة التغيير، إشراقة لإبراز السيرة النضالية لشعبنا اليمني التي أثمرت بفضل الله ثم بنضال أبناء شعبنا انتصارات الثورة اليمنية وتحقيق أهدافها المكللة بإعادة تحقيق وحدة الوطن التي كان لفخامة الرئيس الدور الرائد والأساسي في تحقيقها وتحويل أحلام الثورة إلى واقع ملموس. وقالوا في رسالة رفعوها لفخامة الاخ الرئيس: إن ماتحقق لشعبنا اليمني من انجازات عظيمة في ظل قيادتكم الحكيمة وفي مقدمتها تحقيق الوحدة المباركة وإشاعة أجواء الديمقراطية وسيادة الدستور والقانون والسير باتجاه التنمية الشاملة، كل ذلك يصب في خانة الانجازات التاريخية لشعبنا اليمني واستقرار المسيرة النضالية لقيادات الثورة اليمنية والوحدة والتنوير والنهضة اليمنية". وأكدت الرسالة "أن الشعب يبارك خطى فخامة الرئيس ويشد من أزره ويصطف إلى جواره في كل عمل يقوم به في تعزيز مسيرة الشعب النضالية، والحفاظ على أهداف الثورة اليمنية ضد قوى الرجعية والطائفية والتشظي. بيان ختامي الى ذلك دعا المشاركون في الندوة في بيانها الختامي إلى إدراج السير والمآثر النضالية المشرفة لشخصية النعمان ورواد الحركة الوطنية اليمنية في المناهج الدراسية المدرسية والجامعية، وأن تنال هذه القامة الفارعة والشخصية الأبية حظها من القراءة والدرس الأكاديمي النجيب. وأوصى المشاركون بتسمية كلية بلقيس بمدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن التي أسسها النعمان عام 1961م ، باسم الأستاذ أحمد محمد نعمان تخليداً لذكراه وعرفاناً لجهوده الحميدة في إنشاء هذا الصرح التعليمي، على أن يمتد التكريم المعنوي إلى تأسيس جامعة تحمل اسم المناضل والمفكر والتربوي اللامع الأستاذ أحمد محمد نعمان. كما دعوا الى طباعة الأعمال الكاملة للأستاذ النعمان لما تحمله من فائدة علمية وثقافية وتنويرية تساعد على نهضة العقل، ومواصلة البحث والتوثيق لأعماله وتراثه الثري التي مازالت بعض فصولها منطمسة في فضاء الإهمال والتغافل، وكذا إطلاق اسم الأستاذ النعمان على قاعات ومكتبات كبرى في جامعة عدن والجامعات اليمنية الأخرى. وقال المشاركون في بيانهم الختامي: إن ارتباط النعمان هذا العلم التنويري بوشائج حميمة بمدينة عدن الجميلة، التي كانت حاضنة لحركة الأحرار اليمنيين، والتي عاش النعمان فيها مناضلاً وصحفياً ومفكراً ومربياً، لذا نوصي بتسمية الحارات والشوارع والعمارات التي قطن فيها باسمه وخاصة في كريتر والتواهي والشيخ عثمان، وإطلاق موقع إلكتروني باسم الأستاذ النعمان للتعريف بحياته وانتاجاته الفكرية ليكون عوناً للنابهين والباحثين ومحبي العلم والمعرفة. واعتبر المشاركون أن النعمان زرع من خلال كتاباته شتلات المعرفة والتنوير في الريف والمدينة والصحراء وفي الأودية والجبال، ومارس العمل السياسي والتنويري والثقافي والتعليمي وكل الأساليب المتاحة للتحرر من ربقة العبودية، فكان منارة متألقة في مسيرة الحركة الوطنية اليمنية يتبوأ منزلة سامقة في جبين مسيرتنا النضالية وينتقل بخطوات عريضة شديدة الجرأة في قول الحق ومناصرة المظلومين الممهورة حياتهم بالشقاء والمعاناة والمهددة كرامتهم في ظل حكم إمامي مستبد وأنظمة قاهرة تخالف الفطرة وتقيد الإنسان. وأشارت التوصيات الى أن الندوة التي انعقدت برعاية رئيس الوزراء وبجهود مثابرة ومحمودة من قبل جامعة عدن وبدعم سخي من المهندس عبدالله أحمد بقشان، رئيس مجلس أمناء جامعة عدن رئيس مجلس مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية، سلط الاضواء على المسيرة النضالية للنعمان ودوره التنويري.. هذا وقد شهد معرض الصور الذي أقيم على هامش فعاليات ندوة النعمان اقبالا ًكبيراً، واحتوى المعرض على صور نادرة للأستاذ النعمان تعرض لأول مرة وصور تشرح مراحل حياته النضالية والشخصية اضافة الى صور تجمعه مع رفاقه الأحرار والثوار رموز الثورة اليمنية، وكذا نماذج من كتبه ومؤلفاته. وكان المشاركون في الندوة قد استكملوا جلسات اعمالهم صباح أمس حيث تم مناقشة البحوث المقدمة من الدكتور بدر سعيد الأغبري والدكتور علوي عبدالله طاهر والدكتور فيصل الحذيفي والدكتور فؤاد راشد عبده. حضر اختتام الندوة وزير الخدمة المدنية والتأمينات الدكتور/يحيى الشعيبي ومحافظ عدن الدكتور عدنان الجفري وأمين عام المجلس المحلي بالمحافظة عبدالكريم شائف الأمين العام للمحافظة ورئيس الوزراء الأسبق الأستاذ محسن العيني وعدد من المسئولين بالمحافظة وجامعة عدن.