دعا المشاركون في ندوة احياء الذكرى المئوية للمفكر النعمان التي اقيمت في عدن اليوم في بيانها الختامي إلى إدراج السير والمآثر النضالية المشرفة لشخصية النعمان ورواد الحركة الوطنية اليمنية في المناهج الدراسية المدرسية والجامعية، وأن تنال هذه القامة الفارعة والشخصية اللبيبة حظها من القراءة والدرس الأكاديمي النجيب. وأوصى المشاركون بالندوة بتسمية كلية بلقيس بمدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن التي أسسها النعمان عام 1961م ، باسم الأستاذ أحمد محمد نعمان تخليداً لذكراه وعرفاناً لجهوده الحميدة في إنشاء هذا الصرح التعليمي, على أن يمتد التكريم المعنوي إلى تأسيس جامعة تحمل اسم المناضل والمفكر والتربوي اللامع الأستاذ أحمد محمد نعمان. كما دعوا الى طباعة الأعمال الكاملة للأستاذ النعمان لما تحمله من فائدة علمية وثقافية وتنويرية تساعد على نهضة العقل، ومواصلة البحث والتوثيق لأعماله وتراثه الثري التي لا زالت بعض فصولها منطمسة في فضاء الإهمال والتغافل, وكذا إطلاق اسم الأستاذ النعمان على قاعات ومكتبات كبرى في جامعة عدن والجامعات اليمنية الأخرى. وقال المشاركون في بيانهم الختامي " أن ارتباط النعمان هذا العلم التنويري بوشائج حميمة بمدينة عدن الجميلة، التي كانت حاضنة لحركة الأحرار اليمنيين, والتي عاش النعمان فيها مناضلاً وصحفياً ومفكراً ومربياً، لذا نوصي بتسمية الحارات والشوارع والعمارات التي قطن فيها باسمه وخاصة في كريتر والتواهي والشيخ عثمان, وإطلاق موقع إلكتروني باسم الأستاذ النعمان للتعريف بحياته وانتاجاته الفكرية ليكون عوناً للنابهين والباحثين ومحبي العلم والمعرفة. واكد المشاركون ان الأستاذ والمفكر أحمد محمد نعمان أحد القيادات النهضوية والتنويرية والتحديثية اليمنية، وقد ترك بصمة نيرة في جبهة الزمن وحمل فأس التغيير لتحطيم الأصنام والأوهام ، ليخرج النور من بطن العتمة الحالكة وتجاوز زمن النظام الإمامي الاستبدادي المتخلف ليضع شعبنا قدمه على عتبة القرن العشرين ولنشر قيم المحبة والعدالة والإنصاف المتقاطعة مع قيم الظلم والعسف ولتشييد جسر المحبة والوئام والمواطنة الواحدة ومعاملة الناس بالقسطاس.. مشيرين الى أن الأستاذ النعمان مثله مثل رفاقه الاحرار دفع ثمن مواقفه الوطنية والإنسانية وتعرض لضروب شتى من القهر والآلام والسجون وتجرع الصعاب والعلقم وسار فوق صفيح ساخن ينشد الحق والفضيلة والحرية للشعب. واعتبر المشاركون أن النعمان زرع من خلال كتاباته شتلات المعرفة والتنوير في الريف والمدينة والصحرى وفي الأودية والجبال، ومارس العمل السياسي والتنويري والثقافي والتعليمي وكل الأساليب المتاحة للتحرر من ربقة العبودية، فكان منارة متألقة في مسيرة الحركة الوطنية اليمنية يتبوأ منزلة سامقة في جبين مسيرتنا النضالية وينتقل بخطوات عريضة شديدة الجرأة في قول الحق ومناصرة المظلومين الممهورة حياتهم بالشقاء والمعاناة والمهددة كرامتهم في ظل حكم إمامي مستبد وأنظمة قاهرة تخالف الفطرة وتقيد الإنسان. واشارت التوصيات الى أن الندوة التي انعقدت برعاية رئيس الوزراء وبجهود مثابرة ومحمودة من قبل جامعة عدن وبدعم سخي من المهندس/عبدالله أحمد بقشان رئيس مجلس أمناء جامعة عدن رئيس مجلس مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية، سلط الاضواء على المسيرة النضالية للنعمان ودوره التنويري. هذا وقد شهد معرض الصور الذي أقيم على هامش فعاليات ندوة النعمان اقبالا كبيرا, وأحتوى المعرض على صور نادرة للأستاذ النعمان تعرض لأول مرة وصور تشرح مراحل حياته النضالية والشخصية اضافة الى صور تجمعه مع رفاقه الأحرار والثوار رموز الثورة اليمنية، وكذا نماذج من كتبه ومؤلفاته. وكان المشاركون في الندوة قد استكملوا جلسات اعمالهم صباح اليوم حيث تم مناقشة البحث المقدم من الدكتور/ بدر سعيد الأغبري بعنوان الجهود التربوية للأستاذ النعمان " والذي تطرق الى حرص النعمان على الدعوة للتعليم, لادراكه ان التعليم هو المنطلق الأساسي لتحرير الأرض والإنسان . فيما تناول بحث الأستاذ المساعد بجامعة عدن الدكتور علوي عبدالله طاهر محطات نضال النعمان حيث أنجز بناء مدرسة تربوية في الشيخ عثمان وإرسال بعثات تعليمية إلى الخارج للدراسة فضلا عن حرصه على اللقاءات الفكرية والعربية ونضالاته في الجبهة السياسية . كما تناولت الورقة المقدمة من الدكتور فيصل الحذيفي التحديث السياسي والإجتماعي في فكر النعمان. في حين تطرق بحث الدكتور فؤاد راشد عبده الى الرؤية الاقتصادية للنعمان من خلال ما تضمنه بيانه الحكومي من افكار لاصلاح النظام المالي من خلال إعادة النظر في وضع الجهاز المركزي للخزانة واستحداث نظام مراجعة حديث وكيفية تنمية الايرادات. وتناول الدكتور فيصل الحديفي أستاذ الفكر السياسي والعلوم السياسية المساعد بجامعة الحديدة مشروع النعمان السياسي للتحديث والذي ارتكز على ثلاثة أسس هي الحكم الشعبي والعدل الاجتماعي والعلم واهمية أن تكون هذه القيم في المجتمع اليمني بديلاً عن الاستبداد والرجعية والاستعمار والجهل.