أثريت ندوة إحياء الذكرى المئوية لميلاد الأستاذ والمفكر أحمد محمد نعمان بعدد من التوصيات التي حملت في فحواها إبراز مآثره النضالية، وتوثيق أعماله الكاملة بطباعتها، لما تحمله من فائدة علمية وثقافية وتنويرية، ومواصلة البحث والتوثيق لأعماله وتراثه الثري التي لا تزال بعض فصولها مطموسة بعوامل الإهمال والتغافل. الندوة التي أقامتها جامعة عدن بالتعاون مع مؤسسة حضرموت للتنمية البشرية خلال الفترة (911) نوفمبر الجاري برعاية رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، دعا بيانها الختامي إلى إدراج السير والمآثر النضالية المشرفة لشخصية النعمان ورواد الحركة الوطنية اليمنية في المناهج الدراسية والجامعية وأن تنال هذه القامة الفارعة، والشخصية اللبيبة حظها من القراءة والدرس الأكاديمي، وأوصى المشاركون في الندوة التي عقدت تحت شعار "تخليداً للذكرى المئوية لميلاد علم من أعلام الفكر والتحديث في اليمن"، بإطلاق اسم الأستاذ النعمان على قاعات ومكتبات كبرى في جامعة عدن والجامعات اليمنية الأخرى، وبتسمية كلية بلقيس في مدينة الشيخ عثمان بمحافظة عدن التي أسسها النعمان عام1961م باسمه، إلى جانب تأسيس جامعة تحمل اسمه أيضاً، هذا بالإضافة إلى تسمية الحارات والشوارع والعمارات التي قطن فيها باسمه وخاصة في كريتر والتواهي والشيخ عثمان، وإطلاق موقع إلكتروني باسمه أيضاً للتعريف بحياته وإنتاجاته الفكرية. المشاركون في الندوة أكدوا أن النعمان زرع من خلال كتاباته شتلات المعرفة والتنوير في الريف والمدينة والصحراء وفي الأودية والجبال ومارس العمل السياسي والتنويري والثقافي والتعليمي وكل الأساليب المتاحة للتحرر من ربقة العبودية، فكان منارة متألقة في مسيرة الحركة الوطنية اليمنية يتبوأ منزلة ساحقة في جبين مسيرتنا النضالية وينتقل بخطوات عريضة شديدة الجرأة في قول الحق ومناصرة المظلومين الممهورة حياتهم بالشقاء والمهددة كرامتهم في ظل حكم إمامي مستبد وأنظمة قاهرة تخالف الفطرة وتقيد الإنسان. قدمت خلال الندوة عدد من البحوث وأوراق العمل التي تناولت جوانب متعددة من حياة الأستاذ النعمان. وعلى هامش فعاليات الندوة أقيم معرض لصور نادرة للأستاذ النعمان تعرض لأول مرة، وأخرى تشرح مراحل حياته النضالية والشخصية، إضافة إلى صور تجمعه مع رفاقه الأحرار والثوار، وكذا نماذج من كتبه ومؤلفاته. الجدير بالذكر أن الأستاذ أحمد محمد نعمان رحمه الله اشترك مع آخرين في ساحات العلم بالقاهرة في تأسيس إطار وطني أطلق عليه (الكتيبة اليمنية الأولى)، وكان على رأس مؤسسيها السيد محمد علي الجفري الذي كتب مسودة نظامها الأساسي والأستاذ محمد محمود الزبيري والأستاذ أحمد عبد الرحمن الجفري والأستاذ سالم الصافي.... وعند عودتهم إلى بلادهم قرر رواد الحركة الوطنية من أبناء الشمال تأسيس حركات وطنية مستقلة، ومثلهم فعل أبناء الجنوب، وذلك من أجل أن يشكل الشطر الآخر ملجأ لأولئك الرواد فيما إذا تم مضايقتهم من قبل حكامهم، وهو ما تم بالفعل.