الثقافة الصحية مطلوبة والجميع ملزم بتلقي واستيعاب المعلومات الكافية عن مرض انفلونزا «H1N1» وتطبيقها في حياتنا اليومية للوقاية من عدوى الإصابة في خضم التعقيد الشديد الذي تفرضه مقتضيات ومتطلبات الحياة من بقائنا على تواصل مستمر ببعضنا البعض نحن البشر. إذ لاحياد عن العلاقات الاجتماعية وتبادل الزيارات وكذلك الانخراط في الزحام والأسواق والشوارع والمدارس والجامعات ودار العلم ووسائل المواصلات والمرافق المختلفة بل وحتى هي المستشفيات والمرافق الصحية المختلفة، فهذا أمر تفرضه الحاجة لكننا في الوقت ذاته مطالبون بأن نكون على قدر كافِ من الوعي وعلى معرفة بالأمراض المهددة لصحتنا والتي تلوذ بهذه الأماكن المكتظة وأبرزها مايعرف اليوم بانفلونزا«H1N1» لنكون بمأمن من الوقوع في شرك الاصابة. مشكلة انفلونزا «H1N1» مرض الانفلونزا«H1N1» سريع العدوى، سريع الانتشار على أوسع نطاق ويصيب الجهازالتنفسي بسهولة وعلى حين غرة ينتقل من إنسان إلى إنسان عبر استنشاق رذاذ العطاس أوالسعال المنبعث من المرضى المصابين أوتلوث الأشياء والأسطح بهذا الرذاذ مع غياب الحرص على غسل اليدين جيداً بالماء والصابون، لكنه بالمقابل سهل العلاج وأقل خطورة بكثير من انفلونزا الطيور«H5N1» إذ أن معدل الوفيات بين المرضى المصابين بالانفلونزا«H1N1» متدنية إلى حدٍ كبير لاتتجاوز نسبة «14%» من مجمل حالات الاصابة بينما الغالبية العظمى من حالات الاصابة بالانفلونزا«H1N1» خفيفة أو متوسطة وتشفى بالمعالجة لدى أخذها الأدوية المضادة للفيروسات بالمنزل، والبعض منها يشفى حتى من دون الحصول على عناية طبية.. ولايعني هذاالاطمئنان وإعتبار أن الأوضاع ستظل مستقرة، ومن ثم عدم الجاهزية لاتخاذ الاجراءات لوقف انتشاره في المجتمع لاسيما وأن فيروس المرض قادر على التحور متى تهيأت له الظروف المناسبة. أعراض شائعة تبدأ أعراض الاصابة بالانفلونزا«H1N1» شبيهة بأعراض الزكام والرشح أو الانفلونزا الموسمية المعتادة، وتشمل: الارتفاع المفاجئ في درجة حرارة الجسم. الرشح والنزول من الأنف. الاجهاد الشديد في العضلات. القيء والإسهال الصداع. السعال. التهاب واحتقان بالحلق. أما فترة حضانته فتمتد من«15» أيام وأحياناً تمتد إلى«7» أيام أو أكثر. الاسم الصحيح البعض للأسف الشديد يتصرف حيال الشيء المجهول وحيال من أصيبوا ببعض الأمراض المعدية، كمرض انفلونزا«H1N1» بسلبية غير مبررة في كثيرمن الأحيان، فلا داعي للوصمة التي أتت من التسمية للمرض سابقاً، حيث عرف سابقاً باسم انفلونزا الخنازير، لكن هذا الاسم غير صحيح بعدما تبين أن فيروس الانفلونزا« H1N1» تجتمع فيه جينات البشر والطيور والخنازير بشكل فريد، ولم يكن معلوماً هذا مسبقاً حتى ثبت وبانت حقيقته. عزل المصابين لايوجد إلى الآن حجر صحي للمشتبه بإصابتهم بإنفلونزا«H1N1» وقد أوصت بذلك منظمة الصحة العالمية.. وعوضاً عن الحجر الصحي، هناك اجراءات علمية مضمونة أثبتت فعاليتها بالفعل نسميها العزل للحالات.. والعزل هذا يتم على مستويين، فإذا كانت حالة الاصابة خفيفة أو متوسطة يتم عزلها بالمنزل مع المعالجة للمرضى حتى التماثل للشفاء.. أما إذا كانت الحالة شديدة فتستدعي عناية طبية من نوع خاص، لذا يتم نقل المريض إلى أحد المستشفيات المعدة والمهيأة لاستقبال هذه الحالات، وقد حُددت واختيرت بمحافظات الجمهورية مستشفيات لهذا الغرض تحسباً لظهور حالات إصابة شديدة بإنفلونزا«H1N1» تحتاج إلى عناية مركزة وأجهزة تنفس اصطناعي. الأدوية المتوفرة الأدوية المتوفرة التي تعطى للمصابين بالانفلونزا«H1N1» هما «تام فلو» و«فلو فلاي» حيث يتم إعطاؤهما للحالات المصابة، وقد ثبتت كفاءتهما في علاج المرض، بدليل أن جميع الحالات التي اكتشفت في اليمن حتى الآن تماثلت للشفاء بعد تلقيها للعلاج. أما إذا تبين أن الحالة شديدة فيتم التنسيق مع المستشفى المحدد والمقر لاستقبال مثل هذه الحالات وإحالة المريض إليه، مع العلم بأن حالات الاصابة بإنفلونزا«H1N1» قابلة للشفاء تماماً خلال خمسة أيام. طرائق الوقاية بالامكان أن نحمي أنفسنا من الفيروس المسبب لانفلونزا«H1N1» من خلال: استخدام المناديل أثناء العطاس أوالسعال، ثم رميها بعد الاستخدام مباشرة في القمامة بعيداً عن متناول الآخرين. غسل اليدين جيداً بالماء والصابون لأن عدم غسل اليدين من العوامل المهمة جداً لانتقال الكثير من الأمراض وأبرزها انفلونزا«H1N1» وأؤكد هنا على أهمية الحرص على غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد مصافحة الآخرين وخصوصاً المصابين بالرشح والزكام. تلافي لمس اليدين للعينين أو الأنف أو الفم دون غسلهما جيداً بالماء والصابون. تلافي العناق، والتقبيل للمصاب أو للمصابين بالرشح أوالزكام. تجنب مخالطة الأشخاص المشتبه فيهم أو المؤكدة إصابتهم بالمرض، عدم الانخراط في الأماكن المزدحمة. التحري عن الإصابة إذا وجدت أعراض الرشح والزكام باللجوء إلى الطبيب، مع البقاء في المنزل دون مغادرته متى تأكدت الاصابة بفيروس الانفلونزا«H1N1» حتى إكمال العلاج والتماثل للشفاء. غسل أو تعقيم الأماكن أو المواضع المكتظة بالناس، كون فيروس انفلونزا «H1N1» بمقدوره البقاء على الأسطح المختلفة لساعات طويلة. أن يحرص المصابون بالرشح والزكام على اتخاذ مسافة فاصلة عن الآخرين لاتقل عن متر واحد.. بهذه الطرائق والوسائل الاحترازية المهمة جداً يحصل الجميع على حماية كاملة من الاصابة بالمرض.. كما يعد استخدام الكمامات لتغطية الأنف والفم وسيلة مناسبة للمصابين وغير المصابين للوقاية من عدوى الانفلونزا.. إلى ذلك نجد أن التغذية الجيدة أيضاً عامل مهم في دعم نظام مناعة الجسم ضد الأمراض وهي جزء لايتجزأ من منظومة الوقاية من الاصابة الفيروسية، ولابد أن يكون اهتمامهم بالأغذية الطبيعية الغنية بالفيتامينات مثل الخضروات والفواكه الطازجة التي تعمل على رفع مناعة الجسم وجاهزيته لمقاومة الاصابة الفيروسية.. كذلك الجو النقي والهواء النظيف مهم للوقاية. أهمية التبليغ عن الإصابات قد يفقد بعض المرضى حياتهم في أسوأ الأحوال جراء تصرف لامسئول يقترفه أهالوهم وأقاربهم خشية التحفظ عليهم أو وضعهم في الحجر الصحي وذلك عندما يتكتمون ولايسارعون إلى ابلاغ الجهة المختصة لدى الاشتباه بوجود حالات الاصابة بمرض معدٍ كالانفلونزا «H1N1».. فظهور أعراض الرشح والزكام أو أعراض الانفلونزا الموسمية على أي شخص كائناً من كان يفرض على من يلاحظوها سرعة التوجه إلى أقرب مرفق صحي أو أحد المستشفيات الرئيسية أو إلى مختبر الصحة المركزي أو الاتصال بغرفة عمليات الانفلونزا بوزارة الصحة العامة والسكان على الأرقام «01/562659 أو01/562658» ليتم التأكد من الاصابة بالمرض بفحص المشتبه بهم ومن ثم إعطاؤهم العلاج اللازم مجاناً إذا ثبتت إصابتهم بالمرض.. مع تمنياتنا للجميع بموفور الصحة. المركز الوطني للتثقيف والاعلام الصحي والسكاني