نحن نتجة إلى اندونيسيا ذلك البلد الذي طالمنا حلمنا بزيارته كثيراً ، لم تشأ الذاكرة إلا أن تحتفي بصور رائعة جادت بها ذاكرة التاريخ الإسلامي وازدهى برونقها كل المسلمين.. إلى اندونيسيا ارتحلنا حاملين معنا عبق الماضي البعيد حينما شد اجدادنا اليمنيون رواحلهم إلى هذا الأرخبيل الجميل حاملين معهم خير رسالة سماوية التف حولها الاندونيسيون فاحتوتهم بقيمها ومبادئها المثلى فانتصروا لها وانتصرت لهم ليغدو الإسلام عقيدة ومنهاجاً يسيرون عليه نحو المستقبل بكل عزيمة وثبات.. بعد أن قضينا وقتاً من الراحة لم يتجاوز ساعة من الزمن في فندق جراند جمباكا الذي يحمل اسم المنطقة جنوب جاكرتا.. كانت زيارتنا الأولى في عاصمة الاندهاش جاكرتا، الاقتراب من الثورة الاقتصادية والصناعية التي تشهدها اندونيسيا،حيث صادف زيارتنا لهذا البلد تنظيمها للمعرض التجاري الإندونيسي ال 24 الذي يعكس صورة مذهلة لما وصل إليه في مستوى الصناعات والمنتجات الإندونيسية المتطورة والتي حققت نمواً جيداً في السنوات الأخيرة وساهمت كثيراً في رفع حجم الميزان التجاري الاندونيسي بفائض نوعي بسبب ضخامة حجم الصادرات وضعف الواردات حيث بلغ نسبة النمو الاقتصادي لعام 2008 م مايفوق 6 %فيما وصل احتياطي العملة الصعبة لنفس العام «57.11» مليار دولار.. واحتلت بذلك إندونيسيا في مستوى الناتج المحلي الإجمالي المرتبة الأولى في العالم الإسلامي والخامس عشر على مستوى العالم.. في أعقاب الأزمة المالية الاقتصادية التي طالت نمور آسيا والتي بدأت في منتصف عام 1997م حينها كانت اندونيسيا دولة صناعية حديثة العهد في الاقتصاد والأسواق الناشئة ما أثر عليها وأصبحت تتخذ شكل منحنى اقتصادي وسياسي للأزمة، ولكنها استطاعت تجاوز آثارها بسرعة وتمكنت من مواجهتها والتغلب عليها حين توصلت مع صندوق النقد الدولي في نهاية عام الأزمة إلى اتفاق للبدء بتنفيذ برنامج للإصلاح الاقتصادي يهدف إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي فيها، ومن ثم التوقيع مع الصندوق ومؤسسة الحدود الالكترونية «EFF» في عام 2000م على برنامج يضم مجموعة من الحقوق الاقتصادية والاصلاح الهيكلي وأهداف الإدارة، ونجم عن ذلك أن عاد النمو الاقتصادي بشكل متسارع وكان أكثر إيجابية. مؤشرات إيجابية وحسب مسؤولين حكوميين في جاكرتا، تمكنت الحكومة الاندونيسية بقيادة الرئيس سوسيلو بامبانج يودو يونو، الذي أعيد انتخابه من قبل الشعب الإندونيسي في الثامن من يوليو الماضي لفترة رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات، تمكنت من التغلب على الصعوبات التي تواجهها إندونيسيا، لاسيما في المجال الاقتصادي إثر الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية وذلك من خلال تحقيق مؤشرات إيجابية مثل ارتفاع النمو الاقتصادي وزيادة الاستثمار وارتفاع الصادرات وكذا انخفاض حاد للتضخم إلى جانب ارتفاع احتياطي البنك المركزي وتقليص الاعتماد على الديون الخارجية بشكل تدريجي،وتوقعوا أن يصل النمو الاقتصادي لإندونيسيا في العام الحالي 2009م إلى حوالي «6,5 %».. وذلك رغم المشاكل والتحديات التي واجهها ويواجهها الاقتصاد الاندونيسي مثل البطالة والفقر والمديونية،حيث تنتشر البطالة في أوساط «9 %» من القوى العاملة، ويكمن التحدي الثاني في صعوبة المعيشة بالنسبة إلى الكثير من السكان إذ يقبع نحو «16%» من الشعب الإندونيسي تحت خط الفقر. استعراض للإمكانات احتوى المعرض التجاري ال 24 على معروضات من جميع المنتجات التصديرية الإندونيسية مثل مكونات السيارات والمحركات الأتوماتيكية والمجوهرات والالكترونيات وكذا المنتجات الغذائية والمنتجات النسيجية والزراعية والأثاث وغيرها من المنتجات والصناعات اليدوية والاكسسوارات والمجوهرات ،يقول نائب رئيس المعرض أحمد فردوس: إن هذا المعرض الذي تنظمه وزارة التجارة الإندونيسية يقام سنوياً منذ عام 1986 م ويتميز باستعراض للإمكانات الصناعية الاندونيسية ذات القيمة المضافة إلى جانب الموارد والخدمات التي تلبي المعايير الدولية القابلة للتصدير،ويشير فردوس إلى أن عدد زوار المعرض في السنة الماضية بلغ 50 ألف زائر في حين كان عدد المشترين 7500 وبلغت قيمة المبيعات حوالي 217 مليون دولار أمريكي، وأضاف:ونتوقع أن يصل عدد المشترين لهذا العام إلى 8000 مشتر، أما المبيعات فهي حتى الآن بقيمة 213 مليون دولار ونتوقع أن ترتفع هذه القيمة عند اختتام المعرض.. ولفت فردوس إلى الدور الهام الذي يلعبه هذا المعرض في تطوير التصدير للمنتجات والصناعات الإندونيسية،وقال:نحن سعداء هذه السنة بترويج منتجاتنا من خلال هذا المعرض الذي حظي بإقبال كبير من الزوار من أسواق غير تقليدية مثل السعودية وبنجلادش واليمن والهند وأفريقيا وكذلك من الشرق الأوسط وبالطبع من الأسواق التقليدية مثل اليابان وأمريكا ودول الاتحاد الأوروبي،ونحن سعداء أيضاً لأن تصديرنا بدأ يكبر وهذا المعرض سيشجع أداء تصديرنا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.