اللوزي: حريصون على تفعيل دور الإعلام في تعزيز الحكم الرشيد ومكافحة الفساد اكد رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد المهندس احمد محمد الآنسي وجود ارادة سياسية لمكافحة الفساد واجتثاث جذوره . واشار رئيس الهيئة في ورشة عمل نظمتها الهيئة أمس بصنعاء بالتعاون مع المؤسسة الالمانية للتعاون الفني (جي تي زد) إلى أن الارادة السياسية وجدت عندما تم التوقيع على قانون مكافحة الفساد وكذا القوانين التي لها علاقة بمكافحة الفساد منها قانون المناقصات والمزايدات وانشاء الهيئة العليا للرقابة على المناقصات بالاضافة الى وجود الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.. وغيرها من القوانين التي تسير في اتجاه مكافحة الفساد. وقال “ ان الارادة السياسية وحدها بدون ارادة شعبية وارادة ذاتية لاتكفي لابد ان تتكامل الجهود ونسير جميعاً في اتجاه مكافحة الفساد ونتعاون لتحقيق نتائج ايجابية”. واضاف رئيس الهيئة العليا لمكافحة الفساد في الورشة التي حضرها وزير المالية نعمان الصهيبي “: ان كثيراً من الدول تختلف في تحديد اين يبدأ واين ينتهي الفساد، حيث وضعت تعريفات محددة فيها قواسم مشتركة بين بلدان العالم لكن مازال هناك فرق شاسع في بعض الآراء كل بلد حسب ثقافته وتاريخه ، ونحن في اليمن نعرف جميعاً ان ثقافتنا وتاريخنا وديننا اصلاً ضد الفساد حيثما كان». ولفت الى ان هذه الورشة فرصة للانتقال الى مفهوم جديد في مكافحة الفساد وهو الجانب الاكاديمي العلمي..وقال “ إن دولاً كثيرة سبقتنا في مكافحة الفساد ونحن حاولنا ان نستفيد من هذه التجارب ولكن ان ندخل في مرحلة جديدة وهي مرحلة ادخال ثقافة مكافحة الفساد في التعليم العالي والتعليم العام للوقاية منه هذا شيء هام جدا». واشار الى اهمية اسهام المشاركين في الورشة بشكل كبير بهدف الاستفادة من آرائهم وخبراتهم وكيفية ادخال مادة مكافحة الفساد الى مناهج التعليم العالي والتعليم العام . واضاف: بأن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد قد امضت نصف الفترة وبعد مضي النصف الآخر سيتم اختيار هيئة جديدة ونتمنى ان نكون قد وفقنا في وضع الاسس اللازمة لمكافحة الفساد . من جانبه اشار وزير الاعلام حسن احمد اللوزي الى الاهمية التي تكتسبها الورشة في جوهر موضوعها الذي يتصل بكافة جوانب الحياة وبحضور اساتذة اجلاء لهم اختصاصات مهنية واهتمامات بمكافحة الفساد . وقال «اؤكد باسم الحكومة ان وزارة الاعلام والمؤسسات الرسمية ستظل رافداً وعوناً مباشراً للهيئة ولكل المؤسسات التي تعمل في مجال تعزيز الحكم الرشيد ومكافحة الفساد واقتلاعه اينما كان في شتى مجالات ومواقع العمل التي نكافح جميعاً من اجلها.. واضاف “ لابد ان نعزز من قدرتنا وايماننا ان نحقق الاهداف المرسومة والغايات المحددة في القوانين النافذة اليوم في هذه المعركة المصيرية التي يتوقف عليها ليس فقط توفير امكانيات مالية وجهود في كافة مجالات العمل في طريقها الصحيح كي لا تنفق في مجالات ضارة ومعوقة للعمل». واكد وزير الاعلام ثقته بأن تخرج الورشة بنتائج جديدة تعزز الرصيد الذي تحقق حتى الآن في سعي الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد في طريق تحقيق الاهداف التي انشئت من اجلها . واضاف “ نعتقد ان الانجازات التشريعية والمؤسسية التي تحققت حتى اليوم تؤكد ان هناك ارادة سياسية عليا فيما يتعلق بمكافحة الفساد في كافة المجالات وهذا ما يؤكده فخامة رئيس الجمهورية في كلماته واحاديثه وكذا ما التزمت به الحكومة في برنامجها التنفيذي وما اكد عليه رئيس مجلس الوزراء في حديثه الاخير فيما يتعلق بأن الحكومة لن تتردد في تلبية وتنفيذ كل ما يتعلق بخطوات مكافحة الفساد”. ولفت اللوزي الى ان الوزارة عملت على تخصيص مساحات في الاذاعة والتلفزيون والصحافة لتغطية نشاطات الهيئة والنشاطات في السلطة القضائية ونيابة الاموال العامة.. وغيرها من الجهات المعنية بمكافحة الفساد.. واشار الى ان التوعية بدور الهيئة الوطنية والمؤسسات المختلفة في تنفيذ محتوى التشريعات القائمة في اليمن من اجل مكافحة الفساد والقضاء عليه دور اساسي ونتمنى ان تتوسع الجهود التي تصب في هذا المجال. واكد وزير الاعلام على اهمية التعاون مع منظمات المجتمع المدني في هذا الحقل المهم من حقول ممارسة المسؤولة الوطنية واننا شركاء مع هذه المؤسسات في ابراز دورها واهتمامها وما تقوم به من جهد وما يمكن ان تعلن عنه من وثائق او ادبيات تتصل بدورها في هذه المعركة الحضارية. وقال “ لابد ان يكون للعمل الاعلامي حقله الخاص كعنصر جوهري في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد حتى نواصل ما يمكن ان نبذله من جهود في انجاح ما يتصل بأهداف الهيئة ومحتوى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد والجهات الحكومية المعنية. بدورها استعرضت نائب رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد الدكتورة بلقيس ابو اصبع مراحل اعداد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وكذا القوانين التي تم المصادقة عليها واصدارها في هذا الجانب، وسياسات وممارسات مكافحة الفساد الوقائية في ضوء اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة الفساد، بالاضافة الى مجالات عمل الهيئة . وقدمت عرضاً تقديمياً للاستراتيجية ومكوناتها والتي تشمل الفساد في اليمن ماهيته،اسبابه، ونطاقه، وتداعياته واتجاهات مكافحته، والاطار المفاهيمي والمنهجي للاستراتيجية والمنظومة الوطنية للنزاهة ومكافحة الفساد، ومكون الوقاية من الفساد ومنع ممارسته، ومكون إنفاذ القانون والملاحقة القضائية، ومكون رفع مستوى الوعي والتعليم والتثقيف والمشاركة المجتمعية، ومكون تنسيق الادوار، بالاضافة الاهداف والمنطلقات الاساسية للاستراتيجية ومتطلبات البدء في التنفيذ والنتائج المتوقعة والمعوقات المحتملة . وتطرقت الدكتورة ابو اصبع الى مجالات العمل الرئيسية للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد والتي تشمل المنع وانفاذ القانون والتوعية، وميكانزمات التنفيذ من خلال الارادة السياسية وبناء القدرات وتنسيق الادوار. وبينت ان الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد تلقت منذ تأسيسها 569 بلاغاً وشكوى منها329 بلاغاً وشكوى كانت من ضمن اختصاصات الهيئة، منها 39 بلاغاً عبر الصحف ومواقع الانترنت. واشارت نائب رئيس الهيئة الى انه تم حفظ 260 من هذه القضايا لعدم اختصاص الهيئة فيها، فيما تم رفع 11 قضية إلى نيابة الأموال العامة بعد استكمال التحقيق فيها وتم حل عدد من القضايا فيما لايزال عدد آخر من هذه القضايا في طور التحري والتحقيق والمتابعة من قبل الهيئة. كما بينت بأن اليمن قطعت خطوات في مجال مكافحة الفساد من خلال منظومة قانونية وتشريعية ويعد اليمن من المؤسسين الاوائل للشبكة العربية للنزاهة والشفافية التي يرأسها الاردن في 2009م وفي العام القادم ستنقل رئاسة الشبكة الى اليمن ويعد اليمن ثاني دولة تنشأ فيها هيئة لمكافحة الفساد على المستوى العربي. وخلال الورشة استعرض الامين العام للتحالف اليمني للشفافية نبيل عبد الحفيظ دور المجتمع المدني في مكافحة الفساد، فيما قدم استاذ ورئيس قسم السياسات الدولية ومدير برامج الماجستير في الادارة السياسية والعالمية بجامعة بوتسدام بألمانيا عدداً من التجارب الدولية في الحكم الرشيد ومكافحة الفساد وكيفية استفادة اليمن من هذه التجارب. تخلل الورشة التي حضرها عدد من المسؤولين في الجهات ذات العلاقة والاكاديميين والمختصين وممثلي منظمات المجتمع المدني والمهتمين نقاشات حول الجوانب المتعلقة بمكافحة الفساد.