عند مشاهدتي لفيلم «شيء اسمه الحنين» انتابني شعور من المسئولية والإحساس بالفخر والاعتزاز بالفنان اليمني عموماً وأننا بلد نمتلك الطاقات والقدرات وأهمها العقل البشري الذي يستطيع أن يعمل في اللحاق بالركب الحضاري المعاصر إذا ماتهيأت لنا ظروف العمل الحقيقي في مجال الإبداع الإنساني عموماً! لذلك أرجو من الجهات المختصة الاستماع بشكل جيد إلى ما نقوله أو نكتبه وأنا على ثقة بأن قيادة وزارة الثقافة الجديدة والمتمثلة بالأخ د. محمد أبوبكر المفلحي تدرك ذلك بل على العكس فهي مصممة للذهاب بعيداً من أجل إيجاد البنية التحتية الحقيقية للبدء في تقديم سينما يمنية حتى نصل في المستقبل إلى صناعة سينما بما تحمله هذه الكلمة من معنى! وقبل الخوض في الحديث عن فيلم لسمير العفيف «شيء اسمه الحنين» لابد لنا من التطرق إلى وضعية السينما اليمنية وإن لم تكن لدينا سينما حقيقية تذكر، وكما هو معروف عن المحاولات الكثيرة التي كانت أفلام تسجيلية أو وثائقية منذ مطلع السبعينيات إلا أنها لم ترتق إلى مستوى الفيلم الروائي الدرامي والمتعارف عليه، باستثناء بعض المحاولات والاجتهادات لجعفر البهري وآخرون، لذلك فإذا ماأردنا صناعة سينما في اليمن علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا، حيث أننا بحاجة إلى قرار سياسي شجاع لصناعة سينما مع إشراك القطاع الخاص لتحمل المسئولية جنباً إلى جنب مع الدولة،. أما فيما يسمى المؤسسة العامة للسينما والمسرح ماهو إلا تعطيل أكثر منها فائدة للسينما، فالسينما هي منظومة متكاملة اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وإنسانياً وبنائها يتطلب جهد ومثابرة وليس فقط على مستوى إعادة بناء دور للسينما، إنما هي تعني تأهيل وإعادة تأهيل كوادر سينمائية في كافة المجالات ابتداءً من المصدر وانتهاءً بالناقد السينمائي ومروراً بتقنية علوم السينما وبناء الاستديوهات المغلقة والمفتوحة، إن مشروع ضخم لصناعة سينما في بلادنا سيشكل ساحة تنافس للمستثمر العربي واليمني مع ايجاد فرص عمل للآلاف من الشباب للعمل في هذا الإتجاه من فنيين ومهندسين وعمال. وعودة إلى فيلم «شيء اسمه الحنين» هذا المولود الذي ولد في خضم هذا الواقع المرير والسيئ للسينما وفي ظل عدم وجود الحرفية الحقيقية لصناعة السينما ماهو إلا دليل على امتلاكنا الكادر إذا ما توفرت الشروط الموضوعية والذاتية والفنية والإرادة لصناعة السينما. يتبع في العدد القادم