شهرته جعلته محط إعجاب الجميع، بالأخص الفتيات اللاتي كن يتسابقن ليحظين برضاه. حيث كن يتسابقن فيما بينهن حول جمالهن وكان هو الذي يفصل التنافس لصالح الفتاة الأجمل لأنه لم يكن يرسم إلا الجميلات منهن بشرط الاحتفاظ باللوحة لصالحه. حدثت منافسة جديدة أعتلتها فتاة كانت واثقة من جمالها حد الغرور، أتت إليه كانت متأكدة بأنه سيرسمها فجمالها يشفع لها عنده. دخلت عليه في مرسمه المكتظ باللوحات، جلست أمامه بكبرياء، حدق فيها بذهول، أحست ببداية انتصارها عليه، تغزل بها وبجمالها، شعرت أنها تحلق في السماء وهو ينظر إليها حتى غابت عن عينيه. اقترب منها، أمسك يدها، عادت من نشوتها، خلعت عنها سترتها، ظهر جسدها بأعضائه الصامتة، أحمر وجهه، تلعثم بالكلام، تصبب عرقاً، انتابته رعشة عظيمة كادت تسقطه أرضاً. ضحكت بمجون، شعرت بمدى ضعفه أمام جمالها، تقدمت نحوه، أمسكت به... ظل واقفاً حتى أكملت ترتيب وضعها، أمسك فرشاته بيده اليمين وألوانه في يده الشمال، بدأ يضع الخطوط الأولى على اللوحة، ينظر إلى الفتاة ثم يعود إلى اللوحة كأنه يأخذ تقاطيع وجهها وملامحه ويلصقها في اللوحة. أحست بأنها ستنتصر عليه في هذه المرة وبأن أنامله ستنجز أجمل لوحة عرفتها البشرية فهو لم يرسم إلا الأشياء الجميلة. ظل منهمكاً في اللوحة، العرق يتصبب منه بغزارة، مر وقت طويل وهو مايزال يبدع في رسم وجه الفتاة. عرفت أنه بدأ يضع اللمسات الأخيرة على اللوحة من خلال حركة يده السريعة، ظلت متلهفة طوال فترة جلوسها أمامه متشوقة لرؤية جمالها في اللوحة. وضع فرشاته جانباً والألوان جانباً، جلس على الكرسي، أسند ظهره للخلف، وضع يديه خلف رأسه أخرج آثار تعبه بزفرة أحتوت المكان. وقفت من على الكرسي، تقدمت نحوه بخطى واثقة، توقفت بجانبه، استدارت نحو اللوحة نظرت فيها سألها: أليست جميلة؟ صعقت لما رأت لم تصدق عينيها لقد رأت أبشع امرأة على وجه الأرض.