تواصل السلطة المحلية في محافظة صعدة بذل جهود كبيرة بالتعاون مع المنظمات والجمعيات المحلية والإقليمية والدولية لتقديم الرعاية والإيواء وكل ما يلزم من خدمات للأعداد المتزايدة من النازحين من مناطقهم جراء فتنة الإرهاب والتخريب التي أشعلتها العناصر الإرهابية الحوثية في محافظة صعدة. وقال حسن محمد مناع، محافظ محافظة صعدة في تصريح لموقع "سبتمبرنت": إن آلاف النازحين جراء فتنة تلك العناصر الإجرامية منذ بدء المواجهات وحتى اليوم تقدم لهم السلطة المحلية - حسب إمكاناتها وقدراتها - الرعاية الممكنة والخدمات الطبية، إضافة إلى ما يقدم لهم عبر مكتب الصحة في المحافظة وما يأتي من قوافل الدعم الشعبي والمنظمات الدولية كبرنامج الغذاء العالمي واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع الهلال الأحمر اليمني، فرع صعدة ومؤسسة الصالح الخيرية التي تقدم الكثير والكثير من الدعم اللا محدود للنازحين من جراء فتنة الإرهاب والتخريب الحوثية، مشيراً إلى أنه تم صرف ملايين الريالات من الضمان الاجتماعي للنازحين في إطار الحزام الأمني لمدينة صعدة. وأكد محافظ صعدة أن عناصر الإرهاب والتخريب حالياً في الرمق الأخير بعد الضربات القاصمة والموجعة التي تلقتها من أبطال القوات المسلحة والأمن بالتعاون مع المواطنين الشرفاء من أبناء محافظة صعدة والقوات الشعبية وبعد سقوط الكثير من معاقلها ومواقعها وأوكارها وتكبدها خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد وسقوط عدد كبير من قياداتها بين قتيل وجريح أبرزهم الإرهابي عبدالملك الحوثي. موضحاً أن المعلومات لدى قيادة المحافظة تفيد بمصرع الحوثي متأثراً بجراحه ودفنه في مقبرة بجبل طلان بمنطقة الملاحيظ. مضيفاً: إن تلك العناصر تعاني حالياً من حالة تشتت وتشرذم وانهيار والعشرات منهم يستسلمون ويسلمون أنفسهم للقوات المسلحة والأمن والسلطة المحلية بشكل يومي. وبالنسبة للوضع في مدينة صعدة القديمة أوضح مناع أن الأمور سائرة باتجاه القضاء على ما تبقى من عناصر الإرهاب والتخريب في المدينة بعد النجاحات التي حققتها الحملة الأمنية بقيادة وكيل أول وزارة الداخلية اللواء محمد عبدالله القوسي في القضاء على الخلايا النائمة لتلك العناصر والقبض على أعداد كبيرة منها خلال الفترة الماضية. منوهاً إلى أن ما تبقى من تلك العناصر الإجرامية هو عدد قليل، حيث يقومون بالاحتماء بمنازل عدد من المواطنين واتخاذ بعضهم دروعاً بشرية لإطالة أمد بقائهم في المدينة، مؤكداً أنه يجري ملاحقتهم وسيتم القبض عليهم وتقديمهم إلى العدالة. وأكد مناع أن قيادة المحافظة تقوم بعملية توثيق لكل الجرائم التي تقوم بها تلك العناصر الإرهابية والتخريبية ضد المواطنين والاعتداء على ممتلكاتهم وعلى الممتلكات العامة في عدد من مديريات المحافظة ومنها تفجير ونسف منازل المواطنين ومزارعهم وتشريد الآلاف من منازلهم وكذا الاعتداء على المساجد والمدارس والمشاريع الخدمية والقيام بعمليات التقطع وتخريب الطرقات والنهب والسرقة واختطاف المواطنين الآمنين وقتلهم. لافتاً إلى أن تلك العناصر قامت منذ بدء المواجهات الأخيرة في أغسطس الماضي بقتل وإصابة أكثر من 500 مواطن واختطاف ما يزيد عن 485 مواطناً آخرين أغلبهم من الشيوخ والأطفال. من جهة أخرى اطلع محافظ صعدة خلال زيارته أمس لمستشفى السلام على مستوى الخدمات الطبية والرعاية الصحية التي يقدمها للمصابين والجرحى من أبناء القوات المسلحة والأمن ومواطني المحافظة الذين يتصدون لعناصر الإرهاب والتمرد. وطاف المحافظ بمختلف أقسام المستشفى، مشيداً بالمواقف البطولية والتضحيات الكبيرة التي يقدمها أبطال القوات المسلحة والأمن والمواطنون في سبيل القضاء على عصابة التمرد والتخريب ومواجهة أفكارهم الظلامية التي تهدف إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ووقف عجلة التنمية والحياة في المحافظة. وأكد مناع أن تلك العصابة حان وقت نهايتها وقرب أجلها من خلال الضربات الموجعة التي تتلقاها من أبناء القوات المسلحة والأمن في مختلف محاور القتال من الملاحيظ وحتى حرف سفيان، متمنياً للمصابين والجرحى الشفاء العاجل والعودة إلى أهلهم سالمين. وفي اجتماعه مع إدارة مستشفى السلام ناقش محافظ صعدة حسن مناع أوضاع المستشفى والصعوبات التي يواجهها في ظل الظروف الصعبة الناتجة عن قطع الطرق ومنع وصول الإمدادات إلى المحافظة والتي أثرت سلباً على سير عمل المستشفى وخدماته الطبية وسبل معالجتها. وأشاد بمساعي إدارة المستشفى والأطباء والعاملين في الارتقاء بخدماته الطبية والجهود التي يبذلونها في هذا المجال. إلى ذلك انطلقت أمس من أمانة العاصمة قافلة الإغاثة الثانية للنازحين في محافظة صعدة جراء فتنة التخريب والإرهاب والتمرد التي تم إعدادها من قبل قطاع المرأة والقطاع الخاص في أمانة العاصمة. وأكد وزير الدولة أمين العاصمة عبدالرحمن الأكوع أن هذه القافلة الثانية لأمانة العاصمة تجسد موقف أبناء الأمانة نحو واجبهم الديني والوطني وأيضاً الإنساني تجاه إخوانهم النازحين وأبناء القوات المسلحة المرابطين في ميادين الشرف والبطولة. وأشاد الوزير الأكوع بدور القطاع النسوي والقطاع الخاص وجهود المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية في المديريات وكل من أسهم في دعم وإنجاح هذا العمل الوطني الكبير الذي يدل على ان القضية الوطنية بكل مكوناتها مازالت في ضمائر أبناء اليمن الشرفاء. من جهته اعتبر أمين عام المجلس المحلي في أمانة العاصمة أمين جمعان تمويل هذه القافلة من أبناء أمانة العاصمة بمثابة استشعار منهم للواجب الديني والوطني كغيرهم من أبناء محافظات الوطن للوقوف إلى جانب إخوانهم النازحين من أبناء محافظة صعدة وأبناء القوات المسلحة والأمن وكل المتضررين من أعمال التخريب والإرهاب. مشيراً إلى أن القافلة الثانية تحتوي على مواد غذائية متنوعة وملابس وبطانيات وأدوات طبية ومدرسية ومولدات كهربائية وخزانات وأنابيب مياه وغيرها من مواد الإغاثة الضرورية التي يحتاجها النازحون جراء فتنة عناصر الإرهاب في صعدة. فيما أوضح مدير عام مكتب الواجبات في أمانة العاصمة، رئيس لجنة الإعداد للقافلة محمد كوكبان في تصريح لوكالة الأنباءاليمنية "سبأ" أن القافلة التي تضم أكثر من 60 قاطرة كبيرة محملة بأكثر من ألف و200 طن من المواد الغذائية والإيوائية والأدوية تم تجهيزها بالتعاون والتنسيق مع القطاعات النسوية والقطاع الخاص في أمانة العاصمة. مؤكداً أن هذه القافلة تعبر عن وقوف كافة أبناء أمانة العاصمة مع اخوانهم أبناء القوات المسلحة والأمن في التصدي لهذه الفتنة وهؤلاء المخربين في محافظة صعدة. كما انطلقت أمس من محافظة مأرب قافلة الإغاثة والدعم الشعبي الثانية إلى محافظة صعدة لإغاثة النازحين من أبناء المحافظة جراء الفتنة التي أشعلتها عناصر التخريب والإرهاب والتمرد. وتشمل القافلة التي رأسها وكيل المحافظة علي محمد الفاطمي 250 طناً من المواد الغذائية والإيوائية والأدوية بتكلفة 32 مليون ريال محملة على متن 24 ناقلة.. وأكد المحافظ ناجي بن علي الزايدي أن هذه القافلة تأتي لمساندة أبناء المحافظة لجهود الدولة للقضاء على عناصر التخريب والإرهاب في محافظة صعدة. وأشار إلى أن هذه القوافل تسير بدوافع إنسانية ودينية ووطنية لإغاثة النازحين في المحافظة ودعم القوات المسلحة والأمن في دحر عناصر الفتنة والقضاء عليها.